أضحت خيارات الطعام محدودة جدًا للفلسطينيين خلال شهر رمضان، نظرًا لاستمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة والنقص الشديد في المواد الغذائية ولا سيما الأساسية منها.

النازحون يعتمدون في تحضير وجبتي الإفطار والسحور بشكل أساسي على الأطعمة المعلبة التي يحصلون عليها كمساعدات غذائية، أو تلك التي يبتاعونها من الأسواق المختلفة، بسبب ارتفاع أسعار الخضراوات واللحوم.

ووصلت أسعار بعض الخضراوات في حال وُجدت إلى أسعار تتراوح ما بين 10 إلى 35 دولار للكيلو الواحد وهذه الأسعار تعادل 20 إلى 40 ضعف السعر قبل الحرب، وفقًا لـ"الأناضول".

 

نعتمد على الأطعمة المعلبة

يقول المسن محمد الزيان: "لم يمر علينا شهر رمضان مثل هذا العام بهذه الأحوال الصعبة. لا نعرف ماذا سنأكل، كل حياتنا صعبة ونعتمد فيها على الأطعمة المعلبة وحتى هذه أسعارها مرتفعة للغاية".

ويضيف الزيان: "الحياة صارت صعبة لا نستطيع النوم ولا يتوفر طعام ولا مياه ولا منزل يؤوينا. أي حياة هذه".

وبينما كانت المسنة وفاء عامر، تحضر الخبز على موقد النار داخل خيمة صغيرة، تقول: "اليوم سحورنا كان مياه فقط. وها أنا أعد الخبز للإفطار".

وتضيف عامر ذات الوجه الشاحب: "رمضان هذا العام مختلف عن كل الأعوام الماضية، الحرب لم تبق شيئًا على حاله، توقعنا أن يتم إعلان هدنة تحسن الأحوال، لكن للأسف لم يحدث ذلك".

من جانبها، تؤكد أم محمد صلاح، أن وجبات الطعام التي يتناولها النازحون ليست صحية، خاصة أنهم يعتمدون على الأطعمة المعلبة في وجباتهم.

وتقول: "سحورنا كان عبارة عن جبنة وقليل من المياه، وعندما طلب الأطفال الشاي لم نستطع تحضيره بسبب عدم توفر السكر".

وتبين أن وجبة الإفطار تتكون من الأطعمة المعلبة الفول والحمص والجبنة، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والتي تمنعهم من شراء الخضراوات واللحوم كحال باقي النازحين.

ولا يختلف حال النازحة سمية السحار كثيرًا عن سابقيها، إذ تقول: "لا يوجد شيء سوى المعلبات الفول والحمص فقط. هذه الأطعمة أتعبتنا وأصابتنا بالأمراض".

وتتساءل السحار: "الأطفال ماذا يأكلون؟ كل الأطفال الأكبر من عشر أعوام يصوموا في عائلتي ولكن لا يجدون الأطعمة المفضلة لهم على وجبة الإفطار".

وتناشد المرأة الفلسطينية الدول كافة بالتدخل لوقف الحرب الإسرائيلية وإنقاذ غزة وإغاثة السكان بشكل عاجل من المجاعة.

 

الصحة العالمية: الناس في غزة يموتون جوعًا

ومن جهته، حذر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أن الناس في غزة "يموتون جوعًا" وأن أكثر من مليون شخص "سيكونون معرضين للخطر" ما لم يتم السماح بدخول المزيد من الغذاء.

وأضاف في منشور عبر منصة إكس، الاثنين، أن حالة الجوع في غزة "مدمرة" وأن "المجاعة وشيكة ويمكن أن يكون لها عواقب صحية خطيرة فورية وطويلة الأجل".

ولفت إلى أنه قبل 7 أكتوبر 2023، "كان هناك ما يكفي من الغذاء في غزة لإطعام السكان، وكان سوء التغذية أمرًا نادرًا".

وأردف أن "الناس يموتون من الجوع في غزة، وهناك أعداد متزايدة من المرضى"، محذرًا من أن "أكثر من مليون شخص سيكونون معرضين للخطر ما لم يتم السماح بدخول المزيد من الغذاء".

والاثنين، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل إن إسرائيل "تستخدم الجوع سلاحًا" من خلال منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

وتقيد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث يعيش حوالي 2.3 مليون فلسطيني؛ مما تسبب في شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، في ظل وجود حوالي مليوني نازح في القطاع المحاصر منذ 17 عاما.

ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حربًا مدمرة على غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.