بدا أن الأنظمة العربية باتت تأمن الغضب الشعبي العربي في حين حذر مراقبون من أن التأثر الشعب لن يصمت طويلًا على هذا التخاذل الرسمي من الأنظمة تجاه استباحة الدماء والأراضي في غزة الجريحة.


وأضاف المراقبون أنه  ينبغي على الشعوب ألا تقبل العجز الرسمي عن التدخل لنصرة القضية وإقرار حق الشعب الفلسطيني في دحر الاحتلال، وحق المقاومة في رد العدوان ومواجهته بكل الوسائل الممكنة؛ باعتباره حقًّا مشروعًا في الحرية والاستقلال والدفاع عن النفس.


ورصد د. رامي عبده، رئيس المركز الأورومتوسطي الحقوقي، أن الاحتلال لا يعرف شيئا عن القوانين الدولية والقوانين الانسانية الأربعاء، يسعى الاحتلال لتدمير أسس الحياة بما في ذلك المشافي، والمخابز وآخر ملامح ذلك استهداف مطحنة الدقيق الوحيدة في غزة، ويمتد هذا الإجرام الصهيوني أيضا لعمليات القتل الجماعي والتجويع الشديد وذلك لليوم الـ40 حيث لم يدخل قطرة ماء واحدة لقطاع غزة ولشعبها.


وأضاف أن هذا المشهد الاحتلالي لا يعطي اعتبارا للآليات الدولية أو لحقوق الانسان، مؤكدا أن اللافت في ظل هذا الإجرام غياب الضغط الرسمي والشعبي العربي الذي شجع الاحتلال وبعض الدول العربية التي اتخذت مواقف مناصرة للاحتلال وتوقف الضغط الشعبي حرمهم من إعطاء رد فعل.


وقال د.هاني الدالي الباحث في الشأن الفسلطيني إنه في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني كان للأمة العربية والإسلامية تأثير وأثر كبير.

وأضاف: "نلحظ دور الشعوب الغربية في تغيير مواقف بعض الدول وذلك ظهر في كندا وإسبانيا وذلك بتأثير النخب الموجودة في الشعوب ومنهم؛ العلماء والمفكرين والشباب".


وأشار إلى أن الكل بات يتغنى بالمقاومة وبطولاتها، ويمتثلون للنموذج بانتشار نمط ملابس أبو عبيدة ورجال المقاومة مطالبا بأن يترجم هذا الانفعال والحرقة إلى إجراء عملي.


وبحكم أن أغلب الشهداء في غزة باتوا من الأطفال والنساء وكبار السن، تساءل "الدالي" في حوار عبر قناة "السراج": هل يقبل شعبنا العربي والإسلامي أن يستقوي الصهاينة على الأطفال والنساء؟!


وتساءل مجددا: أين النخوة العربية والكرامة العربية في سبيل التحقق، موضحا أنه إذا شعرت الولايات المتحدة بتأثير شعبي للفعاليات المليونية المتكررة لأوقفت هذا العدوان.


وتابع: "كذلك لو شعرت الولايات المتحدة بتهديد مصالحها، من أثر المقاطعة أو المحاربة الإعلامية والمظاهرات أمام السفارات الأمريكية، إضافة للمظاهرات المؤلمة والفعل المؤثر لشعوبنا العربية والإسلامية لتغير الأمر كثيرا، كذلك لو شعر الحكام العرب بخطر على كراسيهم للضغط على الصهاينة لأوقفوا العدوان على غزة.


واستدعى د. وصفي أبو زيد كلمات للشيخ محمد الغزالي الذي قال لو أن الأمة العربية ذباب لأزاحت إسرائيل بطنينها، مضيفا أن الربيع العربي له سياق آخر حيث ظلت هذه الأمم عقودا من النضال إلى أن أفضى الحال إلى هذا الوضع.


وحذر من أن وضع الأنظمة المتخاذل ينذر بعودة الأمور مجددا خاصة في مصر التي بإمكانها فتح معبر رفح والسماح بالرفض الشعبي الذي يخيف الاحتلال موضحا أن الإمام البنا سير كتائب المجاهدين إلى فلسطين وهنا اختلط الدم المصري والسوري والعراقي بالدم الفلسطيني والأمة اذا فتحت لها الأبواب لفعلت الكثير.


وأوضح أن الأنظمة متسلطة على الشعوب وهي ذاتها الأنظمة التي تتنكب ما ينبغي أن تكون عليه من كرامة وشهامة ومروءة، فحتى معبر رفح الرئة الوحيدة لا يفتح إلا بأمر "إسرائيل".


ومستنكرا قال، أي حكام هؤلاء الذين يدعون الاستقلالية والحفاظ على الأمن القومي في حين يتآمرون لصالح العدو على إخوتنا والمقاومة؟!


وبشر أن هذا المشهد لن يدوم طويلا والشعوب تغلي وسيأتي وقت ستنفجر الشعوب سواء بضغط المعيشة أو لما يرونه من مشاهد من قتل الفلسطينيين على الأقل افتحوا المعبر ليدخل الغذاء والدواء.


وأضاف أن واجب الجيوش التدخل ومنع الاعتداء والإجرام السافر وهذا الجنون الصهيوني الذي تمارسه "إسرائيل" بحق الشعب الفلسطيني.