أثارت الحملة الأمنية المستمرة على تجار العملة الصعبة وتهديد تجار الذهب وتقليل حجم التعامل بالذهب إحساس كاذب لدى البعض أن عصابة الانقلاب لايروقها السوق السوداء أو هي من تشرف على أعمدته ومفاتيحه وأن اقتناص ضابط الأموال العامة قائد الحملة يتسبب في غالب الأمر في إطلاق التاجر مقابل أن ينسى المبلغ الذي ضبط معه!

وأشار المحللون إلى زيادة الفارق بين سعر الصرف الرسمي للدولار مقابل الجنيه والسعر في السوق الموازي لم تكن وليدة الشهر الأخير حينما بدأت الحملة بل هي في قفزات خلال العامين الماضيين، وصلت يناير 2024 إلى أن الدولار في السوق الموازي وصل لضعف السعر الرسمي وتخطاه، مع انخفاضت ملحوظ بتحويلات المصريين في الخارج، ربما يكون في طريق مواز للتحويلات حيث تزيد الرقابة على مقتنيات القادمين من السفر إلى مصر والتأكيد من حيازته فقط 200 دولار!

المحللون أشاروا أيضا إلى أن ملايين آخرين مرتبطون بهذه السوق مثل العرب (السوريين والسودانيين واليمنيين) وغيرهم الذين ترتبط مسارات الرسوم الخاصة بهم بالدولار سواء في الإقامات أو التعليم والتعاملات اليومية.


سوق الدولار

مالكوم اكس على منصة (اكس) قال: "الناس متخيلة للأسف إن السوق السودا نفسها يحصل تعويم عشان الدولار يرتفع، وإن لما الدولار بيرتفع السوق السودا بتكسب أكتر".
وأوضح أن "السوق السودا أصلا بتنشأ من وجود فرق بين سعر الدولار الحقيقي وسعره في البنك، من هنا بتلاقي ناس بتشتري منك الدولار برا البنك بسعر أعلى، وطبعا أنت بتروح للسعر الأعلى.".
وأضاف "كل ما كان الفرق كبير بين سعر البنك وسعر السوق السودا، دا بيزود الطلب على السوق السودا في البيع والشرا،
ولما بيوصل الفرق للحالة بتاعتنا دي، بتختفي دور البنك تماما في بيع وشراء الدولار والكل بيتجه للسوق السودا.".
وأشار إلى أن التعويم معناه تحديد البنوك سعر الدولار تبعا للسوق وحالة العرض والطلب عليه، وأنه عندما تفعل ذلك "تتعامل مع الرسمي والمضمون والآمن، وهو البنك، وهنا بتموت السوق السودا تماما!".
ولفت إلى أن "سعر الدولار كام مش بيفرق كتير مع السوق السودا، إللي بيفرق معاهم هو مكسبهم، ومكسبهم هو الفرق بين سعر البيع وسعر الشراء، والفرق ده بيزيد جدا لما بيزيد الطلب على الدولار ويقل العرض، ودا بيحصل لما بيكون الدولار فيه حالة شح في الدولار.".
وعن تفسيره لسبب نزول سعر الدولار بالسوق السوداء حدد 3 أسباب تتعلق بتاجر السوق "لأنه مش عايز يحصل تعويم، فبيهدي اللهب تماما ويرخي الحبل تماما".

وأنه "ثانيا: هو من مصلحته يلم شوية دولارات في الجو ده من العملاء الخوافين اللي عضمهم طري، ينفعوه بعد كده، أو ممكن كمان يلمهم لمصلحة جهة أو جهات ما.".

وأنه "ثالثا: تجار السوق السودا عارفين ومتأكدين إن البك المركزي ميقدرش يستمر ولو لمدة شهر واحد في لعبة السعر المرن للجنيه أمام الدولار، وده لإعتبارات كتير، أهمها أعباء الديون، وتكاليف المشروعات الشغالة و الموازنة العامة، كل ده بيتأثر بتغير سعر الجنيه أمام الدولار، فالبنك المركزي في الحقيقة مش بيواجه الجنيه، ولكن بيواجه الحكومة وتعليماتها في المقام الأول.".
ورأى أن "تجار السوق السودا يعلمون تمام العلم بإستحالة تطبيق الحكومة والبنك المركزي لتعليمات صندوق النقد، لأسباي كثيرة جدا سيلسية واقتصادية، ويعلمون أيضا أن قرض الصندوق الذي هو في النهاية على أقساط نصف سنوية بقيم صغيرة لن يسمن ولن يغني من شح الدولار".

 

الأسواق الموازية

الكاتب مأمون فندي وعبر (اكس) @mamoun1234 قال: "السوق السوداء  مش في الدولار وحده ، السودا  في كل البلد ؟ : السوق السوداء التي تشغل الناس في أزمة الدولار هي أكبر وأعقد بكثير من قصة الأموال والدولار".

وأوضح أن "السوق السوداء للدولار معناها انك تجد فائدة لك خارج المؤسسات الرسمية ( البنوك ). ولكن تأمل السوق السوداء الأوسع والأشمل وهذه امثله : 

* عندما يذهب ابنك للمدرسة ولا يتعلم شيئا ثم تأخذه إلى الدروس الخصوصية فأنت ذاهب إلى السوق السودا في التعليم.
* عندما ترسل ابنك إلى جامعة خاصة في الداخل أو ترسله للخارج فهذا ايمان منك بأن المؤسسات التعليمية الرسمية لن تفيدك فتذهب للسوق السودا بتاعة الجامعات.
* عندما تترك الأزهر وتذهب لشيخ متطرف في زاوية او جامع تحت العمارة فأنت ذاهب للسوق السودا للدين.
* عندما يسيطر العرجاني ونخنوخ وتروح تدفع لهم دية فأنت رايح للسوق السودا بتاعة الأمن.
* عندما تحب تدخل ابنك كليه شرطة أو حربية وتدفع مليون جنيه للواء عامل أو على المعاش فأنت ذاهب للسوق السودا للتعليم العسكري والشرطي.
* عندما تطلب توصيل كهربا لعمارة أو بيت وتجيب ( مطابق للمواصفات ) رغم أن المواصفات مش موجودة فأنت ذاهب للسوق السودا للإسكان.
*لما تدفع فلوس عشان تخرج عفو صحي وانت صحتك زي البغل فانت ذاهب للسوق السودا للعدالة.
* عندما تدفع فلوس عشان ابنك أو بنتك تدخل سلك النيابة أو القضاء فهذه سوق سودا لمنظومة العدل.
* عندما يقول لك الاستشاري في المستشفى تعالى للعيادة الخاصة فانت ذاهب للسوق السودا بتاعة الصحة والطب وهكذا انت أضف الباقي..

وعلق "فندي" بأن "مساحة مصر السودا أكبر بكثير من مصر البيضا.. فلا تصدق من يقول لك إنه سيقضى على السوق السوداء للدولار لأن السواد في كل مكان مش في الدولار وبس .".