أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال الصهيوني أطلق العنان لجنوده في قطاع غزة لممارسات غير أخلاقية بحق المدنيين الفلسطينيين خلال مداهمة منازلهم، تشمل سرقة الممتلكات ونهبها.

وأفاد المرصد الأورومتوسطي في بيان له الجمعة، أنه وثق سلسلة حالات تكشف عن تورط جنود الاحتلال في سرقات ممنهجة لأموال ومتعلقات الفلسطينيين، بما يشمل الذهب ومبالغ مالية وهواتف نقالة وأجهزة كمبيوتر محمولة.

هذا بالتزامن مع استمرار الاحتلال في توغلاته في عدة محاور بقطاع غزة، وسط اشتباكات ضارية تشهدها تلك المناطق، حيث تنفذ جرائم مروعة داخل مناطق التوغل، تشمل إعدامات ميدانية ومداهمة منازل ومنشآت ونهبها وتدميرها، وحصار آلاف المواطنين في منازلهم وحرمانهم من التزود بالطعام أو الماء أو الخدمات الصحية، وهناك إصابات وشهداء في المنازل والشوارع ولا تستطيع الطواقم الطبية انتشالهم، كما أن قوات الاحتلال تنفذ عمليات اعتقال عشوائية ضد المواطنين يتخللها عمليات تنكيل واسعة.


نزوح 90% من السكان 

وتعاني غزة مع اليوم ال84 على التوالي، من وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 % من السكان مما مهد للصهاينة ممارسة السرقات والنهب بحرية.


كما كثف الاحتلال بالتوازي شن عشرات الغارات والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل في إطار جريمة الإبادة الجماعية، وسط .

حيث واصلت طائرات الاحتلال ومدفعيته غاراتها وقصفها العنيف الجمعة 29 ديسمبر على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات ومنشآت وشوارع، موقعة مئات الشهداء والجرحى.

وارتقى شهيد وأصيب آخر جراء استهداف الاحتلال منزلا لعائلة كوارع جنوب خانيونس، في حين ارتقى 3 شهداء جراء غارات صهيونية على غرب خانيونس.

وارتقى شهيد وأصيب 5 في قصف الاحتلال منزلا قرب المستشفى الميداني الأردني غربي خانيونس

وارتقى 5 شهداء وأصيب آخرون جراء استهداف طيران الاحتلال المسيّر مجموعة من الأهالي العائدين إلى مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة.

وارتقى شهيدان بقصف طائرة حربية صهيونية دون طيار لمواطنين شرقي المغازي.

وارتقى شهيد وأصيب آخرون بقصف صهيوني استهدف سيارة مدنية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

كما دمرت قوات للاحتلال مئذنة مسجد القسام بالنصيرات بقذيفة مدفعية.

وقال مراسل الجزيرة في قطاع غزة إن 34 شهيدا وصلوا منذ صباح اليوم إلى مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، مشيرا إلى استشهاد 11 آخرين متأثرين بجراحهم.

واستشهد والد مراسل قناة المنار في قطاع غزة الصحفي عبد الناصر أبو  عون بقصف صهيوني على مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

وأصيب عدد من المواطنين في قصف الاحتلال منزلا لعائلة أبو الريش خلف مدرسة الشيخ جبر في معسكر خان يونس.

وانتشلت الطواقم الطبية جثمان الشهيد عبد الناصر أحمد كلاب من شارع القسام في خانيونس.

وذكرت مصادر محلية أن حصيلة شهداء غارات الاحتلال على منزلي عائلتي التلباني واسماعيل جنوب شرقي مخيم المغازي ارتفعت إلى أكثر من ١٨ شهيدًا.

وارتقى شهداء وأصيب آخرون في قصف صهيوني استهدف شقة سكنية في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

وارتقى 7 شهداء جراء قصف صهيوني لمنزل عائلة عدوان في رفح.

وارتقى ٢٠ شهيدا غالبيتهم نساء وأطفال بغارات صهيونية عنيفة على منازل لآ الهور وصيدم وجبر في النصيرات.

ونفذت طائرات الاحتلال ومدفعيته قصفا عنيفا ومتواصلا على مخيمي النصيرات المغازي والبريج وسط قطاع غزة.

ودمرت قوات الاحتلال مسجد الزعفران شرقي مخيم المغازي.

 

سرقة متعلقات الفلسطينيين

ومنذ نهاية أكتوبر الماضي، واصل جيش الاحتلال تنفيذ عمليات عسكرية برية في داخل قطاع غزة، تتضمن اقتحام المناطق السكنية ومداهمة المنازل وشن حملات اعتقال عشوائية من داخلها بحق المدنيين.

وجمع "الأورومتوسطي" شهاداتقالت إن مداهمات جيش الاحتلال تتجاوز الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والإعدام الميداني إلى تخريب متعمد للمتملكات وسرقة المقتنيات الشخصية، ومن ثم حرق المنازل بعد نهبها في إطار نهج يقوم فيما يبدو على الانتقام الجماعي من السكان الفلسطينيين.

وكشف "الأورومتوسطي" عن تقديرات أولية وتوثيقات أفادت سرقة متعلقات شخصية لمدنيين فلسطينيين وأعمال نهب واسعة لمقتنيات ثمينة قام بها الجيش الإسرائيلي قد تتجاوز حصيلتها عشرات الملايين من الدولارات.

 

نهب بكافة المناطق

ثابت سليم (في الأربعينيات من عمره)، قال لفريق "الأورومتوسطي"، إن جيش الاحتلال عمد إلى نهب كل ما يتوفر من أموال وذهب لدى اعتقاله واثنين من أبنائه من داخل منزلهم في حي "الزيتون" جنوبي مدينة غزة. وقال "سليم": إنه تم إطلاق سراحه وحده قبل يومين، فيما ما يزال لا يعلم شيئًا عن مصير أبنائه. 

وقال حسان: إن قيمة ما أخذه الجنود من مبالغ مالية في منزله تتجاوز 10 آلاف دولار أمريكي موزعة على عدة عملات،ومبلغ مماثل تقريبًا عبارة عن ذهب لزوجته وزوجة نجله البكر.


وقالت أم محمد غربية من سكان حي “الشجاعية” شرقي مدينة غزة، إن قوات الجيش الصهيوني انتزعت بالقوة حليها الذهبية الذي كانت ترتديه خلال مداهمة منزلهم واعتقال زوجها ونجلها البكر منتصف هذا الشهر.


وقال حسين الطناني  من سكان حي “الشيخ رضوان” شمالي مدينة غزة إنهم تفاجؤوا بعد عودتهم إلى منزلهم الذي تعرض لمداهمة الجيش الإسرائيلي أثناء نزوحهم إلى مدرسة قريبة للأمم المتحدة بتخريب شامل في محتوياته وسرقة مبالغ مالية وجهاز كمبيوتر.

 

صحف إسرائيلية تؤكد السرقة

ونشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الصهيونية في 15 من ديسمبر أن "استيلاء الجيش الإسرائيلي على مبالغ مالية تتجاوز قيمتها 5 ملايين شيكلًا إسرائيليًا (نحو 1,351,350 دولارًا أمريكيًا) بزعم السيطرة عليها من “وحدة الغنائم” في شعبة التكنولوجيا واللوجستيات في الجيش".

وعلقت "الأورومتوسطي" أن المبلغ المعلن عنه قد يكون جزءًا ضغيرًا من أعمال سرقة ونهب لم يبلغ عنها الجنود، في وقت انتشر فيه مقطع مصور (لم يتسن التحقق من تاريخه وملابساته كاملة) لثلاثة من الجنود يبيعون بشكل شخصي حليًّا ذهبية في أحد متاجر الضفة الغربية بعد سرقتها من منزل في غزة.

وأضاف المرصد الأورومتوسطي أن جنود "إسرائيليين" يتعمدون نشر مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي توثق تعمدهم تخريب منازل المدنيين في قطاع غزة، أو رسم شعارات عنصرية أو يهودية على الجدران، إلى جانب التفاخر بالاستيلاء على أموال ومقتنيات ثمينة.

 

سرقة الذهب

ونقل المرصد عن علياء النجار، 34 عامًا، في إفادة لوسائل إعلام، إنها شاهدت بعض حليها الذهبية التي كانت تحتفظ بها مع متعلقات والدتها في أحد المقاطع المصروة التي نشرها جنود إسرائيليون، من بينها قطعة ذهبية اشترتها من قيمة أول راتب حصلت عليه كمعلمة، وهي سوار ذهبي مميز كونه مصمم على شكل ورقة شجر من (عيار 24).

وأضافت أن جنديًا "إسرائيليًّا" عرض سوارها في مقطع مصور داخل حافظة قماشية تملكها والدتها، وتضع فيها قطع ذهب أخرى ومقتنيات ثمينة، وعندها علقت على الفيديو قائلة للجندي: “أنتم لصوص”، قبل أن يحذف الجندي المقطع.

وظهر مقطع آخر لجندي "إسرائيلي" يعرض فيه قلادة فضية مكتوب عليها “صنع في غزة”، مصممة على شكل قلب من حجر الكريستال ويقول إنه سيهديها لصديقته.

وظهر جندي آخر يمسك غيتارًا موسيقيًّا ويعزف عليه ويغني فوق ركام أنقاض المنازل التي تم تدميرها في غزة.

ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تحقيق دولي شامل ومحايد في الانتهاكات الجسيمة بحق السكان في قطاع غزة وممتلكاتهم من قوات الجيش الإسرائيلي التي ما برحت تلحق الدمار والأضرار بالمدنيين بلا ضابط أو رادع، واتخاذ إجراءات تضمن المساءلة والمحاسبة القانونية.