كشف مراقبون أن طلب السفيه عبدالفتاح السيسي خلال اجتماعه مع رئيسَي وزراء إسبانيا وبلجيكا أمس الجمعة في القاهرة بأنه "يجب إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح"؟!، هي رغبة أعلنها الصهاينة وبعض أعوانهم من العملاء العرب وهو ما طبقوه في اتفاقية أوسلو بالضفة الغربية التي هي منزوعة السلاح (إلا من سلاح خفيف يستخدمه أفراد السلطة الفلسطينية التي تطارد وتعتقل وتقتل من ينتمي للمقاومة أو الفصائل الرافضة لأوسلو).

السيسي زعم أنه يجب إقامة دولة فلسطينية، معربا عن الاستعداد لأن "تكون منزوعة السلاح وبضمانات قوات أممية أوروبية أو أمريكية".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده بالقاهرة مع رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز (الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي) ونظيره البلجيكي، ألكسندر دي كرو (الرئاسة المقبلة)، لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وفق ما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط..

وعن تصوره لهذه الدولة، قال السيسي: "لا بد أن تكون على حدود الرابع من يونيو دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، جنبا إلى جنب مع إسرائيل".

وأضاف: "إننا مستعدون أن تكون هذه الدولة منزوعة السلاح، وبضمانات بوجود قوات من الناتو أو الأمم المتحدة أو قوات عربية أو أمريكية حتى نحقق الأمن لكلتا الدولتين، الدولة الفلسطينية الوليدة والدولة الإسرائيلية".

وأردف، "ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب المجتمع الدولي وإدخالها إلى الأمم المتحدة".

 

تصريح نتنياهو

وفي 10 نوفمبر الجاري، قال رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو إن "إسرائيل" لا تسعى لغزو أو احتلال أو حكم قطاع غزة بعد حربها على حركة حماس لكن ستكون هناك حاجة إلى "قوة موثوقة" لدخول القطاع الفلسطيني إذا لزم الأمر لمنع ظهور تهديدات المسلحين.

وأثارت تصريحات نتنياهو هذا الأسبوع التي أشار فيها إلى أن "إسرائيل" ستكون مسؤولة عن الأمن في غزة إلى أجل غير مسمى، رد فعل رافضا من الولايات المتحدة الحليف الرئيسي ل"إسرائيل"، وذكرت واشنطن أنها ستعارض الاحتلال "الإسرائيلي" لغزة بعد الحرب.

وفي حديث لقناة "فوكس نيوز" التلفزيونية الأمريكية الخميس، قال نتنياهو: "نحن لا نسعى لغزو غزة، ولا نسعى لاحتلال غزة، ولا نسعى لحكم غزة".

وأضاف أنه سيكون من الضروري تشكل حكومة مدنية في غزة لكن إسرائيل ستتأكد من عدم وقوع هجوم آخر على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر.

وتابع قائلا: "لذلك يجب أن تكون لدينا قوة موثوقة يمكنها، إذا لزم الأمر، أن تدخل غزة وتقتل القتلة، لأن هذا هو ما سيمنع عودة ظهور كيان مثل حماس".

وشدد نتنياهو على أنه بعد الحرب "ما يجب أن نراه هو غزة منزوعة السلاح والتطرف ومعاد بناؤها"، وفقما نقلت "رويترز".


حاكم صهيوعربي

ووصفه المراقبون أن السيسي حاكم صهيوعربي بعد أن اقترح تهجير أهلنا في غزة إلى صحراء النقب، وها هو اليوم لا يستحي ويقترح استعداده لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح بوجود قوات أممية، وهو ما أعلن رفضه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وهو يؤكد أن حركته لن تستغني عن السلاح وأنها حاضرة به قبل الحرب وأثناءها وبعد الحرب ولا مجال لإدارة القطاع من قوى اقليمية.
 
المراقبون اعتبروا أن السيسي ومن على غراره، متخصصون في تسويق مشاريع غيرهم، فبعد اقتراح ألمانيا لانتداب دولي على غزة بعد العدوان ، يطل علينا هو أيضا بهذه الخيانة الموصوفة، وبعد أن أعلن نتنياهو تجديد مشروع دولة منزوعة السلاح يعيد السيسي طرحه.

ويبدو أن السيسي يتناسى أن المقاومة تمكنت من حماية أمن مصر القومي الاستراتيجي برفضها التهجير القسري الى سيناء، وبدل أن تصبح المقاومة مصلحة وطنية مصرية، يصر قائد الانقلاب في مصر على التآمر على حماس والمقاومة (لا يمانع في تصفيتها بحسب مؤتمرين له مع شولتز وماكرون كل على حدة) كالعادة وهو من الدول الضامنة للاتفاق الهدنة المؤقتة!


وتساءل مراقبون عن الحق الذي يملكه السيسي في فلسطين يجعله يقبل أو لا يقبل، وكيف يُعقل أن تكون هناك دولة منزوعة السلاح تماماً بجانب محتل صهيونى يملك أسلحة دمار نووية؟! أم أن مصر التى لم تتمكن لمدة تزيد عن شهر ونصف من توصيل المساعدات من خلال بوابتها في معبر رفح إلى غزة تستطيع أن تحمى الشعب الفلسطينى بعد نزع سلاحه.

 

من فوضك؟

الكاتب العراقي علاء اللامي تساءل قائلا: "من فوَّض السيسي بأن يطالب بدولة فلسطينية منزوعة السلاح ومراقبة بقوات من الأمم المتحدة والناتو؟ "، مضيفا، "أية دولة هذه التي تكون منزوعة السلاح إلى جانب دولة إسرائيل النووية"؟

وأوضح أن "السيسي طرح فكرة الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح بتواجد قوات أممية أو من الناتو يوم 18 أكتوبر الماضي، واليوم 24 نوفمبر، عاد السيسي إلى طرح الفكرة ذاتها بحضور رئيسي الوزراء البلجيكي والإسباني فلماذا هذا الإلحاح وهل بهذه الطريقة يكون الوفاء لدماء آلاف الفلسطينيين من كبار وأطفال أبرياء قتلتهم آلة الحرب الصهيونية الإجرامية"؟

وتعجب "اللامي" من أنه "كيف يمكن أن تقوم دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب دولة تقوم بإبادة الفلسطينيين ولم تتوقف يوما عن قتلهم تشريدهم؟ أليس من المنطق والعقلانية أن يطالب الفلسطينيون قبل غيرهم بنزع السلاح النووي والفتاك من هذه الدولة؟ فلماذا يطالب السيسي بعكس ماهو منطقي وعقلاني؟ ألا تكف الأنظمة العربية التابعة للغرب عن المتاجرة بدماء الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة في تقرير المصير"؟

أما الكاتب والباحث محمد موسى (Mohammed Moussa)، فعلق ساخرا: "..تخيل عسكري بيحط الدبوس في الأستيكة، سرق الحكم بالدبابة والرشاش، ووصل للكرسي على جُثث الآلاف، وعشرات آلاف المعتقلين بقوة السلاح.. عاوز يلغي أكتر من 70 سنة من نضال وجهاد شعب على أرض مقدسة للمسلمين والمسيحيين، ومئات الآلاف من الشهـداء وملايين المهجرين المسلوبة أرضهم وأعمارهم.. ويديهم دولة منزوعة السلا.ح يلعبوا بيها في ركن، وجنبهم أشرس وأحقـــر كيان استعماري في العالم، والمدعوم بترسانة سلاح لم يسبق لها مثيل في التاريخ..يبقى ينزعوا قلبك من صدرك وانت صاحي يا بعيد يا عدو الله وعباده المؤمنين".

ومن تعليقات نشطاء "الفيسبوك" كتب دهب Dahab D'Or ، "الحُكام العرب يطالبون بإقامة دولة لفلسطين منزوعة السلاح و يعطون حق حمل السلاح للشعب الإسرائيلي بأكمله.. تنتزعوا السلاح من من يُقتلون ويبادون و تتركونه في أيدي مختلين عقليا ما هم إلا قتلة أطفال ونساء ومدنيين أبرياء .. من تكون أنت يا من تعطي نفسك حق هذا القرار وبأي صفه أعطيت نفسك الحق في التحكم في مصير الشعب الفلسطيني صاحب الارض والوطن؟

من أنت حتي تأمر و تنهى وتمنح ما لا تملك لمن ليس له أي حق… كم أشعر بالقهر والخوف والقلق وكثير من الحزن.. اللهم عليك به وبهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك.. إنك على كل شىء قدير يارب العالمين".