نشرت 3 أسيرات إسرائيليات لدى المقاومة الفلسطينية،، اليوم الاثنين، فيديو يطالبن فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بالسعي للإفراج عنهن، واتهمنه بالفشل في تنفيذ صفقة الأسرى التي قدمتها حماس. فيما زعم رئيس وزراء الاحتلال ردا على الأسيرات بأنه يبذل كافة الجهود للإفراج عن كافة الأسرى.

وفي هذه الأثناء زعمت حكومة الاحتلال والشاباك في بيان مشترك تحرير إحدى المجندات الإسرئيليات خلال العملية البرية، فيما لم يصدر نفي أو تأكيد من جانب المقاومة حتى الآن.

وفي السياق دعت صحيفة إسرائيلية، للإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية بمقابل إطلاق الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة.

وكتبت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها، أمس الأحد: "يتعين على إسرائيل أن تفرج عن جميع سجنائها الأمنيين الفلسطينيين وأن تفرغ ثلاجات المشرحة المزدحمة، وكل ما يلزم لإعادة الرهائن إلى ديارهم على الفور. مرة واحدة. اليوم".

وأضافت: "هذا الواجب يقع على عاتق إسرائيل، على عاتق الحكومة الإسرائيلية، على رئيس وزرائها، على الكنيست، على عاتق الرئيس، على مسؤولي الأمن، على عاتق الحاخامية الكبرى: القيام بكل ما هو ممكن لإعادة الرهائن إلى وطنهم. بأي ثمن".

وتقول إسرائيل إن "حماس" أسرت ما يزيد عن 230 إسرائيليًا يوم 7 أكتوبر الجاري من غلاف قطاع غزة بينهم أيضًا جنود وعناصر شرطة.

وبدورها تقول مؤسسات الأسرى الفلسطينيين إن إسرائيل كانت تعتقل أكثر من 5500 قبل الحرب فيما تم منذ ذلك الحين اعتقال أكثر من 1590 آخرين.

 

ضغوط داخلية

وكانت صدرت دعوات من قبل ذوي الأسرى الإسرائيليين بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين من غزة.

ولم يغلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الباب كليًا أمام هذه الإمكانية فيما أيدها مسؤولون عسكريون سابقون بينهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابقين دان حالوتس وشاؤول موفاز في مقابلات صحفية خلال اليومين الماضيين.

وتضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين على الحكومات من خلال الاعتصامات شبه اليومية في تل أبيب واللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين.

ونظمت العائلات، الأحد اعتصاما قبالة منزل الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ بالقدس الغربية قبل اللقاء معه.

وتظاهر نحو 1000 مستوطن صهيوني، الليلة أمام مقر إقامة مجرم الحرب نتنياهو الخاص في قيساريا، معربين عن تضامنهم مع عائلات الأسرى في غزة، ومطالبين باستقالة نتنياهو فورًا من منصبه، وهتفوا: عار، عار، مذنب - نطالب بـ 1500 حكم مؤبد لنتنياهو (مؤبد مقابل كل قتيل في الغلاف) - وكرروا العبارات: "بيبي قاتل"، "بيبي خائن"، "بيبي إلى السجن"، وفقًا لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" (شاهد من هنا).

https://twitter.com/PalinfoAr/status/1718569396182855739

وقالت "هآرتس": "يجب على الحكومة أن تعلن أن عودة الرهائن هي أهم أهدافها. ولا تملك الدولة صلاحية التضحية بـ 229 شخصًا؛ ولن يمنحها أحد هذا التفويض".

وأضافت: "كما لا يجوز السماح، بشكل واعٍ، لأسباب تكتيكية، بإلحاق أضرار جانبية بهؤلاء الأشخاص في الحرب ضد حماس".

وتابعت: "ولا يملك أحد في إسرائيل الحق الأخلاقي في تجاهل حقيقة مفادها أن الرهائن لم يُقتلوا في هجوم حماس، بل إنهم على قيد الحياة؛ ولا يحق لأحد أن يمحو هذا الفارق الحاسم وكأنه ليس الفارق بين الحياة والموت".

 

حماس جاهزة

وأعلنت حركة "حماس" استعدادها لصفقة يتم بموجبها الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل الأسرى الإسرائيليين.

ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن مصادر رفيعة المستوى، أمس الأحد، أن اتصالات مصرية مكثفة تجري مع مختلف الدول والأطراف المعنية دوليًا وإقليميًا للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.

وكان رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، أعلن أن الحركة جاهزة لتنفيذ صفقة تبادل أسرى «الكل مقابل الكل»، مؤكدًا ضرورة أن تفرج سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح أسراها، إلا أن المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري، اعتبر هذا الإعلان «إرهاب نفسي».

وقال السنوار في أول تصريح له منذ بدء معركة «طوفان الأقصى»: جاهزون فورًا لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة. ودعا الهيئات والمؤسسات العاملة بمجال الأسرى لعد نفسها في حالة انعقاد دائم، وإعداد قوائم بأسماء الأسرى والأسيرات لدى الاحتلال دون استثناء تحضيرًا لمستجدات المرحلة القادمة.

وكان المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أبو عبيدة، كشف أن اتصالات جرت في ملف الأسرى، وهناك فرصة للوصول إلى صيغة اتفاق لكن إسرائيل تماطل.

وقال في كلمة مصورة إن العدد الكبير من أسرى العدو لدينا ثمنه تبييض كل السجون من الأسرى كافة. وأضاف: «إذا أراد العدو إنهاء ملف الأسرى مرة واحدة فنحن مستعدون، وإذا أراد مسارًا لتجزئة الملف فمستعدون أيضًا».

 

انهيار صفقة مفاوضات الأسرى

كشفت شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية أن خلافات بشأن إدخال شحنات الوقود إلى قطاع غزة أفشلت الانفراجة التي كانت متوقعة في «صفقة تبادل الأسرى» بين حماس وإسرائيل. وأفصح المسؤول الأمريكي السابق ومسؤول إسرائيلي ودبلوماسي مطلع على المحادثات أن المناقشات انهارت قبل أن تبدأ إسرائيل المرحلة الثانية من هجومها مساء الجمعة، وترسل قوات برية إلى غزة.

وأضاف الدبلوماسي -الذي رفض الكشف عن هويته- أن المحادثات كانت تسير بشكل جيد حتى يوم الخميس، وكان المفاوضون يأملون في التوصل إلى اتفاق خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلا أن الخلافات ظهرت في وقت مبكر من يوم الجمعة، مما أدى إلى تعثر المحادثات.

وفيما أعلنت مصادر إسرائيلية عسكرية أن حركة حماس اختطفت 239 شخصًا من مستوطنات غلاف غزة، فإن حركة حماس التي تحتجز العدد الأكبر من المختطفين تقول إنه لا يمكن تحديد العدد بدقة نظرًا للوضع الأمني في القطاع الذي تواصل إسرائيل قصفه بلا هوادة لليوم الـ24.

وتعهد الجانبان الأمريكي والمصري، أمس الأحد، بالعمل على تسريع تدفق المساعدات إلا أن ملف الوقود لا يزال عالقًا.

ويعتقد أن من بين الأسرى والمحتجزين أشخاص يحملون جوازات سفر من 25 دولة أجنبية، من بينهم ما يقدر بنحو 54 تايلنديًا، و15 أرجنتينيًا، و12 أمريكيًا، و12 ألمانيًا، و6 فرنسيين، و6 روس.

وأسفرت محادثات سابقة عن إطلاق سراح 4 رهائن، بينهم أمريكيان وامرأتان مسنتان، في يومين منفصلين.

من جهته، أفاد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيسون سترازيوسو بأن هناك حاجة إلى مستويات هائلة من الثقة من أجل إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى.

وأضاف: مع وجود مجموعة كبيرة، تصبح الخدمات اللوجستية أكثر صعوبة بكثير. هناك حد لعدد الأشخاص الذين يمكننا وضعهم في سيارات تابعة للصليب الأحمر، وهناك حد لعدد المركبات التي لدينا في غزة.

ومنذ انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الجاري، ولليوم الـ24 على التوالي، يشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على غزة، وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد الشهداء جراء محرقة الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة إلى 8306 شهداء بينهم 3457 طفلًا و2136 سيدة، إضافة إلى 21.048 مصابًا، فضلا عن تشريد 1.4 مليون فلسطيني، وهدم أكثر من 200 ألف وحدة سكنية كليًا أو جزئيًا.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي، مساء اليوم الاثنين: قوات الاحتلال نفذت 908 مجزرة في قطاع، راح ضحيتها الآلاف، ولا يزال عدد كبير من الشهداء زال تحت الأنقاض حتى اللحظة غزة.

وأكد أن الاحتلال أخرج 25 مستشفى عن الخدمة في القطاع واستهدف 25 سيارة إسعاف.

بينما قتلت حركة حماس أكثر من 2000 إسرائيلي (جنود ومستوطنين) ما بين قتيل وأسير ومفقود، وأكثر من 5600 جريح، منهم 1200 جندي معاق، وعشرات الحالات الميؤوس منها، ومئات الحالات الخطرة، وفقًا لـ"المركز الفلسطيني للإعلام".

كما تمكنت كتائب القسام من أسر ما لا يقل عن 250 إسرائيليًا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

ودمرت كتائب القسام فرقة غزة في جيش الاحتلال بالكامل، ونزح مئات الآلاف من المستوطنين من غلاف غزة ومن داخل كيان الاحتلال وشماله، وهرب الآلاف عبر المطارات، فضلًا عن تعطيل الاقتصاد الإسرائيلي.