يفاخر جيش الاحتلال الصهيوني بقتله مسؤولي لجان حماية المساعدات ولجان الإغاثة في وقاحة ووحشية صهيونية اعتبرها المحلل السياسي الطبيب الفلسطيني سعيد الحاج أنه قصف بشكل متعمد وممنهج في شمال غزة لهذه المكونات؛ المدنيين المنتظرين للمساعدات، وقوات الشرطة المنظمة والمؤمنة للمساعدات، وأبناء العائلات والعشائر المشاركين في تأمين المساعدات وتوزيعها، إضافة لمنع وصول المساعدات للشمال، معتبرت عبر منصات التواصل أنها "حصار وحرب تجويع ممنهجة بأهداف سياسية واضحة، ستفشل بعون الله".


وقتل الإحتلال الصهيوني أكثر من 100 من العاملين في تقديم المساعدات خلال أسبوع واحد واغلبهم خلال 48 ساعة الأخيرة.


وأفاد مكتب الإعلام الحكومي في غزة باستشهاد أكثر من 100 من العاملين في تقديم المساعدات في 8 مجازر ارتكبها الاحتلال في أسبوع مضيفا أن مجازر الاحتلال بحق العاملين في مجال المساعدات هدفها تكريس سياسة التجويع ونشر الفوضى والفلتان الأمني في القطاع.


واغتال جيش الاحتلال (بإعلان مشترك بين جيش الاحتلال والشاباك) مدير لجنة الطوارئ غرب غزة أمس "أمجد هتهت" حيث تم استهدافه على دوار الكويت خلال تأمين المساعدات، ولجان الطوارئ هي الجهة الفلسطينية المسؤولة عن توزيع المساعدات الإنسانية على سكان القطاع في عدد من المناطق.

 

استهداف شرطة غزة

وإضافة للقيادي أمجد هتهت قتل الاحتلال المُقدم جمال خالد الكحلوت مدير شؤون العشائر بالمناطق الشمالية بالقطاع.


واغتال الاحتلال خلال 24 ساعة، ثلاثة ضباط شرطة في قطاع غزة مسؤولين عن حماية وتأمين المساعدات في قطاع غزة.
 

ففي مساء الثلاثاء، اغتالت قوات الاحتلال مدير مركز شرطة النصيرات المقدم محمود البيومي، بعد استهداف سيارته في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.


وأعلن عن استشهاد العميد فائق المبحوح والمقدم رائد البنا مدير مباحث شمال غزة والمسؤول عن تأمين المساعدات إلى شمال غزة.

عملية الاغتيال التي نفذها جيش الاحتلال بحق اللواء فائق المبحوح جريمة صهيونية جاءت بعد جهوده في تأمين وصول المساعدات.

    

لجان الطوارئ

واغتال جيش الاحتلال قادة من لجنة عمل الطوارئ في مدينة رفح، حيث استهدفت الطائرات الحربية أول أمس باغتيال قادة من لجنة عمل الطوارئ برفح منهم؛ أسامة ضهير وسيد الحشاش ومحمد الملاحي، وهادي أبو الروس قادة لجنة الطوارئ بشرق وشمال رفح.

وعملية الاغتيال تُضاف إلى عملية اغتيال نضال شيخ العيد الأسبوع المنصرم، رئيس لجنة عمل الطوارئ في مدينة رفح، ونائب مسؤول عمليات جهاز الشرطة؛ الشهيد محمود أبو حسنة.

 


مخاتير العائلات وعائلاتهم

واستهدف احتلال بالقصف والغارات بيوت مخاتير وعشائر رفضت التعاون مع الاحتلال وشكلت لجانا عشائرية لتنسيق دخول المساعدات إلى شمال القطاع ونجحت في ذلك بالتنسيق مع الشرطة الفلسطينية. 


وصاغت العشائر بيانا أفشل محاولات العدو الصهيونى الفاشي بإحداث "صحوات" في غزة فقل الاحتلال عشائر وعائلة النونو بشمال غزة وعشيرى عيسى وعشيرة الهباش وعشيرة الجربة.


المكتب الإعلامي الحكومي، قال: إن الاحتلال يهدف من وراء عمليات القتل والمجازر بحق الباحثين والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية إلى تكريس سياسة التجويع وتعميق المجاعة بشكل أوسع.

ويأتي هذا الاستهداف المتعمد، رغم تحذيرات المنظمات والمؤسسات الدولية من التداعيات الخطيرة لذلك.

 كما ويهدف إلى محاولات لنشر الفوضى والفلتان الأمني والفراغ الإداري في قطاع غزة، غير أن ذلك فشل فشلاً ذريعاً بالتزامن مع حالة الإدراك والوعي الشعبي لمخططات الاحتلال، وفق بيان للإعلام الحكومي، اليوم الأربعاء.


نشر الفوضى

رئيس المكتب السياسي بحركة حماس إسماعيل هنية قال: "استهداف الاحتلال لضباط وعناصر الشرطة والأجهزة الحكومية الإدارية في القطاع يوضح محاولته نشر الفوضى وإدامة سفك الدماء لأبناء شعبنا في غزة الصابرة كما يعكس ذلك أيضا مسعى قادة الاحتلال لتخريب المفاوضات التي تجري في الدوحة".


وأضاف أن "ما تقوم به قوات الإحتلال الصهيوني في مجمع الشفاء الطبي يؤكد أن هذا العدو يحارب عودة الحياة إلى قطاع غزة ويسعى إلى تدمير كل مقومات الحياة الإنسانية".

وأكد "أن كل ذلك لن ينجح في تحقيق هذا المخطط الإجرامي وستبقى الحركة متمسكة بحقوق شعبنا ومطالبه الواضحة في وقف العدوان والإنسحاب وعودة النازحين".


نشطاء ومحللين

النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي تعجبوا من افتخار الاحتلال بهكذا عمليات وقال أدهم أبو سلمية @adham922:  "هذا ليس عملاً بطولياً إنما جريمة حرب يرتكبها جيش نازي سادي.."، مضيفا أن ".. هؤلاء الشهداء الأبطال سخروا حياتهم لخدمة شعبهم وتوفير الاحتياجات الأساسية والإنسانية له، وعملوا كخلية نحل لضمان واقع أفضل لأكثر من مليون نازح في رفح..".

وأعتبر "أبو سلمية" أن "هذه الجرائم التي تعكس فشل وتخبط الاحتلال لن تحقق إلا مزيداً من الإصرار على مواصلة التحدي والصمود حتى يأذن الله لشعبنا بالفرج القريب..".


أما الصحفي علي أبو رزق  @ARezeg، فرأى أن الحرب دخلت مرحلة خطيرة جدا وقاسية موضحا ان ".. الحرب قد بدأت جويًا على حاضنة المقاومة ومن ثم امتدت بريا إلى قيادات وكتائب المقاومة، ولما فشلت جويًا وبريا في تركيعهم، لخمسة أشهر متواصلة، شن الاحتلال منذ أيام حربا ضروسا على حكومة المقاومة وشرطتها ولجان طوارئها، بحيث تحرق وتقصف كل ما من شأنه تصليب الجبهة الداخلية وإعادتها للوقوف على قدميها، وتقتلهم وأطفالهم وزوجاتهم وأهليهم، باعتبار أن من لم تسقطه الصواريخ، ستسقطه الفوضى،".


وأبان أن "..المهمة صعبة ومعقدة جدا، وهناك جهات تنتظر على أحر من الجمر للانقضاض على حكم غزة، من على ظهر الدبابات الإسرائيلية، كانت العشائر قد أظهرت وعيًا وطنيا في بيانها الأخير، ولكن ما زال التحدي قائما، والمتمثل بماجد فرج وفريقه".


وأشار إلى أنه ".. كانت هناك اقتراحات للجان شعبية غير حكومية وغير فصائلية لإدارة المشهد الإغاثي، ولكن قصفها الاحتلال اليوم وقتل العشرات باعتبار أن لجان المقاومة تديرها من الخلف.".


وأضاف أن صعوب المرحلة في كونها ".. تحتاج أضعافا من درجات الصمود والعض على الأصابع، فأنت تواجه عدوين اثنين، فالعين الأولى على الاحتلال لمواجهة مخططاته وجرائمه، والعين الأخرى تنظر إلى الخلف تحسبًا لأي طعنة من الوراء ..".


المحلل السياسي والكاتب الفلسطيني إبراهيم المدهون قال: ".. يهدف الاحتلال باغتيالاته المركزة إلى تقويض حكم حماس وضرب الاستقرار وخلق فوضى عارمة وتدمير حاضنة المقاومة المجتمعية والشعبية، وهذا يحتاج من شعبنا وعياً والتفافاً حول مقاومتها وعدم الانجرار للفوضى والفراغ.".

وعبر @ibmadhun أضاف أن "اغتيال إسرائيل لعميد في الشرطة الفلسطينية أمر خطير وليس الحدث الأول، فهو يأتي ضمن سلسلة استهدافات طالت كوادر شرطية وأمنية بمحافظات غزة المختلفة".

وأشار إلى أن الاغتيال "يدل على أن الاحتلال معني بنشر الفوضى، ويستهدف اللجان الشعبية والشرطة وكل من يعمل على استقرار غزة".

وأوضح أن العشائر الفلسطينية رفضت التعامل مع إسرائيل، وفضلت البقاء مع تنسيقها مع جهاز الشرطة، ولهذا أقدمت إسرائيل على اغتيال المبحوح.

ويعتقد المدهون أن السماح بدخول المساعدات الإنسانية لشمال قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، يهدف لمعرفة آلية عمل الشرطة الفلسطينية مع العشائر، وتوجيه عمليات استهداف واغتيال، مثلما حصل مع المبحوح.


ويرى أن إسرائيل تعمل على ضرب الأجهزة الإدارية في قطاع غزة، والمكونة من الشرطة التي بدورها تحافظ على الاستقرار.

وأشار إلى أن المبحوح هو "أحد أركان عمل الشرطة المدنية، ومن الطبيعي أن يتواجد في الشفاء لتأمينها، ولقد لعب دورا إيجابيا خلال اليومين الماضيين أثناء التنسيق مع العشائر في تسليم وتوزيع المساعدات، وهذا ما أزعج إسرائيل ودفعها 
لاغتياله".

وشنّت طائرات الاحتلال، مساء الأربعاء، غارةً عنيفة على تجمع للفلسطينيين عند "دوار الكويت" في مدينة غزة، ما أدّى إلى ارتقاء  23 شهيدا، وإصابة آخرين، خلال استهداف تجمع للجان الشعبية شكلها الوجهاء والعشائر لتأمين نقل المساعدات إلى مدينة غزة.