توحدت الفصائل المقاومة الفلسطينية (كتائب القسام) و(سرايا القدس-كنيبة جنين) و(شهداء الأقصى) في الدفاع عن جنين ضد التوغل الصهيوني الذي لم يتمكن من التقدم سوى إلى نحو 30% من المدينة، مستخدمة الكمائن والعبوات الناسفة التي أوقفت تقدم جنود الاحتلال (ألف جندي صهيوني) بآلياته ومدرعاته وجرافاته (1200 معدة عسكرية) على الشوارع الطرفية لمخيم جنين بعدما صار تخطيهم لداخل المخيم معضلة أسماها المراقبون حاجز (حارة الدمج) وهي الحارة التي يخشى الصهيوني بتقديراته الأمنية من أن يكون كمينا محكما بالعبوات والكمائن (أنفاق كما في غزة) تمنعه الوصول لمقاومي جنين فآثر مع بداية اليوم الثالث إعلان الانسحاب من أغلب النقاط.

وأعلنت كتيبة جنين في سرايا القدس، أن مقاتليها أوقعوا قوة لجيش الاحتلال بين قتيل وجريح، خلال محاولتها التقدم في حارة الدمج. وكشفت كتائب شهداء الأقصى، عن تفجير عبوات ناسفة بآليات لجيش الاحتلال خلال الاشتباكات، في جنين ومخيمها.

وأكدت كتيبة جنين أن مقاتليها استهدفوا قوة من جيش الاحتلال بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة، خلال محاولتهم التقدم عبر حارة الدمج على أطراف المخيم.

وكشفت "الكتيبة"، في بيان عسكري، عن إدخال عبوات "طارق 1″، نسبة للشهيد طارق الدمج، في الخدمة، إذ استهدفت آليات الاحتلال على أكثر من محور من خلالها.

وفي وقت سابق، أعلنت عن تفجير عبوات ناسفة بقوات الاحتلال، في أكثر من منطقة، من جنين ومحيط المخيم.

 

العبوات الناسفة

وكما كان أبو أحمد جرار ابن المخيم سر تصنيع صاروخ قسام 2 قبل نحو 20 عاما ومصنع لتصنيع عبوات شواظ وشقيقاتها، استعادت المقاومة الفلسطينية دربه فتصدت كتيبة جنين لعملية توغل جديدة في المخيم، مستخدمة العبوات الناسفة والرصاص الحي.

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن كمائن مقاتليها “اصطادت جنود الاحتلال وآلياته بشكل دقيق ومباشر في مخيم جنين مساء الاثنين وصباح الثلاثاء 4 يوليو، وأضافت الكتائب أن عناصر "ما زالوا يخوضون المواجهة الشاملة مع جيش الاحتلال المتوغل في المخيم".

كتائب القسام قالت في "بيان" : "مجاهدونا من كل فصائل المقاومة الفلسطينية يواجهون جيش الاحتلال في أزقة مخيم جنين، محدثين فيهم الإصابات المباشرة. 

كما تمكنت المقاومة، خلال الاشتباكات، من إسقاط طائرتين مسيرتين تابعتين لجيش الاحتلال خلال تحليقهما في أجواء المخيم.
هذا فضلا عن عملية نوعية في السخرية من الاحتلال وتسببت فيما يبدو بقصف مسجد قريب من منزل تحصن به المقاومون ولدى محاصرة جيش الاحتلال له وجد أن المقاومين تسربوا عبر أنفاق .. 

وقالت مصادر عبرية، إن قوة من وحدة "إيغوز" الخاصة واجهت اشتباكات عنيفة مع مجموعات من المقاومين، في محيط مخيم جنين.

بنك أهداف جيش الاحتلال يستهدف مداهمة 10 أهداف متبقية في مخيم جنين، بعدما أغار سلاح الجو على 20 هدفا في جنين منذ بداية العملية، كما أعلن اعتقال 120 فلسطينيا خلال العملية المتواصلة في جنين، وما زال يبحث عن 160 مسلحا تحصنوا داخل جنين.

وكشف جيش الاحتلال أنه استخدم لعمليته في جنين مئات الجنود، وطائرات بأنواعها (أسقطت المقاومة منها 5 طائرات) .. فضلا عن المدرعات ومضادات العبوات الناسفة ووحدات كوماندوز، ومظليين، وكتيبة جولاني (النخبة).
 

تقديرات الاحتلال غائبة

الصحفي والباحث الفلسطيني  حازم عياد قال إنه في المعركة الحالية لا زال الاحتلال غير قادر على التنبؤ والتحكم بتفاعلاتها الداخلية والاقليمية، أو حشد موارد كافية لها في المدى المنظور.

وأضافت أن كمائن المقاومة وعبواتها الناسفة "غير قواعد اللعبة" وأنه "سيقود جيش الاحتلال لإشراك الدبابات لتوفير الحماية لجنوده وإشراك المسيّرات والطائرات الحربية في المواجهات المقبلة"، وهو ما حدث فعليا.

وعن عدم تقدم الاحتلال رجح أن الجيش الصهيوني " تجنب استخدام الطائرات العامودية خشية تعرض الاحتلال لمفاجآت جديدة تكون الصوارخ الحرارية لمضاده للطائرات عنوانها الجديد".

واعتبر "عياد" في مقال على "عربي بوست" أن "المعضلة الكبرى للاحتلال إطلاق عملية عسكرية واسعة شمال الضفة في حين يخشى قادة الاحتلال الأمنيين من مواجهة على كامل مساحة الضفة الغربية".

لافتا إلى أن الاشتباكات مع الاحتلال في عدد غير محدود من النقاط الساخنة في الضفة الغربية، مهددة بتعميم نموذج المقاومة في نابلس وطولكرم وجنين على سائر مدن وقرى الضفة الغربية وبلداتها التي باتت متحفزة لتطوير صواريخ أرض أرض ظهرت تجارب إطلاقها الأولى قبل أسابيع قليلة في ريف نابلس.


ليخلص إلى أن المعركة "لا زال الاحتلال غير قادر على التنبؤ والتحكم بتفاعلاتها الداخلية والاقليمية، أو حشد موارد كافية لها في المدى المنظور".


الاقتحام السابق

كشف موقع (واللا) العبري نقلا عن مصدر عسكري، استهداف آلية تابعة لجيش الاحتلال بقذيفة مضادة للدروع لم يحدد نوعها في 22 يونيو.

ورأى مراقبون أن القذيفة المضاة للدروع سلاح جديد ونقلة نوعية في مواجهة الاحتلال، لينضم للعبوات الناسفة الجانبية التي شهدت تطورا كبيرا خلال الاسابيع القليلة الماضية، سواء من حيث الكم أو النوع، والتي بلغت إحداها 40 كيلوغراما.


إعطاب خمس آليات تابعة للاحتلال، وإصابة 8 جنود، ألحقت أضراراً بمروحية تابعة للاحتلال؛ وفاجأت الاحتلال و(غيرت قواعد اللعبة) بحسب ما نقل عن القيادة الوسطى في جيش الاحتلال التي أدارت عملية فاشلة عكست نقصا حادا في المعلومات الاستخبارية، وضعفا واضحا في أداء القوات المهاجمة التي خاضت معركتها بشكل معكوس لفك الحصار عن قواتها المهاجمة، وسحب آلياتها المعطوبة من أرض المواجهة.


ومثل اقتحام في 22 يونيو، صدمة لجيش الاحتلال فالمخيم الذي يتعرض المخيم منذ عام ونصف العام لسلسلة اقتحامات واجتياحات إسرائيلية أودت بحياة فيها العشرات، آخرها العملية العسكرية التي وقعت قبل أسبوعين وأودت بحياة 7 فلسطينيين، وأصيب أكثر من 90 بجروح، كان عنصر تراجعه عملية إطلاق رصاص حي قتلت 4 مستطونين دفعة واحدة، وأصيب في العملية المذكورة 7 جنود صهاينة آخرين.

البارز في الاقتحام السابق للجاري مباشرة، تعرضت عدة مركبات عسكرية للعطب، جراء تفجير عبوات ناسفة على جوانب الطرق التي سلكتها داخل المخيم، ولم يمنع ذلك حجم القوات والاليات.

فاللمرة الأولى يستخدم فيها جيش الاحتلال مروحيات ومسيرات (طائرات بدون طيار) في اقتحامات واغتيالات في الضفة الغربية منذ أكثر من عشرين عاماً.