بعد رشقة صاروخية خرجت أغلب صواريخها بعيدة المدى من شمال غزة على مدى يومين في الساعات الأولى ليوم الاثنين وبتوقيت متزامن من يوم الثلاثاء 9 يناير الجاري، لتصيب تل أبيب وقراها بنحو 30 موقعا بالمدينة وضواحيها على مدى اليومين، لم يجد جيش الاحتلال ما يحكي عنه بعد أن أعلنوا سابقا أنهم فتتوا قيادة المقاومة بشمال غزة إلا أن يلعقوا كذبتهم.
 

وندب الجيش الكسيح باعتراف الصهاينة المتحدث العسكري لصحيفة "نيويورك تايمز" ليؤكد ما ذكره وزير خارجية البيت الأبيض: "سنواصل خفض عدد القوات في غزة".


المراقبون أكدوا أن العدو لا يتمكن من تلمس لحظة صدق عند مجتمعه المهترئ المهرول على أعتاب الكنيست أو مقر الحكومة الصهيونية للإفراج عن أسراه.


المستشار العسكري ناصر الدويلة قال إن "العدو لن يستطيع الاستمرار في تحمل الخسائر اليومية بسبب تداخل قواته مع قوات القسام و لذلك هو اعلن انه سينسحب الى محيط غزة و يستمر بسياسة القصف"، وأن "هذه هي المرحلة الثالثه التي يروج لها تشديد القصف و اطباق الحصار".


أما المحلل السياسي إبراهيم المدهون @ibmadhun فقال: "بعد اربعة وتسعين يوما من الحرب كتائب القسام تضرب تل ابيب  ومدن المركز برشقة صاروخية مكثفة، في الوقت الذي يجتمع نتنياهو مع أحزاب الكيان، ليطلعهم على خيبته في الحرب. ويسوقها أنها انجازات".


وأضاف أنه "..جاءت هذه الرشقة لتقول للجمهور الإسرائيلي خسرتم الحرب وجيشكم هزم، ولن يحميكم من جحافل مقاومة شعبنا، كما فشل بحمايتكم اليوم من وابل صواريخنا، ورسالة خاصة للهاربين من سكان مدن الغلاف، أياكم والعودة والاقتراب من غزة، فما ادخر لكم من صورايخ وهاونات يحول حياتكم جحيما، لا يقل عن السابع من أكتوبر، فجيشكم وسياسيينكم يخدعونكم حينما يطالبونكم بالعودة..".


وأشار إلى أن "هذه الرشقة خرجت من مناطق شمال غزة التي أعلن بالأمس الاحتلال إنهاء تواجد القسام، وفكك منظومته العسكرية، الجيش الإسرائيلي بات يبحث عن روايات كاذبة ليقنع نفسه بوقف الحرب والانسحاب من غزة قبل ان ينهك الجيش ويتحول لقطع من الفلول والأشلاء".


وأردف أنه "جاءت هذه الصواريخ بأمر مباشر من القائد العام محمد الضيف وخرجت متناسقة ومتزامة من أكثر من مكان، لتؤكد قدرة قيادة القسام على التحكم والسيطرة، وعجز الجيش الاسرائيلي قاتل الاطفال، ومن المعروف أن إطلاق الصواريخ من المهمات الهجومية وتتبع وحدة المدفعية في ركن العمليات اهجومية،   وباعتقادي مازالت هناك صواريخ تكفي لأشهر وفق سياسة اقتصاد القوة، وقد نفاجأ بتفعيل الرقم 1111 التي أعلن عنه سابقا الأخ أبو ابراهيم السنوار 
بأن الحرب على غزة لم تحقق أهدافها حتى الآن، رغم استمرارها منذ 95 يوما".

اقتصاد ذخيرة

من جانب المعسكر الصهيوني، قال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إن تصريحات وزير الأمن، يوآف جالانت، والناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هجاري، لصحف أميركية، حول انتقال الجيش في شمالي قطاع غزة إلى المرحلة الثالثة من الحرب، من خلال تقليص قواته وتركيز هجماته، "لا تبشر بنهاية الحرب بأي شكل من الأشكال".


وأضاف أن "إطلاق حماس، أمس، رشقة من خمس قذائف صاروخية إلى وسط إسرائيل لأول مرة منذ ثمانية أيام، يدل على حاجة الحركة إلى إدارة ’اقتصاد ذخيرة’، وكذلك على قدرتها الاستمرار في إزعاج الجبهة الداخلية الإسرائيلية".


وشدد هرئيل على أن "التحدي الذي تضعه حماس أمام الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة لا يزال كبيرا، وخاصة في وسط وجنوبي القطاع، حيث جهود الجيش للسيطرة على هذه المنطقة والبحث عن أنفاق لا يزال مستمرا. وأي عملية كهذه تواجه مقاومة، وأخطاء أحيانا، وأحيانا يتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر". وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، عن مقتل تسعة جنود وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة في القطاع، أمس.


ولفت إلى أن الإعلان عن الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب لم يصدر في إسرائيل بشكل صريح، "بسبب ضائقة الحكومة السياسية. فقد قيدت الحكومة نفسها في بداية الحرب باستعراض مجموعة توقعات غير واقعية: القضاء على حكم حماس، إعادة مبكرة لسكان غلاف غزة إلى بيوتهم وتوفير شروط لإعادة المخطوفين. وبعد مرور ثلاثة أشهر، لا تزال هذه الغايات بعيدة عن الإنجاز".