تعتبر قصة الطفلة "مكة" إحدى المعجزات التي شهدتها غزة خلال الحرب التي يشنها ضدها جيش الاحتلال الصهيوني قبل 19 يوما.

حيث خرجت الوليدة إلى الحياة في بداية الشهر التاسع رغم استشهاد أمها دارين أبو شمالة التي وصلت إلى مجمع ناصر الطبي في غزة يوم 21 أكتوبر عقب إصابتها القاتلة في القصف الذي تعرضت له في مكان إقامتها حيث نزحت مع أسرتها من شمال غزة إلى خان يونس، ظناً أنهم سيكونون أكثر أمناً.

 

واعتبر الفلسطينيون أن ميلاد "مكة" في يوم استشهاد أمها رسالة بأن الحياة في غزة سوف تستمر بالأجيال المقبلة التي ولدت في خضم الأحداث رغم رحيل أهلهم، وأن القضية تولد كل يوم رغم الإصرار الصهيوني على قتل الكبار.

 

وقال الأطباء: وصلت الأم إلى المستشفى جريحة تقاتل من أجل حياتها ومن أجل الطفل. وكانت دارين أبو شمالة في بداية شهرها التاسع من الحمل.

وأضافوا، عند إعلان وفاة الأم في المستشفى أدركنا أن الجنين لا يزال على قيد الحياة، فأنقذناها بصعوبة رغم شح الإمكانيات.

 

وقال والد الطفلة، أيمن أبو شمالة، إن الغارة الإسرائيلية على المبنى الذي نزحوا إليه في رفح في جنوب القطاع، والمكوّن من عدة طوابق قتلت زوجته وولدَيهما وعددا من أفراد الأسرة.

 

وتمكّن الأطباء من إجراء عملية قيصرية عاجلة لدارين بعد وفاتها. ونقلت المولودة الجديدة إلى قسم الأطفال في مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي في رفح وسماها والدها مكة الاسم الذي اتفق عليه مع زوجته عندما عرفوا بالحمل.