قواعد العمل الجماعي شبه ثابتة في أي نوع من أنواع العمل ، والالتزام بها يساعد في نجاح هذا العمل وتنميته وتطويره وتحقيق الأهداف المرجوة منه، فالعمل ضمن مجموعة يقوم في الأساس على تعاون جميع الأفراد المشاركين فيه، وفي حالة عدم التزام أحدهم بتلك القواعد قد يتسبب ذلك في فشل العمل بشكل سريع.

قواعد العمل الجماعي

قام خبير القيادة جون سي ماكسويل بتحديد قواعد العمل الجماعي التي يمكن الاستغناء عنها في أي عمل جماعي، والتي تساعد في تحقيق النجاح المطلوب من العمل، وتتمثل تلك القواعد فيما يلي:

الصورة الكبيرة

الصورة الكبيرة المقصود بها الهدف الهام لفريق العمل، وهي تمثل أهمية تفوق كافة الأدوار والأقسام، ولذلك فلا بد من أعضاء الفريق أن يكونوا على أتم الاستعداد لتطويع أدوارهم وجداول أعمالهم بما يتماشى مع تدعيم الصورة الكبيرة لفريق العمل، فمن الضروري توظيف كافة أعضاء الفريق وكافة الموارد والإمكانيات المتاحة لتحقيق الصورة الكبيرة.

الأمور العظيمة

أيًا كانت القوة والمهارة التي يمتلكها أحد أفراد فريق العمل إلا أنها لا تصلح بمفردها لتحقيق الأمور العظيمة للفريق، حيث تتحقق الأمور العظيمة فقط بتعاون جميع أفراد فريق العمل.

التخصيص

يمتلك جميع أفراد فريق العمل فرصة تتيح لهم إضافة قيمة كبيرة إلى فريق العمل، وليحدث ذلك لا بد من أن يتخذ كل فرد منهم المكان المناسب له بما يتوافق مع ما يملك من إمكانيات ومواهب، ولذلك لا بد من عمل تقييمات دورية لجميع أفراد فريق العمل من حيث عدة أمور مثل الانضباط، والمهارات، والشخصية، والقوة والميول.

البوصلة

تبني الفريق لفكرة محددة يعزز من فاعليته وتأثيره وتركيزه، ولذلك يجب توجيه تركيز جميع أعضاء فريق العمل نحو تلك البوصلة التي تتمثل في الفكرة المراد تحقيقها.

جبل إيفرست

هناك قاعدة ثابتة تقول بأن الحاجة إلى العمل في مجموعة تزداد مع زيادة قوة التحدي، فليس هناك حاجة لوجود خبرات كبيرة لصعود تلة، أما تسلق جبل ايفرست والوصول إلى قمته يحتاج إلى تعاون فريق العمل بأكمله، ولذلك يزداد التعاون مع زيادة التحدي.

التفاحة السيئة

عادةً ما تتسبب المواقف الفاسدة في فشل فريق العمل بالكامل، ولتحقيق النجاح المرجو فيجب أن يضم الفريق أعضاء يجمعون ما بين المهارات والتوجهات.

السلسلة

أضعف حلقة بالسلسلة هي مقدار قوة السلسلة، وفي حال وجود نقطة ضعف بالفريق فإنها تؤثر على الفريق بأكمله مما يقلل من فاعليته، ولذلك لا بد من تقوية نقطة الضعف الموجودة أو التخلص منها.

المساندة

من الضروري وجود الثقة ما بين أعضاء فريق العمل وشعورهم بالقدرة على اعتماد بعضهم على بعض، ويتطلب ذلك أن يقوم كل فرد بتشجيع وتدعيم بقية أعضاء الفريق.

الحافز

لا بد من وجود حافز وقدرة لنجاح فريق العمل، فالأشخاص الذين يمتلكون المهارات والحوافز القادرة على صنع فرق واضح في الفريق يجب منحهم فرص عديدة تساعد في الاستفادة من موهبتهم وطاقتهم قدر المستطاع.

الثمن

لتحقيق النجاح فلا بد من دفع الثمن المقابل له، وقد يكون هذا الثمن في صورة تضحية، أو نمو شخصي، أو التزام أو عطاء.

مقعد البدلاء

إذا أراد فريق العمل تحقيق النجاح بتفوق فلا بد من امتلاك بدلاء جاهزين على نفس القدر من المهارة والموهبة التي يتمتع بها الأعضاء الأساسيين للفريق، ويتطلب ذلك المداومة على التدريب والتطوير، بجانب البحث المستمر عن بدلاء جاهزين.

لوحة النتيجة

المقصود هنا وضع لوحة يستطيع من خلالها أعضاء الفريق تقييم وضعهم باستمرار، ووجود تلك اللوحة أمام الفريق باستمرار يعزز من تحفيزهم، كما يوجه كافة قراراتهم وأفكارهم تجاه الهدف المرجو الوصول إليه.

الاتصالات المفتوحة

فرق العمل التي تتميز بالفاعلية لا بد من وجود فرصة دائمة للتحدث ما بين أعضائها، وإمكانية سماع بعضهم البعض، ولذلك لا بد من تدريب الفريق على الانفتاح والتواصل بأسلوب مناسب.

البطاقة الشخصية

يحتاج فريق العمل إلى ما يشبه البطاقة الشخصية لتعريفه وتحديد معاملاته، ويحتاج ذلك إلى ترسيخ القيم الخاصة بالفريق وإعلانها وترديدها حتى يتفهمها جميع أعضاء الفريق.

الروح المعنوية المرتفعة

يتمكن فريق العمل من التعامل مع كافة أنواع الظروف في وجود روح معنوية عالية، ويتحمل قادة الفريق مسؤولية رفع الروح المعنوية للفريق.

رأس المائدة

بالرغم من تأثير وأهمية جميع أفراد فريق العمل، إلا أن هناك اختلاف فيما بينهم من حيث المهارة، ولذلك لا بد من اختيار الشخص الأكثر خبرة ومهارة ليكون قائدًا للفريق.

الأرباح المركبة

نجاح الفريق لا يحدث بخطة واحدة فقط، بل يحتاج ذلك إلى عدة قرارات مركبة، من أهمها تطوير الفريق، واختيار أعضاء الفريق بعناية، والعمل في فريق عمل ودفع الثمن وما إلى ذلك من قرارات تساعد على النجاح.

أهمية العمل الجماعي 

العمل في مجموعة له أهمية كبيرة تفوق العمل الفردي بقدر كبير، ولذلك تفضل الكثير من الشركات تكوين فريق عمل للحصول على أفضل النتائج، وتتمثل تلك الأهمية فيما يلي:

تنوع الأفكار والآراء

العمل وسط مجموعة يخلق فرصة لكل فرد بمشاركة ما لديه من أفكار وخبرات وآراء مع الآخرين، وهو ما قد ينتج عنه خلق أساليب مميزة في حل أي مشكلة تواجه فريق العمل.

تعزيز العلاقات الاجتماعية

يساعد العمل ضمن فريق في تقوية العلاقات الاجتماعية بين أفراد هذا الفريق، وهو ما يعزز بدوره من روح التعاون والدعم بينهم، ويتيح التواصل فيما بينهم بشكل أفضل لمناقشة أمور العمل.

اكتساب مهارات جديدة

نظرًا إلى التواجد بين أكثر من فرد فيبدأ كلًا منهم التعلم من الآخر، وتجنب ارتكاب ذات الأخطاء التي وقع فيها أحدهم، وهو ما يضمن سير العمل بصورة أفضل.

تعزيز كفاءة الإنتاج

العمل ضمن فريق يساعد في التقليل من ضغط العمل الذي يعاني منه الفرد، وذلك نظرًا إلى توزيع المهام بالتساوي فيما بينهم، فيتشاركون عبء إنجاز العمل سويًا مما يحسن من كفاءة الإنتاج.

خلق شبكة تعاون 

أفراد فريق العمل الواحد يقومون بمساندة بعضهم البعض، كما يوجه كلًا منهم الآخر لإنجاز المهام المطلوبة منهم على أكمل وجه.

تدعيم بيئة العمل

نظرًا إلى اشتراك جميع أعضاء فريق العمل لتحقيق نفس الهدف فإن المسؤولية يتم توزيعها بينهم، وهو ما يخلق بينهم بيئة عمل تتميز بالتعاون والدعم والاحترام المتبادل بينهم.

مميزات العمل الجماعي

مع الالتزام بكافة قواعد العمل الجماعي يمكن ملاحظة المميزات العديدة التي يمكن الحصول عليها من العمل ضمن مجموعة عمل، فدائمًا ما تكون نتيجة هذا النوع من العمل أفضل من العمل الفردي، وفيما يلي سنتعرف على أهم مميزات العمل الجماعي:

  • التحدث حول الاهتمامات المشتركة لأعضاء الفريق، والعمل على تحقيق تلك الأهداف من خلال الجمع ما بين المنهجيات، والاستراتيجيات، والتقنيات والإجراءات.
  • مشاركة أعضاء الفريق لحالات التعايش اليومي للعمل على تطوير ما يتم اقتراحه من أهداف مرغوب تحقيقها.
  • وجود شخص مسؤول عن تحقيق الأهداف المشتركة من أهم مميزات العمل في مجموعة.
  • التعزيز من شعور أفراد فريق العمل بالانتماء، مما يضمن تحقيق أهداف فريق العمل بشكل أفضل.
  • اتحاد مصالح أعضاء الفريق يساعد في تحديد السلوكيات المطلوب الحفاظ عليها داخل الفريق، وهو ما يضمن عدم وجود أي صراعات عاطفية ما بين أعضاء الفريق.

العمل الجماعي وبناء فرق العمل

قواعد العمل الجماعي تساعد في بناء فريق عمل قوي قادر على تحقيق الهدف المرجو تحقيقه على أكمل وجه، ونظرًا إلى أن العمل ضمن فريق عمل يعتمد في الأساس على التعاون ما بين أفراد الفريق، فلا بد من بناء فريق عمل مميز باتباع النصائح الآتية:

  • ضرورة فهم معنى الفريق الناجح، والذي لا بد من أن يمتلك بعض العناصر الهامة مثل تحديد المهام والأدوار، والهدف المحدد، وسهولة التعاون والتواصل، والتركيز، بجانب منح جميع أعضاء الفريق الفرصة للتطوير من أنفسهم.
  • تعاون جميع أفراد فريق العمل لإنجاز ما يطلب منهم من مهام.
  • لبناء فريق عمل جيد فمن الضروري أن يضم قائد ذو تأثير قوي، ولديه رؤية محددة وواضحة للعمل، مع امتلاك صلاحية تمكنه من توزيع المسؤوليات والمهام على أعضاء فريق العمل المناسبين، وقيامه بالحفاظ على التواصل ما بين أعضاء الفريق.
  • تقوية الروابط ما بين أعضاء الفريق بتشجيعهم على مشاركة الكثير من الفعاليات الاجتماعية الغير مرتبطة بالعمل، مما يساعد في تعزيز التفاهم والثقة بينهم، فمن الممكن المشاركة في إحدى الرياضيات أو الذهاب معًا إلى مشاهدة أحد الأفلام بدور السينما.
  • خلق أسلوب سهل ليتشارك به أعضاء الفريق ما يملكون من معلومات لتحقيق الهدف المرجو.
  • من أهم العناصر التي يجب التركيز عليها عند بناء فريق العمل هو عنصر المراجعة والتقييم، وهو ما يساعد فريق العمل في تقييم أنفسهم وما حققوا من نتائج.

معوقات العمل الجماعي

في بعض الأحيان وبالرغم من الالتزام بكافة قواعد العمل الجماعي إلا أنه قد تظهر بعض المعوقات التي تتسبب في إعاقة سير العمل، والتي لا بد من العمل على حلها بأسرع وقت، ومن أهم تلك المعوقات ما يلي:

التخطيط السيء

التخطيط السيء للأهداف وعدم القدرة على التفرقة ما بين الأهداف قصيرة الأجل وطويلة الأجل ينتج عنه عدم وضوح المهارات المطلوبة من أعضاء الفريق، مما يفقدهم القدرة على تقييم أدائهم وتحديد الخطوات المطلوبة لبلوغ الهدف المرجو.

الاشتباكات الشخصية

في حال وجود مشاكل شخصية ما بين أعضاء فريق العمل الواحد يعيق تطور الفريق، حيث يحاول كل فرد بتقديم مصلحته الشخصية وتحقيق أهدافه عن تحقيق أهداف الفريق، بالإضافة إلى التعامل السيء ما بين الأعضاء بعضهم البعض مما يؤثر بالسلب على بناء الفريق.

القيادة السيئة

القائد الناجح لا بد وأن يمتلك قدرة تمكنه من إدارة الفريق بطريقة محكمة، وذلك من خلال وضع مجموعة من السياسات التي يحكم الفريق من خلالها مما يساعد على الوصول إلى الهدف المرجو، وفي حال كانت تلك القيادة السيئة فإنها تتسبب في زوال الثقة ما بين الأعضاء، وتفكك فريق العمل ويتنازل كلًا منهم عن مسؤوليته.

التواصل الضعيف

في حال كان هناك شعور بعدم الراحة ما بين أعضاء الفريق وعدم وجود ثقة بينهم يتواصلون بناءً عليها فقد يتسبب ذلك في عدم توزيع المعلومات بينهم بصورة صحيحة، ما يعيق التواصل بينهم وتفاقم المشكلات وفقدان الترابط الفعال بينهم.

المستوى التدريبي المنخفض

فريق العمل يمكن تشبيهه بالآلة، ولتعمل تلك الآلة بقدرتها الكاملة فلا بد من سلامة كافة مكوناتها، ولذلك من الضروري امتلاك جميع أعضاء الفريق قدرات متساوية لأداء المهام المطلوبة لتحقيق الهدف المطلوب.

قلة المكافآت والحوافز 

المكافآت بنوعيها المادي والمعنوي تؤثر بشكل قوي على دور أعضاء الفريق وكفاءتهم، وهو ما يحدث خلل في الأداء العام للفريق ونقص إنتاجيته.

مهارات العمل الجماعي

للالتحاق بفريق عمل جماعي لا بد من الالتزام بتحقق قواعد العمل الجماعي، بالإضافة إلى ضرورة وجود بعض المهارات التي تمكن الفرد من الانضمام إلى الفريق، وفيما يلي أهم المهارات التي يفضل تواجدها:

تحمل المسؤولية

من الضروري أن يتحمل جميع أعضاء الفريق مسؤولية أداء المهام الموكلة إليهم، وبذل أقصى جهدهم لإتمام العمل على أكمل وجه وخلال الوقت المحدد دون تأخير.

التواصل

من أهم المهارات المطلوبة في جميع أشكال العمل الجماعي هي مهارات التواصل، وذلك لتسهيل مشاركة المعلومات والأفكار فيما بينهم بشكل واضح، وتتنوع مهارات التواصل ما بين تقنية، ولفظية، ولغة جسد وإصغاء وما إلى ذلك.

الذكاء العاطفي

كلما كان الفرد يمتلك الذكاء العاطفي كلما تمكن من فهم دوافع زملائه ومشاعرهم، مما يمكنه من التواصل بشكل أفضل معهم.

الأمانة

يفضل أن يتحلى  أعضاء الفريق بصفة الأمانة والصدق، وتحديدًا عند وقوع خلاف بين أعضاء الفريق، والأمانة أيضًا في توضيح الفرد مدى قدرته لإتمام المهام المطلوبة منه في الوقت المحدد.

ومن الضروري أيضًا توضيح أي صعوبات يتعرض لها عضو الفريق بكل أمانة لتقديم المساعدة اللازمة.

التفكير النقدي

من يملك مهارة التفكير النقدي يتمكن من اتخاذ القرارات بشكل أفضل، كما يساعد كذلك في ابتكار طرق جديدة للتفكير تساعد في الوصول إلى الهدف المطلوب .

إدارة الوقت

مهارة إدارة الوقت من أفضل مهارات التواصل للعمل الاجتماعي، حيث تميز من يملكها بإنجازه لما يطلب منه من مهام خلال الوقت المحدد.