ردود الفعل من قبل "حكومة" محمود عباس كانت مشجعة للصهاينة لنقل دورهم من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، وذلك بعدما كشفت مجلة "التايمز" أن فريقا عسكريا بريطانيا يتواجد في الضفة، ويعمل على إعداد السلطة لتولي إدارة غزة، ونقلت عن وزير دفاع بريطانيا قوله إنه يجب أن تتولى السلطة مسؤولية القطاع بعد الحرب.

وقال محمود الهباش مستشار محمود عباس ووزير الأوقاف بحكومة السلطة، كلاما مشابها، وأعلن أنهم مستمرون بالتعاون مع الجميع لإدارة القطاع الذي اختطفته حركة "حماس"، بحسب زعمه.


أما رئيس وزراء السلطة في رام الله محمد اشتية قال في تصريح لـ"بلومبرج" إن السلطة الفلسطينية تعمل مع مسؤولين أمريكيين على خطة لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.

وأضاف أن سلطته تعمل مع مسؤولين أمريكيين على خطة لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، ويمكن قبول حماس كشريك أصغر (لحركته) التي كانت حركة تحرير، ووافقت (حماس طبعا) على برنامج منظمة (عباس) التي كانت منظمة تحرير!

غير أنه قبل ساعات قال تصريحات جديدة في العاصمة القطرية الدوحة حيث أضاف بهارات للموقف بقوله إن "حديث إسرائيل عن القضاء على حماس لن يحدث، وهي جزء أساسي من الخارطة السياسية الفلسطينية"، رغم أن جوهر كلامه الأول هو الجزم بهزيمة حماس، والحديث عن الترتيبات بعد ذلك.


المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة اعتبر أن تصريحات السلطة لا تأتي عن هوى، فلندن تتبع واشنطن، وهي من خلال توني بلير رئيس الحكومة البريطانية الأسبق هم مَن أسّس لمرحلة عباس بعد اغتيال عرفات، وصاغت عقيدة السلطة بطبعتها (العباسية)، بجانب الجنرال الأمريكي (كيث دايتون).

وأضاف أنه سيضيف هؤلاء جميعا حكاية الدولة في حدود 67 من باب التسويق، وهو ذات ما قالوه وقاله عباس في 2004 لتبرير مساره الجديد، وقبل ذلك تآمره على عرفات.

واعتبر أنه من المؤكّد أن هذه المواقف من عباس وعصابته ليست إرجافا وحسب.، بل هي ضرب من الخيانة وطعن للشعب في الظهر، لا سيما أنهم لم يخذلوا غزة التي تتعرّض للإبادة وحسب، بل خذلوا الضفة أيضا، بدليل استباحتها من جيش الاحتلال ومستوطنيه يوميا، دون أدنى ردّ منهم.

لقد قلنا من قبل إن بركات "طوفان الأقصى" كثيرة، ومن ضمنها فضح هذه الزمرة ومستوى تردّيها، كي تبدأ المرحلة الجديدة من مسيرة الشعب على نور، بعيدا عن مزايدات التاريخ وشعارات "حماية المشروع الوطني"، وقصة "الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

وعبر @YZaatreh أضاف الزعاترة  أن محمود عباس وعصبة رام الله يخطبون كأنهم سادة التحرير، بينما هُم يمضون في التيه منذ 3 عقود، ولا يجني شعبنا في ظلّ قيادتهم سوى مزيد من القمع والاستيطان والتهويد.

وأشار إلى أنهم اليوم لا يخذلون دماء غزة وحسب، بل دماء الضفة التي قدمت 275 شهيدا منذ 7 أكتوبر، وما يقرب من 4 آلاف معتقل.

وعلق أن مجموعة محمود عباس وسلطته "قوم أدمنوا العار، وبطاقة الـ"في آي بي" في جيب أحدهم، مع مصالحه وامتيازاته؛ أهم عنده من فلسطين وقضيتها.".