يبدو أن تضحية الطيار الأمريكي آرون بوشنل بنفسه للفت الانتباه لما يجري في غزة، حركت المياه الراكدة على مستوى غير مسبوق في احتجاجات الامريكيين على حرب الإبادة الصهيونية لأهالي غزة.

وتابعت منصات التواصل الاجتماعي احتجاجات نظمها جنود سابقون وحاليون بالجيش الامريكي أمام السفارة الاسرائيلية في واشنطن، تأبينا للطيار الأمريكي آرون بوشنل، الذي أحرق نفسه أمامها وهو يهتف لفلسطين حرة، اللافت أن معظم المحتجين يرتدون الكوفية الفلسطينية التي أثبتت أن دماء بوشنل تحولت إلى لعنة على الكيان الصهيوني.

واتخذ الأمريكان من مكان تضحيته نقطة إنطلاق للوقفات الاحتجاجية والاعتصامات المفتوحة من أجل الدعوة لإيقاف الحرب على المدنيين بغزة.

ورصد مراقبون رد فعل من حركة "أنصتوا لميشيجن" التي جمعت آلاف الأصوات "غير الملتزمة" كتحذير لبايدن ضمن أكبر حملة احتجاجية يواجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن من داخل حزبه الديمقراطي بسبب موقفه من الحرب على غزة.

كما أحرق جنود أمريكيون سابقون زيهم العسكري تضامنا مع الجندي آرون بوشنل الذي أحرق نفسه أمام السفارة "الإسرائيلية" في واشنطن نصرة لفلسطين وذلك تحت شعار "تذكر آرون بوشنل، فهو ليس وحده"
ونشرت صحيفة نيويورك بوست الأميركية تفاصيل جديدة عن الجندي الأميركي آرون بوشنل، ونقلت الصحيفة عن صديق له أن بوشنل أخبره باطلاعه على  معلومات سرية تفيد بوجود قوات أميركية على الأرض  تقتل أعدادا كبيرة من الفلسطينيين".

وبحسب الصحيفة ذكر صديق بوشنل أن الضحية أبلغه أن لديه تصريحا يخوله الاطلاع على بيانات للاستخبارات العسكرية الأميركية من فئة "سري للغاية".

يشار إلى أن بوشنل لم يكتف بحرق نفسه من أجل الاحتجاج على إبادتهم بل ترك جميع مدخراته في وصيته لصندوق خيري لأطفال غزة.

كما كشفت صحيفة واشنطن بوست الامكريكية نقلا عن صديق مقرب من آرون كشف انه يعمل في مجال الاستخبارات الجوية وان لديه تصريح امني عال المستوى وانه كشف له في اليوم السابق للحادث عن تورط قوات أمريكية في القتال على الارض في غزة وأنها تشارك في أعمال الإبادة التي يتعرض لها المدنيون هناك وانه يعتقد أن ذلك من أسباب ما اقدم عليه من احتجاج عنيف وقوله انه لايمكنه التواطؤ مع هذه الإبادة.
 


المحاربين القدامى

وظهر بعض المحاربين القدامى في الولايات المتحدة، يرفعون أصواتهم ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية والمذبحة الوحشية للأطفال، ومنهم آلان شيبارو، جندي أمريكي مخضرم وكان ضمن مجموعة القوات الخاصة الثالثة. وعضو في قادة القوة القصوى في B23، وحمل رسالة قوية ضد الإبادة الجماعية والمذبحة الوحشية في غزة قائلا: "أنا أعرف الحرب، وما يحدث في فلسطين الآن ليس حربآ.. إنه التجريد من الإنسانية.. إنها الإبادة الجماعية.. إنه التطهير العرقي".

وأضاف القناص الأمريكى شيبارو، "مايحدث فى غزة ليس حربا؛ إنها جرائم ضد الإنسانية، إنها مذبحة، إنه تطهير عرقى واقتلاع شعب من أرضه، يجب أن يتوقف".


جون ستيورات

وسخر المذيع الأمريكي جون ستيوارت الشهير من نتنياهو و"كيانه: ضمن البرنامج الساخر الشهير "ذا ديلي شو"، وهو "يهودي" للمفارقة.

وقال ستيوارت ساخرا: "خطتك للقضاء على حماس هي بتدمير غزة بأكملها.. آآه.. ألا يُنتج ذلك  المزيد من الحمائس؟ هل هذا جمع كلمة حماس؟".

وأضاف، "يا إسرائيل، هدئي الوضع  قليلا. هل لك أن تكوني أكثر دقة في غاراتك؟ هذه نصيحة جيدة، ولكن حقا، ألم تتمكن الولايات المتحدة من قول ذلك لإسرائيل عندما أعطيناهم كل القنابل؟ الأمر وكأنك تاجر مخدرات أتى ومعه كرات بلياردو وقال: لا تبق  مستيقظا طوال الليل".

المحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة قال عبر @YZaatreh ".. راقب أن الجرأة على "الكيان" تتصاعد في أمريكا ذاتها، حيث الدولة الراعية والداعمة.".

وأضاف ".. لم يحدث من بدء الصراع أن كان "الكيان" معزولا ومجرَّما رسميا (وأكثر شعبيا) في العالم مثل حاله الآن، ولم تكن فلسطين حاضرة في وعي العالم كما هي الآن" معلقا "ثم يسألك بعضهم بحُسن نية أو بسوء نية: ماذا فعل "الطوفان"؟".