شيع العشرات، اليوم، الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، والمتحدث باسم حملة الفريق سامي عنان الرئاسية، الأحد 4 فبراير من مسجد السيدة نفيسة بعد معاناة من المرض الذي ألم به بعد خروجه من سجون السيسي قبل عامين وسجنه في بيته بحكم قاض بتدابير احترازية أخذت بحقه بعد نحو عام ونصف العام في سجون الانقلاب.


الصحفي والحقوقي حسام بهجتـ، مؤسس موقع "مدى مصر" ورئيس منظمة الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، علق على وفاة "حسني" عبر (اكس) @hossambahgat، "قتله من ظلمه.. فقدنا اليوم د.حازم حسني الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية .. أستاذي الليبرالي الذي درسني في سنة أولى جامعة.. مات كمداً لكنه رحل مرفوع الرأس نقي السيرة.. صدع بالحق في وجه السلطان الجائر.. ودخل السجن في آخر أيام حياته .. ولما خرج لم يستطع كتمان صوت ضميره .. حتى رحل.. ربنا ينتقم".


واعتزل الأكاديمي الراحل الحياة العامة تماما، واستقال من عمله بالجامعة، وعنه كتب الشيخ د. محمد الصغير عبر (اكس) @drassagheer، "وفاة الدكتور #حازم_حسني  أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والمتحدث باسم الحملة الرئاسية للفريق سامي عنان، ومن ثم وجهت له تهمة "مشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها" وسجن قرابة عام ونصف، تدهورت فيها صحته، فأفرجوا عنه بتدابير احترازية، منها تحديد إقامته في منزله، فاعتزل الحياة العامة تماما، واستقال من عمله بالجامعة، بعد فقدانه الأمل في أي بارقة إصلاح، ووافته المنية تاركا لهم مصر يكملون مشاريع بيعها وتقسيمها وسحق أهلها، نسأل الله له المغفرة والرحمة، وخالص العزاء والدعاء لأسرته وأحبته".


أما الكاتب والباحث عمار علي حسن فكتب عبر @ammaralihassan، "عدت للتو من جنازة رجل عظيم، هو د. حازم حسني، الذي دفناه في مقابر البساتين، بعد أن صلينا عليه بمسجد السيدة نفسية بالقاهرة..  هذا الرجل كان نابغة، متوقد العقل واسع المعرفة، هو أستاذ للإحصاء والرياضيات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية،  درس لي هذه المادة في السنة الجامعية الأولى، لكنه اشتبك مع العلوم الإنسانية جميعا، رأيناه فاهما في علم السياسة والاجتماع، وقرأت له دراسات في اللغة، وإسهامات تقع على ضفاف الفلسفة، وكان عارفا بتاريخ الأديان ومقارنتها، والأيديولوجيات العلمانية ومفكريها. رأيته يعرف الكثير عن التراث الفرعوني والعربي ـ الإسلامي، ويعرف في الوقت نفسه عن المنتج المعرفي الغربي، بشقيه الخيّر والشرير.

وأشار إلى أن "صاحب هذا العقل الكبير، لم يستفد بلدنا من علمه كما ينبغي، بل قاده موقفه السياسي المعارض إلى سجن دام أكثر من سنتين، بعد أن كتب بيان ترشح سامي عنان للرئاسة عام 2018، وطُرح كنائب له مع المستشار هشام جنينة".".


وأضاف "أثرت تجربة السجن المريرة على صحة د. حازم، الذي أُُجبر على الصمت بعد خروجه، حتى لقى ربه.
حين رفعوا جسده ليواري الثرى، كانت شمس ما قبل المغيب تسكب نورا حزينا على المقبرة، ورأيت وجوه من ظلموه تذبل مثلها، وسألت نفسي: هل يظن هؤلاء أنه لن يأتي لهم يوم كهذا؟!! يتركون فيه للظلمة والوحشة والدود، ولعالم يسقط فيه عنهم السلطان والصولجان والهيلمان".


وكتب الأكاديمي والباحث يحيى غنيم @YahyaGhoniem قال: "رحم الله الأستاذ الدكتور حازم حسنى؛ كان مثالا للنخبوى الذى نشأ فى أحضان دولة العسكر، فحمل من أوزارها الكثير عن الوطنية المشوهة وأبناء الوطن المغلوبين على أمرهم، ولم يفق من حلم الوطن الشائه والوطنية الكاذبة حتى دهسته عجلات العسكر؛ فسُجِن وهو العالم، ومُنِع من الكلام فى السياسة وهو أستاذ العلوم السياسية، وفُرِضت عليه الإقامة الجبرية والخرس الفكرى بعد خروجه من السجن،".


وتساءل "غنيم"، "متى يعلم المصريون بأن العسكر: يهدمون الدولة ولايبنون؟ ويقتلون الإنسان ولايحيون؟ ويقدمون السفلة ويؤخرون المصلحين؟ ويعسرون على الناس ولاييسرون؟ وهم خونة للأوطان لايُؤتمنون ؟".


غير أن رئيس حزب الفضيلة محمود فتحي @MMFathy01 أشار إلى أن د. حازم حسني ".. كان ذا موقف سياسي شريف وقال كلمة حق؛ ولهذا اعتقله السيسي في 2019 "، مضيفا أن ".. مصر تفقد قياداتها ومثقفيها إما بالاعتقال أو التهجير أو الموت دون أن تستفيد منهم .. ولا يتصدر فيها إلا الجهلة المنافقين للسلطة المرتزقة منها .. دعاؤنا له بالرحمة وعزاؤنا لأهله وتلاميذه ولـ #مصر كلها؛ فقد فقدنا قامة سياسية وعلمية .. رحمه الله تعالى".