نقل مراقبون عن إعلام الاحتلال رغبة متبادلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى تمديد الهدنة مع استمرار صفقات التبادل عند مستويات تشير إلى إطلاق جديد للأسرى بين 20 إلى 40 محتجزا لدى حماس مقابل استمرار الهدنة بحسب ترجيحات محللين صهاينة وصحف غربية موالية.

ونقل المحلل السياسي إبراهيم المدهون عن إعلام العدو أن "إسرائيل" تفحص امكانية ايجاد تمديد  التهدئة لتسهيل عملية إطلاق أسرى إسرائيل لدى حماس.

وأضاف أنه بعد 50 يوم من الحرب واضح تماما أن حماس تسيطر على قواتها وتتحكم بكل عناصرها في الميدان بالرغم من كل القصف والتدمير الذي نفذه الجيش وهذا له مغزى مهم في المعركة، مشيرا إلى أن ذلك جاء على لسان صحفيين مهمين في إسرائيل، ويدلل على تزايد  قناعة الفشل عند الاحتلال وداخل أروقته.


تحت قبضة السنوار

ورغم زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو شمال غزة نهارا متسترا بالهدنة، إلا أنه بحسب تحليلات صهيونية يذهب مساء لترؤوس مجلسه لحربي لبحث تمديد "الهدنة"، فلا تزال غزة تحت قبضة "يحيى السنوار".

واعتبرت القناة 12 الصهيونية أنه رغم جولة نتنياهو الاستعراضية لبضعة جنود وتصريحاته عن استئناف القتال قريبا، إلا أن جاك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي قال إن بايدن قد يجري اتصالا بنتنياهو بشأن تمديد الهدنة في غزة ، وكذلك نقلت CBS عن مسؤول في البيت الأبيض الأمر ذاته.

وعن ذلك قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د. عبدالله الشايجي: "يريد بايدن تمديد الهدنة الإنسانية لإطلاق جميع المحتجزين، ويؤكد دخول 208 شاحنة دخلت إلى غزة والعمل على تمديد الهدنة الإنسانية، وسنطلق المزيد من المحتجزين وسأعمل مع أمير قطر و(...) السيسي ونتنياهو لنفرج عن جميع المحتجزين .. ولن أستسلم وسنعمل حتى تحقيق حل الدولتين…".

ونقل أيضا عن بايدن  قوله: "سأعمل حتى لا تكون لحماس سيطرة على أي جزء من غزة…!! صعبة وحيل قوية".

وعن احتمالات قوية لتمديد الهدنة، قالت القناة 12 العبرية: "التقديرات السائدة في إسرائيل أنه سيتم تمديد الهدنة، ومجلس الحرب سينعقد لإجراء المشاورات بهذا الخصوص.".

أما موقع انتلي تايمز العبري: فقال حماس تلمح "المفاوضات جارية بهدف تمديد وقف إطلاق النار في غزة 4 أيام أخرى مقابل إطلاق سراح 40 إلى 50 رهينة أخرى".


تمديد الهدنة 4 أيام

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصدر مطلع على محادثات وقف إطلاق النار في غزة، إنّ أطراف المفاوضات تأمل في إمكانية تمديد وقف إطلاق النار المؤقت أربعة أيام إضافية، وهو ما من شأنه أن يساهم في إطلاق سراح ما بين 40 إلى 50 محتجزا في قطاع غزة، على أن يُفرج عن 3 أسرى فلسطينيين مقابل كل محتجز يطلق سراحه.

وقال إيهود حيمو الصحفي في القناة الـ12 إن حماس تتبنى سياسة تمديد الهدنة وتذويب الحرب حتى وقفها لأنها أثبتت بعد 49 يوما من الحرب أنها لا تزال قوية ومسيطرة على الساحة.

وأضاف أنه “ليس من السهل قول هذه الأمور لكنها الحقيقة لأن كتائب عز الدين القسام نجحت في وقف إطلاق النار في الشمال والجنوب حتى في المناطق التي يفترض أنها معزولة عن أي اتصال”.

وحتى إدارة عملية تحرير المحتجزين فإنها -وفق حيمو- تتم وكأنها عملية عسكرية بحتة، لأنهم أحضروا المفرج عنهم في الوقت المحدد والمكان المتفق عليه في خان يونس التي تبدو عاصمة ثانية لحماس بعد غزة، حسب تعبيره، وخلص حيمو إلى أن كل ما سبق “يعني أن حماس لن تجثو على ركبتيها قريبا”.

وقال ضيف آخر إنه لا يعرف إن كانت إسرائيل ستعود للحرب مرة أخرى بعد هذه الهدنة أم أنها ستستسلم، لكنه أكد أن استسلامها يعني سقوط الحكومة التي لن يصبح لوجودها أي مبرر، مضيفا “يحيى السنوار ليس غبيا وقد علمنا درسا”.

أما جنرال الاحتياط تمير هايمان -رئيس شعبة الاستخبارات السابق في جيش الاحتلال- فقال: “إننا نعلم سخرية وقسوة الطرف الآخر (حماس) وكل يوم سيشد الأعصاب ونحن بحاجة لوقت لكي نعرف الجيد من السيئ في هذه الصفقة”

وأضاف هايمان “نحن نعلم ما بين أيدينا فقط لكننا لا نعرف ما البدائل الموجودة لكننا بحاجة للتفاوض خلال الحرب وسنعرف ما إذا كانت الصفقة جيدة أم لا بعد وقت عندما نعرف البدائل”.

ويرى هايمان أن إسرائيل حاليا “واقعة في سخرية السنوار وسيركه القاسي”، لكنه يؤكد أنه “لا توجد صفقة ثانية أفضل لكي تكون مقياسا”.

 

تراجع مستمر

وقال غيورا أيلاند -رئيس مجلس الأمن القومي السابق- إن الشيء المزعج والصادم الذي لا يركز عليه الإعلام الإسرائيلي هو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال في مؤتمر صحفي إن الصليب الأحمر سيزور الأسرى والمحتجزين الذين لم يخرجوا بعد وهذا لم يحدث.

وأضاف “الآن لا قطر ولا حماس ولا مصر ولا الولايات المتحدة ولا الصليب الأحمر يقرون بأن هذا كان جزءا من الاتفاق”.

وفيما يتعلق بوضعية حماس الحالية، قال ميخائيل مليشطاين -الباحث الكبير في معهد الدراسات الإستراتيجية في جامعة رايخمان- إن الحديث عن مصطلح “نقطة الانكسار” لا ينطبق على حماس”.

وأضاف مليشطاين أن هذا المصطلح يشير إلى الدول التي يتشتت جيشها في لحظة معينة وتتوقف حكومتها عن العمل ولا يستمع الجمهور لأحد، مؤكدا أن هذا “لا ينطبق على حماس لأنها حزب سلطة ومنظمة سرية في نفس الوقت وهي ناجحة في أن تعمل حتى الآن رغم الضربات الرهيبة وغير المسبوقة”.