أكدت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان إنها رصدت توغلا جديدا لعدد كبير من الآليات العسكرية والجرافات في محيط معبر رفح البري جنوب قطاع غزة وشارع صلاح الدين شرق رفح. بأتي ذلك بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيف على المناطق القريبة من الحدود المصرية مع قطاع غزة، بحسب ما نقلت عن مصادرها.

ورصدت مؤسسة سيناء خلال الثلاثاء، 7 مايو هدوء بالجانب المصري من الحدود، تزامناً مع حركة نزوح محدودة من المناطق الحدودية المجاورة للسياج الفاصل بين قطاع غزة ومصر، مع استمرار القصف الجوي والمدفعي بمحيط معبر رفح، مع تحليق مكثف لطائرات بدون طيار اسرائيلية فوق منطقة محور فيلادلفيا.

وأضافت أنه بعد شهور من تهديدات القادة الإسرائيليين بإجتياح محور فيلادليفا، شهد صباح اليوم الثلاثاء قيام الجيش الإسرائيلي بالسيطرة على معبر رفح.

واستعرضت ورقة تحليلية نشرتها مؤسسة سيناء نهاية مارس الماضي السيناريوهات المحتملة خلف رغبة إسرائيل الملحة لإعادة إحتلال المحور الإستراتيجي.
 
ويفند التقرير مدى دقة الادعاءات الإسرائيلية حول وجود أنفاق تهريب أسفل محور فيلادلفيا، والدعوات لإعادة السيطرة على المحور بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023.

ويستند التحليل إلى أدلة تنشرها المؤسسة للمرة الأولى ترجح عدم دقة الرواية الإسرائيلية. يستعرض التقرير مواد مصورة حصرياً من الأرض، من ضمنها تصوير من داخل الأنفاق بعد قيام الجيش المصري بإغراقها بمياه البحر المتوسط، ومواد مصورة لمناطق عازلة في سيناء وغزة.

وأحتوى التقرير أيضا مواد مصورة حصرياً تبرز أنشطة الجيش المصري في مكافحة التهريب خلال العقد الماضي، من بينها ملاحقة صيادين فلسطينيين في مياه غزة، وكذلك حفريات عميقة على الحدود لتحديد مواقع الأنفاق وتفجيرها.

وكشف التقرير عن وثيقة رسمية مسربة صادرة من وزارة الداخلية في غزة وموجهة للاستخبارات العسكرية في القسام، تظهر دور ولاية سيناء في إحباط محاولات التهريب من سيناء إلى غزة. 
 
واستعرض التقرير مقابلات مع مهربين وجنود مصريين ومسئولي أمن فلسطينيين في محاولة للإجابة على السؤال.

وتزامن الرصد الحقوقي للأوضاع من الجانب المصري، إعلان قناة كان العبرية الانتهاء من أعمال البناء في الميناء البحري قبالة سواحل قطاع غزة غداً، ليتم من خلاله استقبال المساعدات الإنسانية الخميس بديلا عن المعبر "معبر رفح البري".


ومن جانب ثالث دعت الدكتورة حنان بلخي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إلى "إنهاء توغل العملية العسكرية في رفح الآن وفورًا؛ فثمة خطر داهم يتهدد 1.5 مليون شخص، بينهم 600 ألف طفل، ويقوض سلامتهم وأمنهم" ضمن تطورات الأوضاع الإنسانية في رفح.


وأضافت أنه "في ظل كفاح النظام الصحي ليستمر في عمله وأداء مهامه، وبينما المخاطر الشديدة محدقة بحياة الآلاف، تؤكد منظمةُ الصحة العالمية وشركاؤها الالتزام بتقديم العون وإيصال المساعدات".


وأشارت إلى أن ذلك يتطلب وصول المساعدات دون عوائق عبر معبر رفح البري الذي يتعين فتحه على وجه السرعة. وإن مزيدًا من التصعيد من شأنه التسبب في انهيار العملية الإنسانية الهشة بالفعل.   

وطالبت بضرورة حماية المستشفيات في رفح وتزويدها بالمستلزمات التي تحتاج إليها للاستمرار في تقديم الرعاية وباسم الإنسانية ولأجلها، لا بد من إيقاف فوري عاجل لإطلاق النار.