اجتمع مسعفون دوليون في الدوحة بقطر يوم السبت، لمناقشة خطط إعداد دليل جديد لإدارة آلام الصدمات النفسية لدعم المتخصصين الذين يعالجون الأطفال في غزة ومناطق الصراع الأخرى.
ويقود المشروع الدكتور بول ريفلي، استشاري طب طوارئ الأطفال والطبيب السابق بالجيش البريطاني. وقال إن الحاضرين الذين ينتمون إلى غزة، وهم على اتصال وثيق مع زملائهم هناك، قد وصفوا طريقة تصرف الأطفال المرضى.
وأضاف: "الأطفال يتجاهلون آلامهم نوعًا ما. لقد كان هناك الكثير من حولهم، لدرجة أنه يبدو كما لو أن التعبير عن الألم والشكوى من الألم يبدو أمرًا تافهًا".
وأوضح ريفلي أنهم يشعرون "بأن عليهم أن يكونوا أقوى".
وتابع: “إنهم يراقبون الأطفال الذين يتم علاجهم بجانب والديهم أو الذين تم إنعاشهم أو يموتون. وبينما يقارنون أنفسهم بهذا، فإنهم يرقدون قائلين لأنفسهم: "أعاني من الألم"، ولكن إذا سأل أحدهم عن الألم، فإنهم لا يريدون التعبير عنه".
سيتم نشر الدليل الجديد باللغتين العربية والإنجليزية، بتمويل من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (Wish)، المبادرة الصحية العالمية التابعة لمؤسسة قطر ومقرها الدوحة. وهو يتبع الدليل الميداني لإصابات الأطفال الناتج عن الانفجارات الذي أنشأه ريفلي وأعضاء آخرون في شراكة الأطفال لإصابات الانفجارات في عام 2019، والذي تمت ترجمته للاستخدام في دول مثل سوريا واليمن وأوكرانيا.
ويعيش طفل واحد من بين كل ستة أطفال في خطر في منطقة النزاع.
وذكر ريفلي أنه في حين أن الأطباء الفلسطينيين "يتمتعون بالكفاءة العالية في إدارة الصدمات"، إلا أن الأطباء الذين يعالجون الأطفال ليسوا جميعهم متخصصين، وغالباً ما يكون هناك حاجز نفسي أمام المهنيين عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الأطفال.
وأردف: "النجاح في علاج الطفل بشكل جيد هو أمر رائع. ولكن عندما لا يشفى الطفل، يكون الأمر مدمرًا".
وسيبدأ فريق ريفلي في إنتاج موارد سريعة ليتم مشاركتها في غزة، وستغطي معلومات مثل جرعات مسكنات الألم لدى الأطفال. ومن المتوقع أن يكتمل الدليل الكامل لإدارة الألم بحلول شهر نوفمبر.
وقالت الدكتورة إميلي مايهيو من جامعة إمبريال كوليدج لندن، وهي جزء من شراكة الأطفال لإصابات الانفجار: "إن علاج الأطفال بعد الإصابة بالانفجار أمر معقد، لأنهم لا يزالون في طور النمو".
وتابعت: "سيوفر دليل الألم الجديد هذا المعلومات التقنية التي يحتاجها الأطباء في مكان واحد، والثقة اللازمة لرعاية الأطفال."