أعلنت دولة قطر، فجر اليوم الأربعاء، في بيان لها، عن نجاح جهود الوساطة المشتركة مع مصر وأمريكا، في التوصل إلى هدنة إنسانية بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، سيتم الإعلان عن توقيت بدئها خلال أربعة وعشرين ساعة وتستمر لأربعة أيام قابلة للتمديد.

وتدور أسئلة كثيرة حول الهدنة وإمكانية تمديدها، واحتمالية زيادة عدد الأسرى المفرج عنهم من الجانبين، وهل ستكون الهدنة نهايةُ للمطاف؟ وما أبرز المكاسب والخسائر بالنسبة للجيش الإسرائيلي، ولحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

 

** كم عدد الأسرى الذين سيتم إطلاقهم في الصفقة؟

بموجب الاتفاق فإن حركة "حماس" ستطلق 50 أسيرًا من النساء والأطفال على دفعات خلال 4 أيام. ولم يتم الإعلان عن أسماء الإسرائيليين الذين ستشملهم الصفقة.

وبالمقابل، فإن إسرائيل ستطلق سراح 150 أسيرًا من الأطفال والنساء من سجونها على دفعات. ونشرت وزارة العدل الإسرائيلية قائمة بأسماء 300 أسير فلسطيني تنطبق عليهم مواصفات القبول بالإفراج.

ويتعين على سلطة السجون الإسرائيلية أن تنشر في الساعات القادمة أسماء الأسرى الـ 150 الذين سيتم الافراج عنهم.

وفي هذا الصدد، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في تصريح، "صادقت الحكومة خلال ساعات الليل على صيغة المرحلة الأولى من هذه الغاية سيتم بموجبها الإفراج عن 50 مخطوفًا على الأقل، وهم نساء أطفال، على مدار أربعة أيام، حيث ستسود في هذه الفترة هدنة".

 

** هل هي نهاية المطاف؟

لا، فقد أشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى "إمكانية تمديد فترات وقف إطلاق النار بواقع يوم واحد مقابل كل 10 أسرى إسرائيليين يتم إطلاقهم".

وتقدر وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن لدى "حماس" 80 إسرائيليًا من النساء والأطفال، وبمقابل كل أسير إسرائيلي أبدت تل أبيب الاستعداد للإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين من سجونها.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيانه، إن "الإفراج عن عشرة مخطوفين آخرين سيؤدي إلى يوم هدنة آخر".

 

** كم عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة؟

يقول الجيش الإسرائيلي إنه أحصى 239 إسرائيليًا أسرى في غزة بينهم مدنيون وعسكريون وضباط شرطة. ولكن الاتفاق يشمل فقط الأسرى من النساء والأطفال.

 

** لماذا نشرت إسرائيل قائمة بأسماء 300 أسير فلسطيني؟

نشرت وزارة العدل الإسرائيلية قائمة بأسماء 300 أسير ممن تنطبق عليهم مواصفات الإفراج لإفساح المجال أمام الإسرائيليين المعترضين لتقديم التماسات الى المحكمة العليا الإسرائيلية. ولكن المحكمة العليا عادة لا تتدخل في قرارات الحكومة بشأن صفقات التبادل.

ويفسح قرار وزارة العدل الإسرائيلية المجال للتوصل الى اتفاقيات للإفراج عن 100 أسير إسرائيلي في غزة بعد أن قالت تل أبيب إنها على استعداد للإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي.

 

** هل تشمل الصفقة شيئًا آخر غير الأسرى والهدنة؟

نعم، فوفق القنوات الإخبارية الصهيونية فإن إسرائيل ستسمح بإدخال 300 شاحنة يوميًا من مواد الإغاثة والوقود خلال فترة الهدنة.

 

** هل سيوقف الاتفاق الحرب في غزة؟

لا، فقد أعلنت إسرائيل أنها ستواصل الحرب بعد انتهاء فترة الهدنة. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيانه، "ستواصل الحكومة وقوات الجيش والأجهزة الأمنية الحرب من أجل استرجاع جميع المخطوفين، واستكمال القضاء على حماس، وضمان أن غزة لن تشكل اي تهديد على دولة إسرائيل".

 

** بماذا ستفيد الهدنة حركة حماس؟

لفت مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إلى أنه "ليس هناك شعور بأن الهدنة ستتحول إلى وقف أطول لإطلاق النار"، كاشفًا أن "هناك بعض القلق في الإدارة بشأن العواقب غير المقصودة للهدنة من أنها ستسمح للصحفيين بوصول أوسع إلى غزة، وإتاحة الفرصة لهم لمزيد من تسليط الضوء على الدمار هناك وتحويل الرأي العام ضد إسرائيل".

ستستغل حماس الهدنة في الاستعداد لأرض جديدة للمعارك، وتفقد عتادها وأسلحتها وترميم ما تهدم من أنفاق، وإعادة التواصل مع قيادات المقاومة ومقاتليها، وتحديث خططها الحربية المقاومة للاحتلال الصهيوني، وفقًا للتغيرات الميدانية على ساحة المعركة.

وتعتبر الهدنة فرصة لإظهار إنسانية المقاومة من خلال إطلاق سراح كافة المدنيين الإسرائيليين، وسواء بسواء، تسليط الضوء على أسرانا النساء والأطفال في السجون الإسرائيلية، وليس فقط أطفال ونساء الاحتلال الموجودين لدى المقاومة.

كما تكسر حماس بذلك لموقف نتنياهو الذي أعلن سابقًا أنه لن يقبل بتهدئة أو وقف إطلاق النار إلا بعودة المحتجزين، وأضاف: هذا الاتفاق رسالة واضحة بأن نتنياهو لن يحقق بالقوة ما يريده وأن المقاومة هي صاحبة القرار في هذا الأمر.

كما كسبت حماس تعاطفًا دوليًا شبه شامل، لا سيما مع ضراوة الضربات للمقرات الأممية والمستشفيات ومقتل آلاف الأطفال والنساء.

وظفرت الفصائل الفلسطينية، في مقدمتها حماس، بدعم سياسي كبير من أطراف دولية قوية، بينها روسيا والصين.

وتعتبر الهدنة انتصارًا عسكريًا وسياسيًا لحماس بنجاحها في التصدي القتالي على الأرض، وفرض شروطها في الهدنة المؤقتة.

 

** ما أثر هذه الهدنة على الفلسطينيين في غزة؟

ستكون الهدنة فرصة لعودة الشعب الفلسطيني لالتقاط الأنفاس وإعادة نظم الحياة، وتفقد الغائبين، وإخراج جثث العالقين تحت الأنقاض، وإعادة ترتيب الأوضاع بعد 46 يومًا من القتل والمجازر.

هذا إضافة إلى أن التهدئة والسماح بدخول المزيد من المساعدات والوقود سيعزز صمود الشعب الفلسطيني وقدرته على البقاء، والتخفيف من معاناة الناس التي يواجهونها في ظل هذه الظروف الصعبة.

 

** ما آثار الهدنة المباشرة على الاحتلال الإسرائيلي؟

سيكون أثر الهدنة المؤقتة المباشر على الاحتلال داخلياً في زيادة الضغوط على نتنياهو وحكومته للتوقيع على صفقة أوسع لإطلاق الأسرى، وذلك بعد فشل خيار الإفراج عن الأسرى بالقوة، وبعد الرضوخ لصفقة مقلصة وضمن شروط المقاومة المعلنة من البداية.

كما أن الهدنة ستُصعّد الخلافات داخل حكومة نتنياهو، في ظل وجود وزراء يرفضون رضوخ نتنياهو وتراجعه عن لاءاته الخاصة بمنع إدخال الوقود ومنع إدخال المساعدات ورفض الهدنة وصفقة التبادل.

وسيكون هناك بوادر لتفكك حكومة الحرب الإسرائيلية، بالإضافة إلى تصاعد الجدل في ظل تقييم إسرائيلي داخلي للحرب على غزة وأثرها عسكرياً وأمنياً واقتصادياً ونفسياً، والإخفاق في تحقيق أي إنجازات.

وأحدثت الهدنة انقسامًا في حكومة نتنياهو، الذي وجد نفسه مضطرًا لها، بفعل قوة المقاومة على الأرض، ونتاج الضغط الداخلي من الشارع الإسرائيلي، والذي تسببت المقاومة بجزء كبير منه من خلال الفيديوهات المركزة حول الأسرى الصهاينة ومسؤولية جيش الاحتلال عن قتلهم وإبادتهم، بالإضافة إلى الضغط الغربي الذي بات مقتنعًا بأن حماس لا مصلحة لها في بقاء هؤلاء المدنيين في حوزتها وأنها مستعدة للإفراج عنهم.

كما عانى الجيش الإسرائيلي من خسائر كبيرة في العدد والعتاد، واضطر إلى الهدنة بعد الإخفاق في تحرير الرهائن وازدياد الغضب الدولي من ممارساته في قطاع غزة".

وتتحدث تقارير إسرائيلية عن غضب وسط الرأي العام الداخلي من الإخفاق الاستخباراتي والعسكري في تقدير قدرات حماس على القيام بهجمات 7 أكتوبر، فضلاً عن الفشل في تحرير أكثر من 240 رهينة من قبضة الحركة طوال 46 يومًا من الحرب المستمرة التي فاقمت أزمة الاقتصاد الإسرائيلي، وكلفت الداعمين الغربيين مليارات الدولارات.

 

** متى يدخل الاتفاق موضع التنفيذ؟

أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الأربعاء، أن غدًا الخميس، سيبدأ إطلاق الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين من غزة.

وقال كوهين، لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "غدًا (الخميس) يبدأ إطلاق الدفعة الأولى من الرهائن الإسرائيليين".

 

** هل تشمل الهدنة كل الساحات؟

لا، فالهدنة تقتصر على قطاع غزة ولا تشمل الضفة الغربية، ولا الحدود اللبنانية مع دولة الاحتلال الصهيوني.