تراجعت شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بصورة كبيرة عقب بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، وازداد غضب الإسرائيليين بسبب ما حدث منذ ذلك اليوم وحتى الآن من خسائر في أرواح الجنود وقصف متواصل على المستوطنات وتدمير للدبابات والآليات، كما خسر نتنياهو دعم العديد من أنصار حزبه "الليكود"، وفق تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وقالت الصحيفة، إن "الغضب ازداد بين مناصري حزبه الليكود، بسبب عدم تحمله لمسؤولية تلك الهجمات".

ونقلت عن شخص داعم لحزب الليكود طوال حياته يدعى ياكوف ليفين، قوله: "سوّق نتانياهو نفسه كرجل يحافظ على الأمن، قبل أن يحدث ما جرى. يجب أن يرحل".

وواصل الرجل حديثه: "بيبي انتهي"، في استخدام لاسم الشهرة الذي يطلق على رئيس الوزراء الإسرائيلي.

واعتبرت الصحيفة أن "تلك الصورة التي واصل نتانياهو رسمها لنفسه، اهتزت بشدة في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر، وتركز الغضب الشعبي على رفضه الاعتذار بسبب فشل الحكومة في توقع أو منع هجوم حماس.

وشغل نتانياهو منصب رئيس الوزراء في إسرائيل 6 مرات، وطالما كان "السياسي الأبرز على مدار نحو 14 عامًا، وحقق ذلك بالترويج لنفسه كرجل الحفاظ على الأمن والاقتصاد في البلاد، عبر استمرار تطوير القدرات العسكرية لإسرائيل، والتوصل إلى اتفاقيات مع دول عربية وتعزيز النمو الاقتصادي، وتحقيق قفزة كبيرة في القطاع التقني"، بحسب الصحيفة.

 

تراجع كبير لشعبية نتنياهو

أظهر استطلاع حديث للرأي العام الإسرائيلي، الجمعة، إن 27% فقط من الإسرائيليين يعتقدون إن بنيامين نتنياهو هو الأنسب لمنصب رئيس الوزراء.

وبحسب نتائج استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أجري لصالح صحيفة "معاريف" العبرية، فإن 27% من الإسرائيليين يعتقدون أن بنيامين نتنياهو هو الأنسب لمنصب رئيس الحكومة.

بالمقابل، أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن 49 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أن زعيم حزب "الوحدة الوطنية" وعضو المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس هو الأنسب لهذا المنصب.

وبحسب النتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز دراسات "لازار" (خاص) على عينة عشوائية من 515 إسرائيليًا وكانت نسبة الخطأ فيه 4.3%، إلى أن "24 بالمئة لم يملكوا إجابة محددة".

كما أظهر الاستطلاع استمرار تقدم حزب "الوحدة الوطنية" برئاسة غانتس على حساب حرب "الليكود" برئاسة نتنياهو.

وذكر أنه لو جرت الانتخابات اليوم فسيحصل حزب "الوحدة الوطنية" على 39 من مقاعد الكنيست الـ 120، فيما يحصل "الليكود" على 18 مقعدًا.

وحاليًا، لدى حزب "الليكود" 32 مقعدًا بالكنيست، في حين أن لدى "الوحدة الوطنية" 12 مقعدًا.

وتفيد نتائج الاستطلاع نفسه بأنه لو جرت الانتخابات الإسرائيلية اليوم فإن الأحزاب المشكّلة للحكومة الحالية ستحصل على 42 مقعدًا نزولًا من 64.

أما الأحزاب المعارضة لنتنياهو فتحصل على 78 مقعدًا، وفق نتائج الاستطلاع، علمًا بأن لديها حاليا 56 مقدًا.

وتتشكل الحكومة الحالية من أحزب "الليكود" و"القوة اليهودية" و"الصهيونية الدينية" و"شاس" و"يهودوت هتوراه"، وجميعها أحزاب يمينية.

ورغم أن إسرائيل شهدت جولات عدة من الانتخابات المبكرة خلال السنوات الأخيرة نتيجة انقسامات داخلية حادّة، إلا أنه لا تلوح بالأفق إمكانية إجراء انتخابات جديدة في ظل الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.