وافقت مجموعة "بريكس"، الخميس، على دعوة 6 دول لعضويتها في خطوة توسع من شأنها أن تدفع التكتل إلى مرحلة جديدة من الحصة الاقتصادية العالمية.

والدول الست الي دعيت لعضوية بريكس، إلى جانب الأعضاء الخمسة المؤسسين الحاليين، هي: مصر، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، إيران، الأرجنتين، وإثيوبيا.

ويعتبر إدراج المملكة العربية السعودية -أكبر مصدر للنفط في العالم- إلى جانب روسيا وإيران والإمارات العربية المتحدة والبرازيل، جمعًا للعديد من أكبر منتجي الطاقة مع أكبر المستهلكين في العالم النامي.

ووفقًا لـ"الأناضول"، فإن هذا المزيج، يمنح المجموعة نفوذًا اقتصاديًا هائلًا؛ وبما أن معظم تجارة الطاقة في العالم تتم بالدولار، فإن التوسع يمكن أن يعزز أيضا قدرتها على دفع المزيد من التجارة إلى عملات بديلة.

 

تكتل نفطي

بحسب بيانات منظمة "أوبك"، تنتج السعودية في اليوم 10 ملايين برميل نفط يوميًا في الظروف الطبيعية، بينما تنتج الإمارات متوسط 3.5 ملايين برميل، وإيران 3.8 ملايين برميل، وروسيا 10 ملايين برميل يوميًا، والبرازيل نحو 2.8 مليون برميل يوميًا، والصين تنتج متوسط 4 ملايين برميل يوميًا.

بمعنى آخر، بإمكان دول المجموعة إنتاج قرابة 35 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، أي نحو 34% من حجم الطلب العالمي على النفط الخام يوميًا.

كما تعتبر السعودية أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، بمتوسط يومي يتجاوز 7.4 ملايين برميل، وثاني أكبر مصدر، وهي روسيا بمتوسط يومي 6 ملايين برميل يوميًا.

وفي ذات التكتل أيضًا، يتربع أكبر مستورد للخام عالميًا، وهي الصين، بمتوسط يومي 10 ملايين برميل، وثالث أكبر مستورد وهي الهند بمتوسط يومي 4.2 ملايين برميل.

 

السعودية والإمارات

وإلى جانب كونها بلدا نفطيًا، فالسعودية عضو في مجموعة العشرين، وهي كذلك عرّاب تحالف "أوبك+"؛ والأهم أنها تقع في نقطة جغرافية حيوية على طريق الحرير، إلى جانب الإمارات.

وتملك الرياض وأبوظبي، مجموعة من أحدث المناطق اللوجستية والمناطق الحرة على مستوى آسيا، وإحدى أكثر المناطق الحرة استيعابا للحاويات، ممثلة بميناء جبل علي في الإمارات.

ويبلغ الناتج المحلي للسعودية في 2022 بالأسعار الجاري، نحو تريليون دولار أمريكي في أعلى مستوى سجلته المملكة على الإطلاق، بينما بلغ في الإمارات 506 مليارات دولار.

 

مصر وإثيوبيا

وتقع مصر كذلك على إحدى أهم طرق الملاحة العالمية، ممثلة بقناة السويس، التي يمر منها أكثر من 10% من التجارة العالمية، ونحو 17 مليون برميل نفط ومشتقات يوميًا.

مصر تحصي أكثر من 104 ملايين نسمة، وهي سوق رئيسة للسلع الزراعية الأساسية، وقد تكون مستفيدة على نطاق واسع من الانضمام للتكتل، والسبب أزماتها الاقتصادية.

شح الدولار الأمريكي أحد أكبر أزمات مصر الحالية، إذ تبلغ قيمة فاتورة واردتها السنوية نحو 95 مليار دولار، بينما يعد أحد أهم أهداف "بريكس"، توسيع التجارة البينية بالعملات المحلية بعيدًا عن الدولار.

أصبح الدولار هاجس مصر خلال العامين الجاري والماضي، ودفعها ذلك للتوقيع على برنامج اقتصادي مع صندوق النقد الدولي، العام الماضي، بقيمة 3 مليارات دولار.

إلا أن لمصر وزن على مستوى إفريقيا والدول العربية، خاصة في القضايا الجيوسياسية، وهي نقطة الضعف الأبرز لمجموعة بريكس المتباينة في قراراتها تجاه القضايا العالمية والمحورية.

قد يكون انضمام مصر وإثيوبيا في نفس التكتل، فرصة لحل أبرز أزماتها ممثلة بسد النهضة، والمخاوف المصرية مع تعميق أزمة شح المياه في نهر النيل.

إثيوبيا بدورها، عانت خلال السنوات الخمس الماضية من تباطؤ الاقتصاد، وانخفاض قيمة العملة، وتجاوز التضخم السنوي 33%، وانخفاض نسبة النمو من 9.5% قبل 2018، إلى متوسط 2%.

إلا أن البلاد قد تكون ورقة رابحة للتكتل، الباحث عن تعزيز نفوذه في القارة السمراء، من خلال استثمارات في قطاعات البنى التحتية والطاقة والتعدين، والتكنولوجيا والنقل.

وسيزيد هذا النفوذ من الصراع على إفريقيا، خاصة بين المجموعة التي تقول إنها صوت الاقتصادات النامية "بريكس"، وبين الغرب بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا.

 

إيران والأرجنتين

أما إيران المنبوذة من الغرب، والتي تشير بياناتها النفطية لتجاوز العقوبات الأمريكية على صناعة الخام وتجارته، فإنها تمثل في الوضع الطبيعي، ثالث أكبر منتج للخام في أوبك، بمتوسط يومي 3.8 ملايين برميل في الظروف الطبيعية.

كما تقوم إيران حاليًا، بتطوير حقل الشمال "حقل بارس"، بالشراكة مع قطر، والذي يعتبر أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، بحسب بيانات رسمية مشتركة.

إيران، هي حليف تقليدي خلال العقدين الماضيين لكل من روسيا والصين، إذ أصبحت الأخيرة مقرًا لمخزونات طهران من النفط الخام، وسوقًا له خلال سنوات العقوبات الأمريكية.

بينما الأرجنتين، والتي تعاني من أزمات اقتصادية حادة، إلا أنها ورقة قوية إضافية إلى جانب البرازيل في مجموعة بريكس، ومن خلالها يكون التكتل قد حقق ورقة قوة إضافية في أمريكا الجنوبية.