نعى صحفيون وإعلاميون وأدباء وعلماء رفيق دربهم الشيخ الدكتور خالد الكاشف مدير التعليم النوعى بمنطقة قنا الازهريه سابقا وعالم من علماء الأزهر الشريف الذي توفي بعد مسيرة حافلة في رحاب الأزهر الشريف والدعوة إلى الله عن 54 عاما، وهو يعرف نفسه بأنه مدرس لغة عربية بفرشوط مع إشارة بسيطة إلى الدكتوراة في اللغة العربية - قسم اللغويات جامعة الأزهر (القاهرة 2014).

وهو بحسب أحمد البحيري "رجل بألف"، "أهل علم وفضل أجمع الناس على حبه ووسطى معتدل مثقف حافظ لكتاب الله حفظا وفهما وفقها وملم بالكثير من العلوم اللغوية والشرعية والسيرة العطرة".

يحسبه وقبل وفاته -الجمعة 19 مايو الجاري ودفنه في بلده بالصعيد- يجود بعلمه ويجاهد فى سبيل الله بنشره شكرا لله الذى من عليه بذلك مبتغيا أجره من رب العباد .. واسع الصدر متواضع كريم الأصل والأخلاق ومهما قلت فى حقه فلن أوفيه حقه ".

وأعتبر أنه "من خيرة علماء صعيدنا إلا أنه لم يكتف أو يتوقف عن تحصيل العلم وعلى حسب ما سمعت عن أستاذى أنه يخصص لنفسه وقتا يوميا مع كتبه ومجلداته بمكتبته الشخصية منذ زمن".

وأضاف أنه "أحد الكنوز التى جاد الله بها علينا فلا حرمنا الله منك ونفعنا الله بعلمك وفضلك وكريم خلقك ودمت لنا فخرا وعلما وقدوة ومرجعا ".

أهل الفضل
وبعد وفاته رحمه الله ذكّر محمد قاعود  @mohamed_kaoud22 بحيث نبوي وهو "إنَّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ منَ النَّاسِ ، ولَكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العُلماءِ ، حتَّى إذا لم يترُك عالمًا اتَّخذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالًا ، فسُئلوا فأفتوا بغيرِ عِلمٍ فضلُّوا وأضلُّوا.".

وكتب عنه د. محمد الصغير، مستشار وزارة الأوقاف المصرية سابقا أنه "رحل د. خالد أبوالفضل الكاشف بعد رحلة قصيرة خلف فيها أثرا كبيرا من خلال التدريس في الأزهر_الشريف بمعهد فرشوط بمحافظة #قنا، اعتقل عدة مرات، ولم يُعيَّن بالجامعة مع حصوله  على الدكتوراه في اللغة العربية، وتميزه في علومها. ".

وأضاف أنه "اشتهر عنه مراجعة القرآن من ذاكرته فقط منذ 17 سنة، وهاتفه لا يتوقف عن الرد على الأسئلة، له مقالات ودراسات في الصحف والمواقع الإسلامية، وانتهى من تفسير لغوي للقرآن الكريم لم يُنشر بعد، تغمده الله بواسع رحمته، وخالص العزاء والدعاء لأسرته وأحبته".

ومن رفاق دربه كتب د.محمود خليل الإذاعي بإذاعة القرآن الكريم، "نقلني ذلكم الخبر المزلزل ظهر اليوم ، من حال الي حال٠٠انتقال الحبيب العالم الفقيه اللغوي الخلوق الحر الشجاع الحجة الثقة فضلية الدكتور خالد ابو الفضل الكاشف موجه العلوم العربية بمنطقة قنا الأزهرية الي واسع رحمة الله ومنتهي رضاه".

وأضاف "إلتقينا نحن أحبابه الاثنين قبل الماضى فافتقدناه .. فلحق بنا الاثنين الماضي وأمضينا ليلة  كان هو قمرها علما ولباقة وتأصيلا مكينا لكل ماسألناه فيه ..  فوفى  وأكفى وأشفي.. وكأنها كانت ليلة أطل فيها علي الغيب من ستر رقيق.. ثم قدم إلي خير ماأعد وقدم..".

وعبر عن حزنه العميق على رحيله "عليك وعلي مثلك من الرجال.. فليحزن الرجال.. وانا لله وانا اليه راجعون".

ومن علماء الصعيد كتب الشيخ محمود أبوالحجاج المناعي  "أعزي نفسي أولا وأعزي أهل فرشوط خاصة وأهل قنا بل والأمة الإسلامية عامة في وفاة الأستاذ الدكتور خالد الكاشف ( دكتوراة في اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة ) والذي رحل عنا يوم الجمعة الموافق 19/5/2023 ولن أستطيع أن أصف علم وأخلاق الدكتور خالد بما رأيت منه وما سمعت منه في حفلات أهل فرشوط فلقد خسرنا قيمة وقامة علمية كبيرة أذكر أنه كان كل عام يذهب لمعرض الكتاب من فرشوط للقاهرة للإتيان ببعض الكتب ليقرأ فيها طول العام فكان بحر من العلم وذو أخلاق عالية وكان حاصل على إجازات في القراءات العشر ".

فلتبك البواكي
الكاتب الصحفي ‏يسري الخطيب من أبرز أصدقاء العلامة الراحل وعلق على وفاته بمقال "على مثل د. خالد الكاشف فلتبكِ البواكي"
وكتب "لم أستطع أمس أن أكتب حرفًا، فقد تمرّدَ القلمُ، وأغْلَقَت لوحةُ المفاتيح على نفسِها أبواب الحزن..   تزلزلَ كياني كله؛ فقد سقطت قلعة عظيمة من قلاع الإسلام، وسقط جدارٌ من جدران الروح؛  مات العالمُ الفقيه، والصديقُ الحبيب: د. خالد الكاشف.. مات الشيخ خالد".
وأشار إلى أنه كان يعتبره (الليث بن سعد) هذا الزمان،  لافتا إلى زياراته،  ولقاءاته، "ونحن نلتف حوله لننهل من علمه وأفكاره غير المسبوقة".
وأضاف عبر فسبوك أنه "العالم الفقيه الموسوعي الذي لم تستفد الأمة من علمه للآن..  الرجل القرآني، الذي عرفتُ أن له حوالي 17 عاما لا يمسك المصحف، لأنه يحفظه عن ظهر قلب، ويعرف مكان كل كلمة، وكل آية ومكانها، وهل هي على اليمين أو اليسار، في أعلى الصفحة، أو آخرها، أو المنتصف .. ".
وعن آخر جلساته قال: "بادره الدكتور عماد نصار بسؤالٍ عن صحته، فقال: (ما زال في "الأجل" بقيّة)، فظهرت على وجه د. عماد، نصف ابتسامة حائرة، فالاثنان من عباقرة لغة القرآن في زماننا، ويعرفان الفرق بين العمر والأجل. - عندما قلتُ له مازحا: (يا مولانا دا انت لسه ما كملتش 53 سنة، في لعيبة كورة عندهم كام وخمسين ولسه بيلعبوا)، فلم يبتسم، ولم يرد، على غير العادة..

- كان جادا جدا، في اللقاء الأخير، لم يمازحنا كالعادة، وتحدّثنا في موضوعات متعددة، فأفاض وأبدع، ونحن كأن على رؤوسنا الطير

جاء ليودّعنا، فنحن أحبابه، وتكلّم في موضوعات فقهية وجدلية شائكة، وحسَمَهَا تمامًا، وكأنه يريد منّا أن (نوصل) هذا العلم للدنيا،

وضعَ على عاتقنا جبلا..

وأضاف " نشهدُ أنك أفضل من عرفنا: خُلقًا، وفقهًا، وعِلمًا، ودينًا، وفطنةً. ".

أما الأديب منتصر ثروت القاضي فقال عن لقاءاته ".. بتشريفك ونسعد بلقائك الذي يشبه فرحة الأعياد ونستفيد بعلمك الغزير وثقافتك الواسعة في علوم اللغة العربية وآدابها وفي علوم الإسلام وشتى المسائل الفقهية، وكنت دائما موسوعة لغوية وفقهية نادرة، وكان لقاؤك بهجة وعلمًا ومودة ومرحًا على الرغم من آثار المرض البادية عليك".

وأضاف "كان أصدقاؤنا في القاهرة يشكرونني لأني عرفتهم برجل في قامتك وعلمك، وكانوا شديدي الحرص على لقائك كلما زرت القاهرة، والآن لا أدري إن كانت هذه المعرفة ستظل مصدر سعادة لهم أم أنها سوف تصير مصدر حزن عميق ما كانوا ليقاسوه لولا هذه المعرفة".

أما آخر ما كتب (خالد الكاشف) فكان منشور عبر صفحته  بعنوان ( إنما نحن مصلحون ) يقول: "الفساد مرض لا يرجى برؤه ، وهو داء خبيث لا يشعر أصحابه بأعراضه كالسرطان تماما ، ولذلك فهم إذا نُبِهوا كذَّبوا من ينبههم : " وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون "

ياللغرور !!!

لم يقولوا : نحن لا نفسد

ولم يقولوا : نحن من المصلحين

ولم يقولوا : نحن مصلحون

وإنما قالوا بمنتهى الثقة ، وبأسلوب القصر الذى يفيد التوكيد :

" إنما نحن مصلحون "