انتقدت منظمات حقوقية ومراصد إنسانية اعتقال السلطات الإماراتية مؤخرا حماد الرند منشئ محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي انتقد فورة الإنفاق على السيارات الفارهة، بعد أن قررت إبعاد مروة راتب إحدى المؤثرات على منصة "سناب شات" ومعاقبتها بالسجن 5 سنوات وغرامة مالية ضخمة، والحكم بالسجن على مقيمة أخرى بالسجن ستة أشهر وغرامة خمسين ألف درهم (13600 دولار) وإبعاد لأنها سألت المؤثر الإماراتي ياسر البحري في معرض الكتاب كيف يقدم نفسه كقدوة وقد صدر بحقه حكم نهائي بالسجن ونفذه في الولايات المتحدة الأمريكية بعد ثبوت اعتدائه جنسيًا على عدد من الفتيات العاملات معه.

وأعرب الناشطون عن التضامن مع "حماد" و"مروة" ومع المعتقلة الأخرى، وطالبوا المنظمات بالتضامن معهن، وبالذات المنظمات النسوية، باعتبار العقوبات ظالمة من قضاء قمعي ذكوري لا يتمتع بالشفافية والاستقلال عن السلطة التنفيذية. 

ونشر "الرند" خبير السيارات عبر الإنترنت في دبي فيديو تيك توك ساخرا يصور فيه إماراتيا متهورا في فورة إنفاق داخل صالة عرض سيارات فاخرة.

وسخر منشئ المحتوى من إلقاء أكوام من الأموال على الموظفين الحائرين ويعرض شراء أغلى سيارة - سيارة فيراري SF90 بقيمة 600 ألف دولار- وأنماط الحياة الفخمة في المدينة، والمعروفة بناطحات السحاب اللامعة ومناطق الجذب السياحي.

حمدان الرند، مقيم في الإمارات من الجنسية الآسيوية ويرتدي اللباس الإماراتي (الكندورة) ويتباهى بأكثر من 2.5 مليون متابع على موقع مشاركة الفيديو "تيك توك" اجتذب أحدث فيديو له ملايين المشاهدات وتمت مشاركته على نطاق واسع قبل حذفه إثر اعتقاله.

ويتحدث باللغة الإنجليزية بلهجة عربية ثقيلة، ويصرخ بجمل متقطعة على موظفي الوكالة بينما يتجول مساعدوه مع نقالة مليئة بأكوام من النقود.

النيابة العامة الاتحادية لمكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية قالت إنه متهم "بإساءة استخدام الإنترنت" من خلال نشر "دعاية تثير الرأي العام وتضر بالمصلحة العامة" وتقول إن الفيديو "يعزز صورة ذهنية خاطئة ومسيئة للمواطنين الإماراتيين ويسخر منهم"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء (وام) الرسمية.

إلا أن تقرير (وام) كان فيديو لم يحدد المؤثر أو يحدد جنسيته ومن غير الواضح متى تم القبض عليه أو العقوبات التي يمكن أن يواجهها ومن غير المعروف ما إذا كان قد وظف محاميا.

 

مروة راتب

السورية مروة راتب قالت رأيها في "الرجل"، بشكل عام ورأت أنه لا أمان له، ودعت النساء للاعتماد على أنفسهن، وشبهت الرجل بالعمالة المنزلية، قد يتركك في أي لحظة.

غرامة مروة راتب بسبب المقطع وصلت لخمسمائة الف درهم (136 ألف دولار) وإغلاق حساباتها في مواقع التواصل نهائيًا، وابعاد من البلاد بعد تنفيذ العقوبة كونها غير اماراتية، ما يعني حكم إعدام تقريبًا، بحسب شقيقتها.

وفند متابعون تسجيها ورأوا أنها أيضا لم تسئ للعمالة المنزلية "الخدم" كما يسمون في دول الخليج، وذلك غير صحيح، هي لم تسيء لهم بل قارنت بينهم وبين الرجال من زاوية أنهم قد يتركون المنزل ويغادرون، ولا يوجد إساءة في كلامها.

ومن الطرائف أن النيابة قضت بمصادرة الهاتف النقال المضبوط المستخدم في ارتكاب الجريمة، ومحو المقطع المرئي محل الجريمة منه ومن الحساب الذي ارتكبت فيه، وغلق هذا الحساب إغلاقا كليا!
وبموجب الحكم، ستحرم مروة من استخدام أي شبكة معلوماتية، أو نظام معلومات إلكتروني، ومن أي وسيلة تقنية معلومات أخرى نهائياً.
ورغم أن المحكمة الإماراتية لم تذكر اسم مروة راتب صراحة ورمزت له بالحروف الأولى من اسمها، أكد العديد من النشطاء الإماراتيين أنها هي المشهورة التي صدر الحكم ضدها.
PIC.TWITTER.COM/3RHNNVDOGO
يقيد قانون الجرائم الإلكترونية الذي تم سنه بشكل غامض في يناير 2022 بشدة التعبير والتجمع، مما يجرم تقريبا أي شكل من أشكال المعارضة السياسية وأي شيء يمكن أن يضر بسمعة دولة الإمارات أو قادتها وقد دعت خمس عشرة جماعة لحقوق الإنسان إلى إلغاء القانون أو تعديله.

والمادة السابعة من المرسوم بقانون في شأن مكافحة التمييز والكراهية، تنص على أنه يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات وبالغرامة التي لا تقل عن خمسمائة ألف درهم ولا تزيد على مليون درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب فعلا من شأنه إثارة خطاب الكراهية بإحدى طرق التعبير أو باستخدام أي وسيلة من الوسائل.

 

أحكام بالسجن

خلال الشهر الماضي، حكم على أحدى سكان الإمارات بالسجن لمدة خمس سنوات وغرامة قدرها 136 الف دولار لانتهاكها قوانين خطاب الكراهية من خلال نشر شريط فيديو ضد الرجال والعمال المنزليين وأفادت وام أن المدعين العامين أمروا باعتقالها "في سياق الضجة الناتجة عن نشر الفيديو المخالف".

نشر الرند، الذي يدير وكيل سيارات خاص به في الإمارات، مقاطع فيديو ساخرة من قبل بما في ذلك مقطع انتشر على نطاق واسع يصور فيه إماراتيا ثريا يشتري سيارات لكل من زوجاته الأربع إلى جانب دروس فيديو بشأن كيفية إصلاح المركبات.

ويتمتع المواطنون الإماراتيون، الذين يفوق عددهم عدد المغتربين، بمزايا اجتماعية فخمة ممولة من احتياطات النفط الكبيرة في البلاد.

نشر بعض الإماراتيين مقاطع فيديو في السنوات الأخيرة تظهرهم وهم يقومون بعمليات شراء مرتجلة للسيارات والساعات الراقية، وركوب الأصيلة عبر الصحراء، وقيادة السيارات المكشوفة مع الفهود والأسود في مقاعد الركاب، لكن السلطات أكثر حساسية لمثل هذه الصور من قبل الأجانب. 

وقد أعلنت وزارة الداخلية قبل أسبوع عن إجراء تحقيق في مقطع فيديو آخر يظهر فيه رجلان في سيارة رياضية راقية تقطعت بهم السبل على طريق صحراوي ويظهر الفيديو ضابطة شرطة إماراتية تصل إلى مكان الحادث وتساعدهم عن طريق وضع مضخة وقود في الأرض وإعادة ملء خزانهم وهي تقول: "في بلدنا، لا توجد مشكلة في الوقود".