أكد تقرير صحفي لموقع "بي بي سي" هو الثاني من نوعه عدم وجود مناطق آمنة في غوة فضلا عن أنه لا ممرات آمنة أيضا، حيث قال التقرير إنه  منذ أصدر جيش الاحتلال أول تعليمات للمدنيين لإخلاء شمال غزة، انتقل مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى جنوب القطاع، لكن الغارات الإسرائيلية توصلت على الجنوب، رغم زعم تل أبيب أنها "مناطق آمنة".

خدمة التحقق في هيئة الإذاعة البريطانية تواصلت مع 4 حالات محددة من الغارات في جنوب غزة، وقال جيش الإحتلال الصهيوني إن طائراته قصفت خلال الليل أكثر من 200 هدف في منطقة الرمال في الشمال وخان يونس في الجنوب.

وأظهرت لقطات فيديو نُشرت في أعقاب الهجوم على خان يونس (جنوب غزة) الأنقاض والمباني المنهارة في وسط المدينة، وأن bbc تحققت من موقع الهجوم باستخدام أدلة بصرية مثل مئذنة المسجد الكبير في خان يونس وذلك في 10 أكتوبر.

وفي 11 أكتوبر، أصابت غارة جوية ساحة النجمة وسط مدينة رفح (جنوب غزة) بالقرب من الحدود مع مصر، وتابع المحررون مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر الدمار الذي خلفته الغارة. وباستخدام الصور المتوفرة للساحة قبل الهجوم، تمكنت من التعرف على شكل المباني مثل ساحة النجمة.

ومجددا في خان يونس بتاريخ 19 أكتوبر، حيث استهدفت غارة شارع جمال عبد الناصر في رفح، وتأكدت "بي بي سي" عبر مشاهدة مقاطع فيديو للمباني المنهارة في أحد الشوارع الرئيسية بالمدينة، حيث أظهرت اللقطات عملية انتشال جثث القتلى والجرحى من تحت الأنقاض، ونقلها إلى مستشفى ناصر القريب.


الدليل الرابع كان من مخيمات وسط غزة بتاريخ 17 و18 و25 أكتوبر، وقالت bbc إنها تحققت من سلسلة غارات، حيث أظهرت مقاطع الفيديو تفاصيل بعد غارة على مخيم البريج في 17 أكتوبر، تمثبت في أنقاض واسعة النطاق وألسنة لهب، بالإضافة إلى انتشال جثث ملطخة بالدماء.

وتحققت الهيئة من اللقطات بمطابقة المباني الموجودة في اللقطات مع الصور التي التقطتها وكالات الأنباء في أعقاب الغارات.

وأضاف التقرير أنه في 18 أكتوبر؛ تعرض مخيم النصيرات، للقصف، وظهر لمحرري bbc سيارات إسعاف ومخلفات وأشخاص يحاولون إخماد النيران ومخبزا مدمرا.

وضمن الدليل الرابع، تعرض مخيم النصيرات لغارة أخرى في 25 أكتوبر، أظهرت لقطات مدير مكتب قناة "الجزيرة" في غزة وائل الدحدوح وهو يبكي في المستشفى، بينما يحمل جثة ابنته البالغة من العمر 7 سنوات وركوعه على جثة ابنه المراهق. وقد قُتلت زوجته أيضا.

وقال الدحدوج، في مقابلة مع "الجزيرة": "لا يوجد مكان آمن في غزة على الإطلاق"، مضيفا أن عائلته انتقلت من الشمال بعد تحذير إسرائيل للسكان بالتحرك إلى الجنوب، "حفاظا على سلامتهم".

وبالمقابل، تواصل محرري التقرير من جيش الاحتلال الصهيوني يسأله عن الأدلة الأربعة بمواقع وتواريخ محددة لكل الضربات التي ذكرها في تقريره.

ونقلت عن جيش الاحتلال قوله: "لا يستطيع تقديم أي معلومات إضافية بخصوص هذه المواقع". وأدعى أنه "دعا المدنيين في غزة إلى التحرك جنوبا حفاظا على سلامتهم، لكنه يواصل ضرب ما وصفها بـ"الأهداف الإرهابية في جميع أنحاء غزة".

ونقلت عنه أيضا، "نتخذ تدابير تشمل إصدار تحذيرات قبل الضربات عندما يكون ذلك ممكنا"، بحسب تقرير الموقع البريطاني.

 

الأمم المتحدة

وقبل 5 أيام وبعد استشهاد عائلة وائل الدحدوح التي انتقلت من شمال القطاع إلى وسطه بمخيم النصريات حيث (المناطق الآمنة) التي دعا جيش الاحتلال إلى الانتقال إليها واللجوء إليها قالت (الأمم المتحدة): "لا مكان آمن في غزة".

وسبق أن دعم الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين في تصريحات للجزيرة بعدة تصريحات منها: "حتى الآن لا توجد ممرات إنسانية ولا مناطق آمنة للمدنيين في غزة".

وفي 24 أكتوبر قالت منسقة الأمم المتحدة المعنية بالأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هيستينجز: "لا منطقة آمنة في قطاع غزة".وأنه "يجب أن يحصل المدنيون على الحماية واحتياجاتهم الضرورية".
وعن المساعدات المقدمة لغزة قالت "هيستينجز": "نرحب بإدخال المساعدات لغزة لكنها نقطة في بحر" وأن "المساعدات التي دخلت غزة مؤخرا لم تشمل الوقود .. من دون الوقود ستتوقف عملياتنا الإنسانية في غزة".

 


المصيدة السهلة

وقال تقرير صحفي لموقع "وفا" إن الاحتلال يتعمد استهداف المدنيين خلال نزوحهم من منازلهم بعد قصفها، كما قصف مدارس "الأونروا" والمستشفيات ومحيطها والمساجد، التي لجأ إليها المواطنون ظنًا منهم أنها آمنة.

وأن خير مثال المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) حيث تجمعت مئات العائلات النازحة من مدينة غزة متخذينه مكانا "آمنا"، إلا أن طائرات الاحتلال استهدفت المستشفى، مرتكبة مجزرة أسفرت عن استشهاد نحو 500 مواطن وإصابة مئات آخرين، وفقا لمصادر طبية.

وكانت عشرات العائلات الغزية قد تركت منازلها من الأحياء المحيطة بالمستشفى التاريخي، ولجأت له بعد تهديدات تلقوها على هواتفهم النقالة من جيش الاحتلال تطلب منهم مغادرة منازلهم والتوجه "لأماكن آمنة".

وبعد لجوئهم للمستشفى بسويعات، باغتت الصواريخ الإسرائيلية العائلات وحولتهم إلى أشلاء متناثرة لم تستطع الطواقم الطبية ولا الإنقاذ التعامل معها.

يشار إلى أن قوات الاحتلال نشرت تهديدات ورقية ألقتها من سماء غزة لما يزيد عن مليون نسمة (غزة وشمالها) وطلبت منهم الانتقال لجنوب المدينة ولملاجئ ولمناطق "آمنة"، علما أن لا ملاجئ في غزة ولم يعد هناك أماكن آمنة.

ومع بداية العدوان على غزة في السابع من أكتوبر، أخلى مواطنون بيوتهم ولجأوا لمناطق اعتقدوا أنها أقل خطرا، أبرزها حي الرمال وسط غزة الذي يعتبر مكانا آمنا وراقيا وكان من المستبعد استهدافه، لكن ما أن لجأ المواطنون هناك حتى دكت طائرات الاحتلال الحربية الحي ومسحت جزءا كبيرا منه عن وجه الأرض ولا يزال شهداء تحت الأنقاض.