بعد ساعات قليلة من اغتيال قوات الاحتلال الصهيوني 3 فلسطينيين داخل سيارة قرب دوار عرابة جنوبي جنين، اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم حي المراح والضاحية الشرقية من مدينة جنين بالضفة الغربية وتصدى لها مقاومون فلسطينيون.

ووفقا لشهود عيان تبادل قوات الاحتلال ورجال المقاومة إطلاق النار في بعض الأنحاء، فيما دهمت قوات الاحتلال عددا من المنازل بذريعة ملاحقة مطلوبين لها، حسب تعبيرها، واعتقلت شخصين قبل أن تنسحب من المدينة.

وتسللت وحدات خاصة إلى حي المراح متخفية داخل مركبات فلسطينية مدنية، وحاصرت عدة منازل، وتبعتها نحو 30 آلية عسكرية مصفحة لمساندتها في عملية دهم المنازل، وقد احتل الجنود والقناصة بنايات عديدة.

وأعلن اليوم عن استشهاد الفتى رمزي حامد  (17 عامًا)، فجر الاثنين، متأثرًا بجروحه الخطيرة التي أصيب بها منذ أيام في بلدة سلواد بمحافظة رام الله والبيرة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن حامد كان قد أصيب برصاص أحد المستوطنين الذين هاجموا أطراف البلدة منذ عدة أيام.

وباستشهاد هذا الفتى يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين بالأراضي الفلسطينية منذ بداية 2023 إلى 218 شهيدا بينهم نحو 40 طفلا.


عملية غادرة 

وأمس الأحد، أطلقت مصادر فلسطينية أن قوة خاصة إسرائيلية أطلقت النار تجاه السيارة، وسُمع تبادل إطلاق نار في المكان، مما دفع قوات الاحتلال لإرسال تعزيزات أمنية.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) أن "قوة من وحدة اليمام الخاصة التابعة لشرطة حرس الحدود تمكنت من اغتيال خلية مسلحة قرب جنين".

وقال بيان مشترك لجيش الاحتلال وقوات حرس الحدود والشاباك إن إطلاق النار استهدف مركبة كان يستقلها الشبان الثلاثة الذين كانوا في طريقهم لتنفيذ عملية ضد إسرائيليين، وفقا للبيان.

وأضاف أن المستهدف هو نايف أبو صويص مع شخصين آخرين، وأنه "متورط في أنشطة عسكرية بتوجيهات من جهات في قطاع غزة".

وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقوات التي نفذت عملية جنين، قائلا إن إسرائيل ستواصل العمل في كل مكان وزمان لملاحقة من يسعى لقتل إسرائيليين.

 

خطة وطنية لمواجهة الاحتلال

وسادت حالة من الغضب في المدينة إثر اغتيال الفلسطينيين الثلاثة، ولا سيما بعدما احتجز الاحتلال جثاميهم.

ونعت كتيبة جنين بسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الشهداء الثلاثة، وأكدت في بيان أن عملية الاغتيال "لن تنال من عزيمة المجاهدين الذين سيثأرون لدماء الشهداء ويواصلون مقاومة العدو".

من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن "هذا التصعيد من العدو الصهيوني يؤكد ضرورة العمل الجاد لصياغة خطة وطنية عملية لمواجهة الاحتلال".

بدورها، نعت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح الشبان الثلاثة، وأكدت في بيان لها أن عملية الاغتيال لن تمر دون رد.