دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى حماية صناديق الاقتراع، وذلك بعد انتهاء التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، ووجَّه في الوقت نفسه الشكر لكل "الزملاء" الذين عملوا بإخلاص أمام صناديق الاقتراع منذ الساعات الأولى من الصباح.
 

وقال الرئيس أردوغان في تغريدة له بصفحته الرسمية على "تويتر": "أدعو جميع إخواني لرعاية صناديق الاقتراع حتى تكون النتائج نهائية. حان الوقت الآن لحماية إرادة أمتنا فوق رؤوسنا حتى اللحظة الأخيرة!".


وعقب إدلائه بصوته في الانتخابات الرئاسية التركية، قال رجب طيب أردوغان، تعليقاً على عملية التصويت والفرز: "تركيا قدمت نموذجاً ناجحاً في الديمقراطية عبر نسبة مشاركة في التصويت اقتربت من 90%"، وقال أيضاً: "الشعب هو من سيختار رئيسه، أطلب من مواطنينا الحرص على المشاركة في عملية التصويت وعدم التراخي".

 

ووأدلى الرئيس التركي أدلى بصوته برفقة عقيلته أمينة أردوغان، في مدرسة صفوت تشبي الابتدائية بمنطقة أوسكودار في القسم الآسيوي من إسطنبول، بينما أدلى كليجدار مرشح تحالف "الطاولة السداسية"، بصوته في مدرسة الأرجنتين الابتدائية بمنطقة "تشوقور أمبار" بالعاصمة أنقرة، برفقة عقيلته سلوى.



وقالت وكالة الأناضول الرسمية إن النتائج الأولية لجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التركية، جاءت بعد فرز 66.65% من مجموع الأصوات، أظهرت تقدم الرئيس رجب طيب أردوغان بـ54.78% مقابل 45.22% لمنافسه كمال كليجدار أوغلو.


بدوره ناشد مرشح المعارضة كليجدار أوغلو، صباح الأحد المواطنين الأتراك التوجه إلى صناديق الاقتراع من أجل ما وصفه بـ"الديمقراطية الحقيقية التي نريد". وقال: "أدعو جميع مواطنينا إلى الذهاب للصناديق والمشاركة في الانتخابات الرئاسية التركية، ومن ثم البقاء إلى جانب الصناديق لمراقبة عملية الفرز. ستأتي الديمقراطية لهذا البلد بالتأكيد".


ويعتبر مراقبون تلك الانتخابات الأهم في تاريخ الجمهورية التركية، وربما تمثل نقطة تحول للبلاد على الصعيدين الداخلي والخارجي في ظل تحديدات عديدة.
 

ويرغب حزب العدالة والتنمية بشدة في فوز أردوغان، وإلا ستحكم تركيا سلطة برأسين، ما ينذر بصراع بين البرلمان والرئاسة يهدد الاستقرار السياسي.


وبدوره، قال رئيس هيئة الانتخابات التركية، أحمد ينار، إن نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي تجرى الأحد 28 مايو 2023، سوف تكون متاحة في وقت أقصر من نتائج الجولة الأولى، وأضاف أنه من المتوقع صدور النتائج بصورة أسرع؛ نظراً إلى أن الانتخابات بين مرشحَين اثنين فقط، على الرغم من أنه لم يحدد وقتاً معيناً.


وأوضح ينار في تصريحه، أن عملية التصويت تتم دون عوائق حتى الآن، فيما واصل الناخبون الأتراك، منذ الصباح، عملية التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي ستقرر الرئيس المقبل للبلاد.

 

وأغلقت صناديق الاقتراع في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التركية، الأحد 28 مايو 2023، وبدأت لجان الانتخابات عملية الفرز لمعرفة الفائز بمنصب رئيس الجمهورية التركية.



وسيفوز بفترة رئاسية مدتها 5 سنوات المرشح الذي يحصل على أكثرية الأصوات، وقد دُعي 60 مليونا و697 ألفا 843 ناخبا للإدلاء بأصواتهم في أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع  بين الثامنة صباحا والخامسة مساء ..

 

وهذه هي المرة الأولى التي تُجرى فيها جولة إعادة في انتخابات رئاسية بتركيا، وتأهل إليها أردوغان وكلجدار أوغلو لأنهما أكثر مرشحين حصولا على الأصوات في الجولة الأولى، يوم 14 مايو الجاري، والتي لم يجمع فيها أي مرشح أكثر من 50% بما يؤهله للفوز مباشرة.

 

وفي الجولة الأولى حصد أردوغان 49.52% مقابل 44.88% لكلجدار أوغلو، وبعدهما مرشح تحالف الأجداد سنان أوغان (قومي) بـ5.17%، والذي أعلن دعمه لأردوغان قبل جولة الإعادة.


وأردوغان هو مرشح تحالف الجمهور وزعيم حزب العادلة والتنمية الحاكم منذ 2002، بينما كلجدار أوغلو مرشح تحالف الأمة المعارض وزعيم حزب الشعب الجمهوري، الذي أسسه مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في 1923.

 

وفي 2017 أقر استفتاء تحرك أردوغان لتوسيع سلطات الرئاسة، ويحدد الرئيس في تركيا السياسات المتعلقة بالاقتصاد والأمن والشؤون الداخلية والدولية.

 

وبعد أكثر من 20 عاما من وصوله وحزب العدالة والتنمية إلى السلطة، يأمل أردوغان في تمديد فترة حكمه لعقد ثالث كأطول الحكام بقاء في السلطة في تركيا الحديثة، العضو الشرق أوسطي الوحيد في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

 

وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الأولى  87.04%، وأربك تقدم أردوغان في تلك الجولة منظمي استطلاعات الرأي الذين وضعوا كلجدار أوغلو في المقدمة في ظل انتقادات للحكومة، لاسيما على صعيد الأداء الاقتصادي وتأخر الاستجابة في الأيام الأولى من زلزال مدمر ضرب جنوبي البلاد في 6 فبراير الماضي.

 

وعلى عكس نتائج الانتخابات الرئاسية، حافظ تحالف الجمهور، بزعامة حزب العدالة والتنمية الحاكم، على أغلبية برلمانية مريحة في 14 مايوالجاري، وتلاه تحالف الأمة المعارض بزعامة حزب الشعب الجمهوري.