اعتمد مجلس الأمن مشروع القرار العربي الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة باسم المجموعة العربية بغالبية 13 صوتا إيجابيا وامتناع” روسيا والولايات المتحدة.

 

وقدم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، تعديلا على مشروع القرار يطالب بوقف إطلاق النار بشكل كامل ودائم، بدل خلق الظروف لوقف الأعمال العدائية. وجاءت نتيجة التصويت على هذا التعديل بـ10 أصوات إيجابية وفيتو أمريكي وامتناع 4 أعضاء. وقد فشل التعديل بسبب الفيتو الأمريكي.

 

وكان التصويت على مشروع القرار قد تأجل ثلاث مرات بسبب خلافات جوهرية مع الولايات المتحدة التي أصرت على تغيير الفقرة الثانية التي تدعو لوقف الأعمال العدائية والفقرة الرابعة التي تدعو إلى إنشاء آلية دولية تحت إشراف الأمين العام لمراقبة توزيع المساعدات الإنسانية بناء على مقترحات تقدم بها أنطونيو جوتيريش.

 

وبعد مفاوضات طويلة ومغلقة بحضور سفراء الولايات المتحدة ومصر والإمارات تم إدخال تعديلات جذرية في الفقرات 2، 4، 5، 6. وبعد إلغاء الفقرة 9 التي تدين إسرائيل دون تسميتها أعيدت بصيغة مخففة.

 

ووفق التعديلات تحول وقف العمليات العدائية في الفقرة الثانية إلى تهيئة الظروف لوقف العمليات العدائية، ولجنة الرقابة التابعة للأمين العام أصبحت تعيين منسق خاص يتشاور مع جميع الأطراف، وتجديد ولاية فريق الرقابة تراجع من سنة إلى عشرين يوما ثم بعد ذلك مرة كل تسعين يوما.

 

إلا أن هناك تفاؤلا بأن مجلس الأمن الدولي يمكن أن يتجه نحو التوصل إلى اتفاق بشأن آلية تشتد الحاجة إليها تهدف إلى تسريع وتوسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية إلى من يعانون من الجوع من سكان غزة.

 

وقد تحدثت في بداية الجلسة سفيرة الإمارات، لانا نسيبة، راعية مشروع القرار. وقالت إن نصف سكان غزة الآن يعانون من الجوع. وأضافت أن “الأمور لا يمكن أن تكون أسوأ من ذلك، وإذا لم نقم بشيء الآن فإن الأمور ستتفاقم أكثر وأكثر”. وقالت إن مصر بحاجة إلى مساعدة. وإن نص مشروع القرار هذا قد تم التشاور عليه كثيرا مع الوفدين الفلسطيني والمصري.

وهذا القرار هو قرار عملي لإيصال المساعدات بسرعة وبكميات كبيرة دون عائق، من البر والبحر والجو. فهو يدعو الأطراف جميعا للتعاون على إيجاد الظروف لخفض الأعمال العدائية. وقالت إن هذا القرار ليس المثالي ولكننا نعمل من خلال الممكن وليس من خلال الطموح. الناس في غزة يموتون إما بالقصف أو بالجوع والأمراض ونقص الدواء والغذاء.

 

السفير الروسي نيبنزيا قال إن العالم شاهد هذا التصرف المعيب من الولايات المتحدة التي ظلت تؤجل وتؤجل وتجر أقدامها مستخدمة أسلوبها في ليّ الذراع والضغط تحت ضغط الوقت. “نحن مضطرون أن نؤيده احتراما لرفاقنا العرب لكن هذا النص خفف كثيرا وخاصة الفقرة الرابعة.

وفي الفقرة الثانية هناك فقرة خطيرة استبدلت وقف الأعمال العدائية إلى خلق الظروف لوقف الأعمال العدائية. هذا القرار سيعطي إسرائيل فرصة للاستمرار في تدمير غزة. كما حذف منه إدانة استهداف المدنيين. هل نحن هنا لخدمة الولايات المتحدة!”.

وقدم تعديلا على الفقرة الثانية لوقف الأعمال العدائية فورا. بدل خلق الظروف لوقف الأعمال العدائية. التصويت على التعديل هو ما في قرار الجمعية العامة والنص الأصلي أيضا.

بدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عقب إقرار المجلس توسيع نطاق المساعدات الإنسانية إلى غزة، أن الهجوم الإسرائيلي هو “المشكلة الحقيقية… وتوجِد عقبات كبرى” أمام توصيل المساعدات.

وقال: “كثير من الناس يقيسون فعالية العمليات الإنسانية في غزة على أساس عدد الشاحنات من الهلال الأحمر المصري والأمم المتحدة وشركائنا المسموح لها بعبور الحدود. وهذا خطأ”.

وأضاف: “المشكلة الحقيقية تكمن في أن الطريقة التي تشن بها إسرائيل هذا الهجوم توجد عقبات كبرى أمام توزيع المساعدات الإنسانية في غزة”، مؤكدا أن “وقفا لإطلاق النار لأسباب إنسانية هو السبيل الوحيد لتلبية الاحتياجات الماسة للسكان في غزة ووضع حد لكابوسهم المستمر”.