قالت هيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين، في تقريرها الصادر اليوم الأحد، إن وتيرة الاعتداء على الأسرى داخل السجون تسير بمنحنى متصاعد منذ بدء الحرب على قطاع غزة، مشددة على أن الاحتلال يقوم بتحويل السجون إلى “مقابر أحياء”.

وأشارت الهيئة الفلسطينية الرسمية في بيان صحفي إلى أن هذه الاعتداءات تأتي وسط تعتيم شديد من إدارة السجون، وذلك “لعدم فضح الجرائم التي تمارسها بحق الأسرى، حيث تمنع زيارات الأهل والمحامين، وقامت بعزل الأسرى بشكل كامل عن العالم الخارجي، ونتيجة لما سبق فقد استشهد 6 أسرى نتيجة التعذيب الشديد”.

كما أوضحت أن الأقسام تعرضت لاقتحامات شبه يومية، يقوم خلالها الجنود بالاعتداء على المعتقلين بالضرب المبرح بالهراوات والبنادق والغاز والأعيرة المطاطية، مما أدى إلى إصابتهم برضوض وكدمات وجروح عميقة، إلى جانب كسور في الأيدي والأرجل.

وأضافت “جنود الاحتلال تعمّدوا خلال عمليات الاعتقال والمداهمة تكسير بيوت المعتقلين وضربهم بعنف منذ لحظة الاعتقال وصولًا إلى التحقيق وانتهاءً بالسجن، ويتخلل ذلك الشتائم والتهديدات والإهمال المتعمَّد لإصاباتهم وأوضاعهم الصحية، وتركهم دون علاج، وفي حال قيام أحد الأسرى بطلب طبيب، يكون الرد الفوري من الجنود: من يطلب الخروج من القسم للعلاج سيتعرض للضرب وسيموت”.

وكان رئيس هيئة شؤون الأسرى قدورة فارس قد قال إن عدد الأسرى ارتفع بنحو ألف أسير منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتصاعدت العقوبات الجماعية الإسرائيلية بحقهم منذ بداية الحرب.

 

نائل البرغوثي في خطر

وفي سياق متصل، قال نادي الأسير الفلسطيني إن معطيات أولية وردت عن تدهور الوضع الصحي للأسير نائل البرغوثي (66 عامًا) أخيرًا، ونقله من سجن جلبوع إلى أحد المستشفيات، دون معرفة أي تفاصيل أخرى عن وضعه الصحي.

وأضاف نادي الأسير في بيان صحفي أن هذه المعلومات تأتي بعد مرور أقل من شهر على تعرُّض الأسير البرغوثي لاعتداء بالضرب خلال نقله من سجن “عوفر” إلى سجن “جلبوع” حيث يقضي البرغوثي حكمًا بالسّجن المؤبد و18 عامًا، وقد أمضى في سجون الاحتلال 44 عامًا، وهي أطول مدة اعتقال لأسير فلسطيني.

وأكد نادي الأسير أنه “رغم المحاولات التي جرت من أجل زيارته ومجموعة أخرى من الأسرى القابعين في سجن جلبوع من قِبل الطواقم القانونية، فإن إدارة السجن لم تسمح بالزيارة، الأمر الذي زاد من المخاوف على مصيره، ومصير آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، جرّاء عمليات التعذيب والتنكيل الممنهجة، التي بلغت ذروتها بعد السابع من أكتوبر”.

ومنذ اندلاع معركة طوفان الأقصى وبدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سُجلت 3325 حالة اعتقال، وفق هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطينيَّين، في حين قُدّر عدد الأسرى في سجون الاحتلال قبل ذلك بنحو 5 آلاف و500 أسير وأسيرة.