قالت صحيفة (هآرتس) الصهيونية إن على عبدالفتاح السيسي أن "يسأل نفسه ماذا سيفعل إذا أخبره الجيش بأنه لم يعد بحاجة إليه؟"، وأنه يجب على السيسي أن "يخشى اللحظة التي يقرر فيها المصريون أنه ليس لديهم ما يخسرونه"!
ونشر موقع الصحيفة مقالا للمحلل الصهيوني تسفي برئيل في 19 يونيو 2023، قال إن السيسي ينفق المليارات على التباهي والتفاخر فيما تعاني مصر من أزمة اقتصادية عميقة.
واتفق "برئيل" مع حدثين أخيرين في مصر الأول مقال مجلة الايكونوميست البريطانية، وجدل بشأن الفريق أسامة عسكر رئيس الأركان والذي أشيع أن السيسي أطاح به في تغيير قبل يومين.
ووصف الكاتب الصهيوني في مقاله تقرير مجلة "إيكونوميست" بأنه "مقالاً ثاقباً حول الطريقة التي يدير بها السيسي البلاد، وأشار لذكر المقال أن السيسي يخاف بشدة من جنرالاته لدرجة أنه ينام في قصر مختلف كل ليلة.

واقتنص برئيل من مقال "ايكونوميست" عبارة "امتناع السيسي عن المساس باقتصاد الجيش، فإن الجيش يمنحه دعمه الكامل، لكن مسألة مستقبل السيسي سيتحدد عندما يقرر المواطنون المصريون أنه ليس لديهم المزيد ليخسروه".
ولفت الكاتب إلى أنه في يناير 2023، حذر أحد الخبراء البارزين في الشأن المصري، البروفيسور روبرت سبرينجبورج، من احتمال أن انقلاب الجيش المصري على السيسي قائلاً: إذا كنت "رئيسًا" وترى تضخم المؤسسة العسكرية العملاقة والزيادة المطردة في قوتها عليك أن تسأل نفسك: ماذا ستفعل إذا أخبرتك هذه المؤسسة أنها لم تعد بحاجة إليك"؟!

وأضاف أن هذا ما حدث لحسني مبارك، وكان السيسي نفسه أداة لتنفيذ ذلك. وأنه "في بداية عام 2023 أجرى السيسي سلسلة من عمليات التغيير في قيادة الجيش، بما في ذلك بعض الضباط الذين خدموا في مناصبهم لمدة نصف عام فقط وهو ما تم تفسيره على أنها إجراء دفاعي ضد ترسيخ مكانة ونفوذ أشخاص في الجيش بحيث يمكن أن يهددوا النظام.

وأردف أنه جنون العظمة الذي يصيب كل زعيم استبدادي، ربما قد اصابه، لكن في مصر فإن هذا الارتياب له أساس تاريخي.

وبالعودة لاستخدام الكاتب مفردات المجلة البريطانية، أشار "برئيل" إلى قائمة مشاريع السيسي الفخمة شملت؛ توسعة قناة السويس بتكلفة 8 مليار دولار، وعاصمة إدارية جديدة بتكلفة تقدر بـ 58 مليار دولار وقطار فائق السرعة بتكلفة 23 مليار دولار، ومفاعل نووي بتكلفة 28 مليار دولار.

وربط برئيل بين الانتقاد الاقتصادي الرئيسي للسيسي وسيطرة الجيش الاحتكارية على الاقتصاد، مضيفا أنه "محتمل أن تعود بعض المشاريع بالفائدة على البلاد في المستقبل، لكن في غضون ذلك، تراكم ديون مصر الخارجية 163 مليار دولار، ويتوقع البنك الدولي أن يصل إجمالي ديونها إلى حوالي 95 % من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام -أي أكثر من 260 مليار دولار".

وأضاف "قد لا يعرف السيسي سعر الخضروات في السوق ومدى زيادة سعر اللحوم، وحتى عندما يقوم بجولة على دراجة رياضية متطورة برفقة حراس الأمن ويلتقي "عشوائيا" بالمواطنين، فإنه يسمع الثناء فقط، لكنه يدرك الأزمة الاقتصادية العميقة في بلاده".
وتابع: "عندما يريد السيسي فتح مساكن لسكان الأحياء الفقيرة بتكلفة تزيد عن 4 مليارات دولار، أو أنه يعتزم تمهيد ممشى بطول 8 كيلومترات لساحل الإسكندرية، فإنه يدرك جيدا أن الجمهور يرى ذلك كنفقات إضافية زائدة عن الحاجة تأتي على حساب نوعية حياتهم".
وزاد الكاتب أن السيسي يحول أن يبرر للمصريين إنه يتعامل مع ميراث متراكم منذ سنوات، لكنه لم يذكر أنه يشغل منصب الرئيس منذ تسع سنوات، وخلال حكمه تراجع الاقتصاد إلى الحضيض.

وفي استدلال على إيهام السيسي لنفسه وللمصريين، قال: "السيسي يزعم إن مصر لم تتعاف بعد من أزمة فيروس كورونا، لكنه لا يقول بانة قبل فترة طويلة من الوباء اضطرت مصر للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، وفي بداية العام اقترض 3 مليارات دولار أخري، ويطلب المصربين بالتحلي بالصبر، دون أن يقدم أي أفق اقتصادي".
ووفق كتابات غربية يبدو أن الجيش المصري يريد صنع المكرونة والحرب معاً، وعندما أعلن السيسي عن نيته خصخصة الشركات الحكومية بما في ذلك الشركات العسكرية أخبره كبار القادة أن ينسى ذلك، بحسب الكاتب.
وأشار لمحاولة السيسي طمأنة الناس بقوله: "نحن نسيطر على الوضع. لقد عرفنا الأزمات في الماضي، وخرجنا منها أيضا."

واستدرك الكاتب، بأنه في أبريل، وصل لعدة ساعات لزيارة جدة، المملكة العربية السعودية، والتقى بولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وفقا للإعلان الرسمي، تحدثوا عن "المشاكل الإقليمية"، لكن التقارير غير الرسمية قالت إن السيسي فشل في جهوده لإقناع الزعيم السعودي بإعطاء مصر المزيد من النقود لتبطين خزائنها الفارغة!



تحذيرات سابقة
وفي 20 ديسمبر الماضي، حذرت تل أبيب من انفجار الأوضاع في الشرق الأوسط، واعتبرت أن ما على السطح "هدوء مخادع"، كما ابدت الصحافة العبرية قلقا ورعبا على مستقبل السيسي تحديدا وقالت تقديرات الاستخباراتية إن سقوط نظامه بات آنيا، وبحسب صحيفة "اسرائيل اليوم" حثت التقديرات السنوية لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" للعام المقبل 2023 إسرائيل على تقديم المساعدات لنظامي مصر والأردن لتقليص خطر عدم استقرارهما.
كما حذرت تقارير صهيونية في مايو 22 مع التعويم الثاني للجنيه من ثورة جياع في مصر واستعطفت العالم "لا تطالبوا السيسي بحقوق انسان".



أسامة عسكر
ومن جهة ثانية، يأتي المقال بالتزامن مع ما أشار إليه إعلاميون من أنباء غير رسمية متداولة عن إقالة عبدالفتاح السيسي لرئيس الأركان أسامة عسكر، بعزله ورفع درجته الوظيفية إلى مساعد للسيسي، وأن الأخير رفض إقالته وأصر على البقاء في منصبه.
وقالت الأنباء التي لم تتكشف إلى الآن إن "السيسي" عيّن الفريق أحمد فتحي خليفة رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية خلفا للفريق أسامة عسكر.
ومن بين من أشار لذلك الخبر المحلل العسكري بالمركز المصري للدراسات محمود جمال والإعلامي بقناة الشرق عماد البحيري.
في يوليو 2021 أصدر السيسي تعديلاً على قانون القيادة والسيطرة قلل بمقتضاه مدة بقاء رئيس الأركان من أربع سنوات إلى سنتين فقط، ويحين وقت تغيير أسامة عسكر بعد عامين من 27 أكتوبر 2021، حيث أصدر السيسي حينئذ قراراً بتعيين الفريق أسامة عسكر رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة، وتنتهي خدمة عسكر في منصبه في 26 أكتوبر القادم.
وقبل أيام، نشر الجيش المصري مجموعة من الصور للفريق أسامة عسكر، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية خلال تنفيذ المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكي "نصر 56"، وظهر تشويش على بعض الصور المعروضة على جدران قاعة العرض الخاصة بالمناورات العسكرية، في 15 يونيو الجاري.
وكانت مجلة "إيكونوميست" البريطانية قالت إن "السيسي لا يثق في قيادات الجيش ويغير مناصبهم باستمرار.. "، وقالت إن السيسي سبق وغير محمود حجازي ولا يبيت مستقرا في مقر واحد من مقراته بل يبدل باستمرار!.
وقال عمرو عبد الهادي عبر "تويتر": "تعديل قانون الجيش والامن القومي اللي قام به السيسي في ٢٠٢٠ نص على بقاء رئيس الاركان في منصبه عامين ورغم ذلك تم تعيين اسامه عسكر رئيسا للاركان ٢٧ اكتوبر ٢٠٢١ وعزل في يونيو ٢٠٢٣ اي قبل ٤ شهور من انتهاء فترته وهو ما يؤكد تقرير اكونوميست عن قلق السيسي من انقلاب جنرالات الجيش عليه".
وكان الكاتب تسفي برئيل تساءل عن السيسي "هل هو خائف من جنرالاته لدرجة أنه ينام في قصر مختلف كل ليلة؟ يبدو أن الجيش المصري يريد صنع المعكرونة وكذلك الحرب". معلقا "عندما يخطط السيسي  لخصخصة الشركات، يخبره الجيش أن ينسى الأمر!!".