أشارت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" إلى أنه في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، أصبحت العلاقة بين قطر وحماس تخضع لتدقيق مكثف بين المراقبين الأمريكيين. وقد جادل البعض بأن الولايات المتحدة يجب أن تعاقب قطر أو على الأقل تمارس ضغوطًا شديدة عليها - إلى جانب تركيا - نتيجة لعلاقاتها مع حماس وجماعة الإخوان المسلمين. لكن هز أسس العلاقة الأمنية بين الولايات المتحدة وقطر، التي خدمت الولايات المتحدة بشكل جيد منذ عام 1996، سيكون أمراً غير حكيم على الإطلاق.

وفي تحليل كتبه "جريج بريدي" ذكرت المجلة عدة أسباب، "أولاً، من المهم وضع علاقة قطر مع حماس في سياقها الأمريكي والإسرائيلي؛ حيث إن حماس في قلب سياسة رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" الرامية إلى تجنب أي نقاش جدي حول الدولة الفلسطينية". 

وقد أفادت الصحافة الإسرائيلية على نطاق واسع أن "نتنياهو" أدلى بتصريحات في اجتماع عام 2019 مع قادة الليكود، يقترح فيها على الإسرائيليين الذين يعارضون قيام دولة فلسطينية دعم تحويل الأموال (ومعظمها قطري) إلى غزة بسبب الحفاظ على الفصل بين غزة ومناطق الحكم الذاتي. 

ثانيًا، لدى قطر جارتان أكبر حجمًا، السعودية والإمارات، اللتين فكرتا جديًا في القيام بتحرك عدواني عسكري ضد قطر في عام 2017 في بداية حصارهما. وقد أدت القاعدة الأمريكية الكبيرة بالقرب من الدوحة إلى تقييد هذا التحرك، حتى عندما بدا "ترامب" لفترة وجيزة وكأنه يدعم الجانب السعودي الإماراتي. 

وفي حين قامت هذه الدول بتطبيع العلاقات وإعادة فتح سفاراتها في وقت لاحق، إلا أن نفس الحكام لا يزالون في السلطة، ويظل ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" شخصية متقلبة. وحتى بعد الحشد العسكري القطري في السنوات اللاحقة، لا تزال قطر متفوقة بشكل كبير على جيرانها. وبالتالي، سيكون من غير المنطقي إلى حد كبير أن تستخدم الدوحة حقوق قاعدة العديد كوسيلة ضغط ضد واشنطن، ومن شأن ذلك أن يهز العلاقة بين قطر والولايات المتحدة. 

وقالت المجلة إن "هناك أيضًا العديد من العوائق المعروفة التي تحول دون نقل الأصول الجوية الأمريكية إلى السعودية أو الإمارات بينما قد أوقفت وزارة الخارجية بالفعل بيع الطائرات المقاتلة من طراز F-35 إلى الإمارات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المخاوف بشأن النفوذ والوجود الصيني المحتمل". 

وتعتقد "ذا ناشيونال إنترست" أنه ليس من المؤكد أن تقوم السعودية بتمويل قاعدة أمريكية بالكامل كما فعلت قط ر. وكما أظهرت المفاوضات الأخيرة التي أجرتها إدارة "بايدن" مع "محمد بن سلمان" بشأن التطبيع المحتمل مع إسرائيل، فإن "محمد بن سلمان" يوجه "طلبات" إلى الولايات المتحدة، وليس العكس.

أخيرًا، تجدر الإشارة إلى أن قطر سمحت باستخدام قاعدة العديد في مهام هجومية في العراق، حتى بعد أن أعلن المسؤولون القطريون معارضتهم لغزو عام 2003. وقد قصرت الإمارات استخدام قاعدة الظفرة أثناء غزو عام 2003 على عمليات التزود بالوقود والاستطلاع غير الفتاكة. 

وختمت المجلة: "تجري قطر حاليًا مفاوضات دقيقة نيابة عن الولايات المتحدة وإسرائيل مع حماس سعيًا للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والأمريكيين وغيرهم من الرهائن. ومن المفترض أيضًا أن تواصل قطر العمل كوسيط بين الولايات المتحدة وإيران لتجنب التصعيد إلى حرب إقليمية أوسع والحفاظ على بعض الصبر الذي أظهرته مؤخرًا في برنامجها النووي". 

وتابعت: "سيكون هناك وقت لواشنطن والدوحة لمناقشة علاقات قطر مع حماس والإخوان المسلمين. ومع ذلك، لا يوجد سبب لزعزعة أسس العلاقة الأمنية الثنائية في الوقت الحالي. وفي حين أنه لا يوجد احتمال للتطبيع على المدى القريب مع إسرائيل، إلا أنهما سيستمران في إجراء اتصالات بشأن هذه القضية وأي إطار جديد للحكم في غزة. وقد يكون ذلك أكثر إنتاجية في ظل حكومة إسرائيلية جديدة، فقد أظهرت أحداث الأسبوعين الماضيين إفلاس نهج "نتنياهو" تجاه القضية الفلسطينية".

 

https://nationalinterest.org/feature/why-qatar-remains-important-american-partner-206984