قال مراقبون إن جيش الاحتلال يشن على مدينة رفح بما في ذلك معبر رفح وشارع صلاح الدين ورمال المدينة ومقبرها عملية عسكرية مكتملة الأركان مستهدفا الملاذ الأخير للنازحين في قطاع غزة، بعدما لجأ إليه نحو 1.5 مليون فلسطيني، فروا من اجتياح قوات الاحتلال لشمال القطاع في وقت سابق من الحرب.


وقال المحلل السياسي أدهم أبو سلمية في مقال بعنوان "ما الذي يجري في منطقة شرق رفح؟!" : إن "ما يجري في رفح هو عملية عسكرية مكتملة الأركان، وكل صيغ التي زعم أنها "محدودة أو مؤقتة" هي تخدير للرأي العام، ومحاولة لحفظ ماء الوجه لكل أولئك الذين حذروا من مغبة الدخول لرفح، وهي دليل واضح على نية العدو المبيتة في إفشال كل محاولات الوسطاء الوصول لإتفاق، وإن هدفه الوحيد هو استمرار العدوان بهدف قتل أكبر عدد ممكن من شعبنا، والأهم أنه حاول فعل ذلك في رفح عبر تضليل الرأي العام بأن السبب هو عدم قبول حماس للصفقة، قبل أن تفاجئه حماس بالموافقة".

تضليل تساهم فيه مصر

وكشف أبو سلمية @adham922 عن رسالة خاطئة أو ربما متواطئة مع الجانب الصهيوني وصلت هذه المرة من مصر، موضحا أن "..النقطة الأكثر الخطورة أن هذا التوغل جاء بعد وصول رسالة رسمية من الجانب المصري لقيادة المقاومة الفلسطينية حول عدم نية العدو احتلال المعبر وإن الاجراء هو أمني بهدف البحث عن مقدرات المقاومة وسينسحب هذا اليوم "المقصود أمس".

وأوضح في رده على تساؤل كبير :  هل نجح العدو في خداع وتضليل مصر؟  عدة نقاط أبرزها أن "..الجانب المصري يتحمل جزء من المسؤولية، وهناك تنسيق مشترك، بدليل تحرك دبابات الاحتلال على محور فيلادلفيا وسط غياب للجيش المصرى الذي كان هناك قبل ساعات فقط؟!".

وأبان أن "..هذا العدوان يشكل كارثة إنسانية على عموم اهلنا في قطاع غزة حيث يُغلق شريان الحياة الوحيد نحو القطاع، وهنا فإن أبسط رد من الجانب المصري إذا لم يكن متورطاً في هذا العدوان أن يعلن بوضوح تفعيل بوابة صلاح الدين فوراً لسفر المواطنين ودخول البضائع كرد طبيعي وأولي على احتلال معبر رفح".  


وأضاف، "..من المهم أن أشير هنا أن مزاعم الاحتلال بقتل 20 من أمن معبر رفح هو كذب مطلق، والشهداء ارتقوا خلال قصف العدو بالأحزمة النارية في محيط المعبر هم من عموم شعبنا النازحين".


وأشار إلى أن "الاحتلال قبل غيره يُدرك أن ما عجز عن تحقيقه في كل القطاع، لن يحققه بهذا العدوان النازي على مليون إنسان في رفح، وكل ما سيأخذه الاحتلال من رفح هو جر أذيال الهزيمة عسكرياً وسياسياً، ولن يحقق شيء من أهدافه المزعومة".


وربط أبو سلمية بين اجتياحهم رفح، و"حجم الصدمة التي عاشها الكيان الصهيوني والإدارة الأميركية الليلة الماضية لدرجة أن كيربي قال للإعلام أنه علم برد حماس من الجزيرة، ما يعني أن فشلاً استخباراتياً جديداً وقع به الاحتلال وحلفاؤه في عدم توقع رد المقاومة الفلسطينية، انعكس ذلك من خلال سلوك استعراضي بالقوة في شرق رفح، في رسالة داخلية من نتنياهو لليمين المتطرف أنه قادر على الفعل العسكري حتى لو ذهب لاتفاق..".

https://twitter.com/adham922/status/1787963189675638862


مآلات الاجتياح

وكما هي مآلات اجتياح الشمال وخان يونس ومدينة غزة، نقل محللون افتتاحية "الإندبندنت" عن نية نتنياهو اجتياح "رفح".

وكان ختام تقرير الصحيف البريطانية أنهم متأكدون ".. بشكل موثوق من ثلاثة أشياء.

أولا، ليس هناك ما يضمن أن حماس، أو أي جماعة مماثلة، لن تشن عملا إرهابيا وحشيا آخر (تعبير الصحيفة طبعا) مثل الذي حدث في السابع من أكتوبر.

ثانيا، نحن نعلم أن العلاقات بين إسرائيل وجيرانها الأقوياء مثل تركيا والسعودية، وهي السياق الضروري للاستقرار الإقليمي، سوف تظل صعبة.

ثالثا، وهو الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لنتنياهو، فإن المزيد من الرهائن الأبرياء (من جنسيات مختلفة) سوف يفقدون حياتهم، بما في ذلك بسبب القصف الجوي الذي يشنه جيش الدفاع الإسرائيلي. ولن يكون لدى نتنياهو سوى القليل ليظهره فيما يتعلق بالطريقة التي أدار بها هذه الحرب التي لا يمكن الفوز بها، وهو ما سيؤدي إلى نتائج عكسية تماما". .

ويعلق المحلل السياسي ياسر الزعاترة أن خلاصة ما قالته الصحيفة أن "الحرب التي لا يمكن الفوز بها". مستدركا أن "سُعار الثأر لا يتيح سماعها" رغم تكرار صداها في الكيان.

 

لن يفلحوا

 

وعن سوابق الاحتلال وهزائمة المتكررة التي لن يجدي معها ما يحدث في رفح، قال المستشار العسكري ناصر الدويلة: "دخل نتنياهو الى اطراف رفح في اللحظة الاستراتيجية الحرجه قبل اعلان هزيمة الجيش الصهيوني فهو يريد ان يثير زوبعة يهرب من خلالها من واقع جيشه و دولته المهزومه على جميع الاصعده".

وأضاف أن "غزة لن يغير في وضعها الاستمرار في القصف او ممارسة سياسة التجويع فلن يكون القادم اسوأ من الواقع لكن الاكيد ان كل مآسي غزة لم تفت في عضد التلاحم الشعبي بين الشعب الصامد و المقاومة الباسلة".


وأشار  إلى أنه "..كل يوم يسقط عشرات الشهداء و المصابين و تهدم بيوت غزة لكن الشعب صامد و مصر على هزيمة العدو هزيمة تاريخية تحطم الاساطير التوراتية و تعيد للقضية الفلسطينيه صدارتها العالمية و تعلن بدء العد التنازلي لدولة الصهاينه في فلسطين فلم يتحرر شعب على مر التاريخ الا بتحمله مزيدا من التضحيات و المآسي و الصبر على الموت".


وشدد على أن "..ابطال المقاومة في غزة يثخنون في العدو يوميا و يتساقط جنود العدو كالفراش بيد ابطال القسام و سرايا القدس ولا يوجد مكان آمن للعدو في غزة و محيطها" .

ورجح أن "المفاجأة ستكون قريبة جدا قد تطيح برئيس الاركان و قائد العملية في رفح بضربة ثأر من سيف بتار ". 

واستدرك @nasser_duwailah أن حسابات الاحتلال أنهم يقاتلون "عن بعد عبر القصف لكنهم خلال فترة وجيزة ان شاء الله سنسمع امهات الجنود الذين الذين دخلوا رفح من كرم ابو سالم يتظاهرن لسحب ابنائهن من جحيم رفح (و لينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز ) لا تحزنوا ان الله معكم يا اهل غزة و الله أكبر و لله الحمد".