قالت هيئة البث الحكومية في إسرائيل، إنه "لا خطة لإجلاء سكان قطاع غزة إلى قرب الحدود المصرية".

ونقلت الهيئة عن مصادر سياسية (لم تسمها)، السبت الماضي، بأنه "لا خطة لإجلاء سكان غزيين إلى منطقة رفح (جنوب القطاع) بالقرب من الحدود المصرية".

وأضافت المصادر، أن "العلاقة التي تربط إسرائيل ومصر إستراتيجية ومهمة وأن الدولتين تتعاونان لمنع اقتحام جموع من الفلسطينيين في غزة الحدود إلى سيناء".

ورغم هذه الادعاءات إلا أن آلاف النازحين الفلسطينيين يتجهون يوميا نحو مناطق قريبة من الحدود المصرية في ظل تصعيد الجيش الإسرائيلي قصفه لجميع مدن وبلدات غزة إضافة إلى توغل آلياته العسكرية في أجزاء واسعة من القطاع، ما يسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى يوميًا علاوة عن الدمار الهائل في المنازل والبنى التحتية.

وعلى صعيد آخر، أفادت هيئة البث بأنه من المتوقع أن توافق تل أبيب على إقامة 4 مستشفيات ميدانية جديدة في جنوبي القطاع تقيمها تركيا ومصر واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود.

وأشارت الهيئة إلى وجود مشفيين آخرين يعملان حاليًا في قطاع غزة.

وفي نوفمبر الماضي، افتتحت الأردن والإمارات مستشفيين ميدانيين جنوبي القطاع في ظل النقص الحاد بالإمكانيات الطبية وأعداد المستشفيات في غزة والتزايد الكبير في أعداد جرحى الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر الماضي.

ومن ناحية أخرى، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير الدفاع يوآف غالانت، بأن قوات جيشه تواصل قتالها في شمال القطاع وجنوبه، و"تلاحظ إشارات تدل على بداية انكسار لحركة حماس في غزة".

يأتي ذلك فيما أعلن متحدث "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الأحد، تدمير أكثر من 180 آلية عسكرية إسرائيلية، خلال 10 أيام، منذ انتهاء الهدنة المؤقتة بين إسرائيل و"حماس" في غزة.

وقال أبو عبيدة في كلمة صوتية مسجلة: "تمكن مقاتلونا في كافة محاور التوغل داخل قطاع غزة من تدمير أكثر من 180 آلية إسرائيلية بشكل كلي أو جزئي في 10 أيام، منذ انتهاء الهدنة المؤقتة بين إسرائيل في 1 ديسمبر الجاري".

وأضاف أبو عبيدة أن "العدو (الإسرائيلي) فشل في شمال القطاع وجنوبه وسيفشل أكثر كلما استمر عدوانه وانتقل إلى مناطق أخرى من القطاع".

ولفت أن مقاتلي القسام "تصدوا لقوات العدو المتمركزة بمحاور ما قبل انتهاء الهدنة أو المتوغلة بمحاور جديدة".

ومطلع الشهر الجاري انتهت الهدنة الإنسانية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أُنجزت بوساطة قطرية مصرية أمريكية، استمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وقال متحدث القسام، في كلمته المسجلة إن "الهدنة المؤقتة أثبتت مصداقيتنا وأن أحدًا من أسرى العدو لم ولن يخرج إلا بشروطنا".

وأكد أن الجيش الإسرائيلي "لا يزال يتلقى منا الضربات والقادم أعظم".

وتابع: "نفذنا عددًا كبيًرا من العمليات النوعية بين مهاجمة القوات الراجلة والقنص وتفجير الألغام"، مؤكدًا أنهم تمكنوا من "قتل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين بشكل محقق".

ولم يصدر تعليق فوري من الجانب الإسرائيلي بشأن تصريحات أبو عبيدة.

والخميس الماضي، أعلن أبو عبيدة، في بيان، أن مقاتلي القسام تمكنوا من استهداف 335 آلية عسكرية إسرائيلية منذ بدء المعارك البرية بقطاع غزة، منها 33 آلية في الـ72 ساعة الأخيرة.

وردًا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى الأول من ديسمبر الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة خلّفت نحو 18 ألفًا و205 شهداء حتى اليوم الاثنين، و49 ألفًا و645 جريحًا، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.

وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة في مؤتمر صحفي: "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 18.205 شهداء، و 49645 إصابة، منذ 7 أكتوبر الماضي".

وأضاف القدرة: "خلال الساعات الماضية، ارتكب الاحتلال 19 مجزرة مروعة وإبادة جماعية في الأحياء السكنية وأماكن الإيواء، بما فيها المناطق التي يدعي كذبا أنها آمنة.

وأوضح أن "الاحتلال تعمد استهداف 137 مؤسسة، فيما أخرج 22 مستشفى و46 مركزًا للرعاية الأولية عن الخدمة، كما تعمد تدمير المنظومة الصحية شمال غزة، ما تسبب بقتل مئات الجرحى والمرضى، واستشهاد 296 من الكوادر الصحية".

وأشار القدرة إلى أن "الطواقم الصحية تابعت 325 ألف حالة مصابة بالأمراض المعدية وصلت للمراكز الصحية من مراكز الإيواء، وهذا العدد هو الذي استطاع الوصول للمراكز الصحية، والعدد الحقيقي سيكون أكثر من ذلك بكثير، ما ينذر بكارثة صحية قاتلة".