نشرت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان صورًا لبناء منطقة أمنية عازلة محاطة بأسوار في مدينة رفح المصرية شرق سيناء.

ونسبت المؤسسة إلى مصادر وصفتها بـ "الموثوقة" تأكيدها أن أعمال بناء جارية حاليًا شرقي سيناء تهدف إلى "إنشاء منطقة أمنية معزولة مع الحدود مع قطاع غزة، بهدف استقبال لاجئين من غزة في حال حدوث عملية نزوح جماعي من القطاع"، وفقًا لـ"إيلاف".

وقال اثنان من المقاولين المحليين إن أعمال البناء التي تجريها شركات محلية من الباطن بتكليف من شركة أبناء سيناء للتشييد والبناء، ويملكها رجل الأعمال إبراهيم العرجاني المقرب من حكومة الانقلاب، "تهدف إلى إنشاء منطقة محاطة بأسوار ارتفاعها 7 أمتار، بعد إزالة أنقاض منازل دمرتها الحرب على الإرهاب، وتمهيد التربة وتسويتها، على أن تنتهي هذه الأعمال في عشرة أيام".

وأضافا: "هذه معلومات متداولة على نطاق ضيق، والعمل يجري تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وفي تواجد أمني كثيف".

تظهر الصور التي نشرتها المؤسسة على موقعها الإلكتروني وصفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي إنشاء منطقة معزولة ومسورة لاستقبال لاجئين في حال حدوث عملية نزوح جماعي من رفح بسبب عملية عسكرية إسرائيلية تبدو حتمية.

طالع الفيديو (من هنا).

 

مصر تنفي إعدادها منطقة لإيواء فلسطينيين

 

وفي السياق نفسه، نفت القاهرة، الجمعة الماضية، أنباء متداولة بشأن إعدادها منطقة لإيواء الفلسطينيين، مشددة على رفضها وعدم مشاركتها في "جريمة التهجير".

جاء ذلك وفق بيان صادر عن ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ردًا على ما تم تداوله في وسائل إعلام دولية في هذا الصدد، وفقًا لـ"الأناضول".

وقال رشوان، في البيان، إن بلاده "تنفي بشكل قاطع ما تداولته بعض وسائل الإعلام الدولية بشأن قيامها بالإعداد لتشييد وحدات لإيواء الأشقاء الفلسطينيين في المنطقة المحاذية للحدود المصرية مع قطاع غزة، وذلك في حالة تهجيرهم قسريًا بفعل العدوان الإسرائيلي الدامي عليهم في القطاع".

وأشار إلى "تداول بعض وسائل الإعلام الدولية لما يوصف ببدء مصر إنشاء جدار عازل على حدودها مع قطاع غزة".

وأوضح رشوان، أن "لدى مصر بالفعل، ومنذ فترة طويلة قبل اندلاع الأزمة الحالية، منطقة عازلة وأسوار في هذه المنطقة".

ولفت إلى أن ذلك "إجراءات وتدابير تتخذها أية دولة في العالم للحفاظ على أمن حدودها وسيادتها على أراضيها".

وأشار المسؤول المصري إلى موقف بلاده الرافض لتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة "منذ بدء العدوان"، وهو ما أكده قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وكل جهات الدولة عشرات المرات.

وأكد أن هذا الموقف "يقضي بالرفض التام والذي لا رجعة فيه لأي تهجير قسري أو طوعي للأشقاء الفلسطينيين من قطاع غزة إلى خارجه، وخصوصًا للأراضي المصرية".

ووصف رشوان، مساعي تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة بأنه "تصفية مؤكدة للقضية الفلسطينية، وتهديد مباشر للسيادة والأمن القومي المصريين".

وشدد على أن "كل التصريحات والبيانات المصرية أوضحت أن (ذلك) خط أحمر، وأن لدى القاهرة من الوسائل ما يمكنها من التعامل معه بصورة فورية وفعالة".

وأضاف رشوان، أن "القاهرة بموقفها المعلن والصريح هذا، لا يمكن أن تتخذ على أراضيها أية إجراءات او تحركات تتعارض معه، وتعطي انطباعًا يروج له البعض تزويرا بأنها تشارك في جريمة التهجير التي تدعو إليها بعض الأطراف الإسرائيلية".

وقال إن "التهجير جريمة حرب فادحة يدينها القانون الدولي الإنساني، ولا يمكن لمصر أن تكون طرفًا فيها، بل على العكس تمامًا، حيث ستتخذ كل ما يجب عمله من أجل وقفها ومنع من يسعون إلى ارتكابها من تنفيذها".

وكان محافظ شمال سيناء قد نفى نية إنشاء أي منطقة أمنية عازلة ومسورة في رفح المصرية لاستقبال الفلسطينيين من غزة، مؤكدًا أن الجيش المصري "مستعد لكل السيناريوهات في حال تنفيذ إسرائيل عمليات عسكرية في المحافظة الفلسطينية الحدودية".

 

مأساة جديدة وكبيرة

 

ونقلت رويترز، عن مصادر أمنية لم تسمها، أن "مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين حال أدى هجوم إسرائيلي على مدينة رفح بجنوب القطاع إلى نزوح جماعي عبر الحدود".

فيما قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الخميس، نقلًا عن ما قالت إنهم "مسؤولون مصريون" دون تسميتهم، أن القاهرة تبني منطقة عازلة على مساحة 20 كيلومترًا مربعًا، قرب حدودها مع قطاع غزة يمكنها استيعاب أكثر من 100 ألف شخص، ومحاطة بجدران خرسانية.

وأجبرت إسرائيل، التي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين في حربها المدمرة على قطاع غزة، معظم الفلسطينيين في شمال القطاع ووسطه على النزوح إلى مدينة رفح المحاذية لمصر.

وتعلن إسرائيل حاليًا نيتها اجتياح المنطقة الجنوبية للقطاع المكتظة بالنازحين، بعد أن أخرجت سكان الشمال بالقوة ووجهتهم إلى الجنوب بزعم أنه "منطقة آمنة".

وتفيد تقديرات أن نحو مليون و400 ألف مدني محاصرون في رفح، فيما يحذر المجتمع الدولي من أن الهجوم على المدينة سيؤدي لمأساة جديدة وكبيرة.