أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن ارتفاع عدد قتلى السيول والإعصارفي درنة إلى 11.300 والمفقودين إلى 10.100، كما أن عدد النازحين ارتفع إلى نحو 40 ألفا شخص.
وأشار المكتب إلى أن هذه الأرقام من المتوقع أن ترتفع مع تواصل عمليات البحث عن ناجين. كما حذرت المنظمة الأممية من مخاطر الألغام الأرضية التي جرفتها مياه الفيضانات من مكان إلى آخر وتهدد المدنيين الذين يتنقلون سيرا على الأقدام.
وتابع أنه بعد مرور نحو أسبوع على الإعصار "دانيال" الذي ضرب شمال شرق ليبيا "لا يزال الوضع الإنساني قاتما وخاصة في درنة".
وأشار ال إلى أن المدينة تعاني من مشكلة حادة فيما يتعلق بمياه الشفة، وقد أصيب 55 طفلا على الأقل بالتسمم لشربهم مياها ملوثة.
وفي المناطق المحيطة التي شهدت سنوات من النزاعات المسلحة، حذرت الأمم المتحدة من مخاطر الألغام الأرضية التي جرفتها مياه الفيضانات من مكان إلى آخر وتهدد المدنيين الذين يتنقلون سيرا على الأقدام.
في الأثناء، أعلن مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض التابع لحكومة الوحدة حيدر السايح حالة الطوارئ لمدة عام في كامل المناطق الشرقية، في حين تتواتر التحذيرات من انتشار الأوبئة والأمراض في المدن الأكثر تضررا بالسيول، خاصة مدينة درنة.
ويأتي هذا الإعلان في وقت نفت فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا أمس السبت أن تكون أمرت بأي إخلاء في درنة.
وقال رئيس فريق الطوارئ بحكومة الوحدة الوطنية بدر الدين التومي إن عدد حالات التسمم بمياه الشرب الملوثة ارتفع إلى 150.
على المستوى الصحي؛ قال مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ريتشارد برينان إن هناك خطرا حقيقيا لتفشي الأوبئة والأمراض في درنة، وإن هناك حاجة إلى فرق متخصصة للمساهمة في جهود الإغاثة فيها.
بدوره، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي إنه عاين الدمار والخراب اللذين ألمّا بالمدينة وغادرها والألم يعتصر قلبه. ووصف الكارثة بأنها أكبر من قدرات ليبيا وتتجاوز شؤون السياسة ومسائل الحدود.
وأكدت جورجيت غانيون نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا أن المنظمة الدولية تعمل مع الشركاء والسلطات المحلية لمواصلة تقديم وتنسيق المساعدة الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل للمحتاجين.
وكان وزير الصحة في الحكومة التابعة لمجلس النواب الليبي عثمان عبد الجليل حذّر سكان مدينة درنة من استعمال المياه الجوفية لاحتمال اختلاطها بالجثامين ومياه الصرف الصحي.
وقال عبد الجليل -في مؤتمر صحفي في مدينة درنة- إنه سيتم عزل المناطق التي ما زالت فيها جثث للحد من الإصابات.
بدورها حذرت الأمم المتحدة من مغبة اعتماد سكان مدينة درنة في ليبيا على مصادر المياه الطبيعية في المدينة، مؤكدة أن التلوث قد وصل إلى هذه المصادر.
وفي 10 سبتمبر الجاري، اجتاح هذا الإعصار عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، وخلفت دمارا كبيرا، وآلاف القتلى والمصابين والمفقودين، في غياب رصد رسمي دقيق للأعداد.