يتكدّس عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في منطقة رفح على حدود قطاع غزة مع مصر، بعد أن فروا من جحيم الحرب المستعرة بين حماس وإسرائيل، إلّا أن الأمم المتحدة تقول إن لديهم مخاوف من أن لا يكونوا في مأمن هناك أيضًا، وفقا لتقرير نشرته "رويترز".

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير، أن معظم النازحين في رفح ينامون في العراء بسبب نقص الخيام، رغم توزيع الهيئة الأممية المئات منها.

ويصل المدنيون إلى المنطقة بعد أوامر إخلاء أصدرها الجيش الإسرائيلي شملت مناطق داخل وحول مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وكان مئات الآلاف من الفلسطينيين فرّوا بالفعل من شمال غزة إلى الجنوب في الصراع الدائر منذ شهرين بين إسرائيل وحماس.

من جانبها تقول الأمم المتحدة إن نحو 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، فرّوا من منازلهم أثناء الحرب، وإن كثيرين منهم انتقلوا مرات تحت وطأة القصف الجوي.

وتقع مدينة رفح على بعد نحو 13 كيلومترًا من خان يونس، التي تتعرض لهجوم عنيف هي الأخرى، وتقع على الحدود مع مصر، ويعد معبر رفح نقطة العبور الوحيدة بين مصر والقطاع.

 

المجاعة والعطش

ومن جهتها، حذرت بلدية غزة، اليوم السبت، من أن نصف مليون فلسطيني يتهددهم خطر المجاعة والعطش في القطاع مع استمرار العدوان الإسرائيلي.

وقال المتحدث باسم بلدية غزة، حسني مهنا، إن "الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد كارثية مع تفاقم الأزمات الصحية والبيئية في ظل النقص الحاد في الماء والغذاء واستمرار انقطاع امدادات الكهرباء عن القطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 من أكتوبر الماضي.

ونوه إلى الصعوبات التي تواجه عمليات فتح الشوارع المغلقة بفعل القصف الإسرائيلي بعد استهداف الاحتلال لمرآب بلدية غزة وتدمير عدد من الآليات وحاجة الكثير من الآليات المتبقية للصيانة، ناهيك عن نفاد الوقود.

وبين أن ذلك تسبب في إعاقة عمليات الوصول الى الأماكن المستهدفة واجلاء المصابين وانتشال جثامين الشهداء.

وقال مهنا: "فقدنا القدرة على توصيل المياه الى مجمع الشفاء الطبي وأزمة المياه والغذاء تتفاقم في مراكز الإيواء المختلفة في ظل التكدس الكبير للنازحين بداخلها".

وأشار إلى "تفاقم الأزمات البيئية جراء طفح مياه الصرف الصحي في شوارع غزة وتسربها إلى شاطئ البحر بكميات كبيرة بعد توقف محطات الضخ عن العمل نتيجة نفاد الوقود وتدمير الاحتلال للخطوط الناقلة ضمن استهدافه المتعمد للبنية التحتية".

وأوضح أن "آبار المياه توقفت عن العمل بسبب نفاد الوقود باستثناء 3 آبار تعمل لساعات محدودة جدًا والعطش يجتاح مدينة غزة".

وأشار إلى تواصل القصف الإسرائيلي على كافة مناطق وأحياء مدينة غزة، وتنفيذ الاحتلال لحملات اعتقال واسعة جدًا في صفوف الشبان والرجال المدنيين بعد تعريتهم وتجريدهم من الملابس في ظل الأجواء الباردة، الى جانب إعدام عدد منهم.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت 17 ألًفا و487 شهيدًا، و46 ألفًا و480 جريحًا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية، و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.