رغم أنها غير ذات جدوى ولا يتوقع أن يسفر عنها ما يمكن أن يفيد ملايين العرب؛ إلا أن القمة العربية التي عقدت اليوم في جدة، كانت الحدث الأبرز عربيا اليوم، خاصة مع مشاركة الرئيس الأوكراني زيلينسكي، والسفاح بشار الأسد الذي عاد بعد قطيعة دامت عدة سنوات. 

ومع ترحيب المشاركين في أعمال الدورة الـ32 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، بالسفاح السوري الذي قتل شعبه ودمر بلاده، إلا أن أمير الشيخ قطر تميم بن حمد غادر مدينة جدة السعودية قبل إلقاء كلمة بلاده في القمة وقبل كلمة بشار الأسد. وذلك رغم الرفض القطري لعودة بشار ثم القبول حتى لا يتعارض الموقف القطري مع الإجماع العربي. 

بشار الأسد، الذي استقبله محمد بن سلمان بحفاوة بالغة، زعم أنه يتطلع إلى مرحلة جديدة للعمل العربي، في أول مشاركة لسوريا، بمقعدها منذ عام 2011.

وقال بشار الأسد: "أتمنى أن تشكل القمة بداية مرحلة جديد للعمل العربي للتضامن فيما بيننا لتحقيق السلام في منطقتنا والتنمية والازدهار بدلاً من الحرب والدمار".

ودعا إلى "استثمار الأجواء الإيجابية الناشئة عن المصالحات التي سبقت القمة".

وهاجم الأسد تركيا في القمة، وقال إن "العناوين لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المبنوذ عربيا، ولا تنتهي عند خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانية منحرفة".

 

غياب ابن زايد وتبون وهيثم 

عقدت القمة وسط غياب سلطان عمان هيثم بن طارق، وملك المغرب محمد السادس، في استمرار لغياب زعماء البلدين عن القمم العربية منذ سنوات طويلة.

كما أعلنت وسائل إعلام جزائرية، أن سبب تغيب الرئيس عبد المجيد تبون عدم رغبته بالتعرض لضغوطات من القادة العرب حول ضرورة ترميم العلاقات مع المغرب.

فيما قدمت وسائل إعلام جزائرية تفسيرا آخر، هو استياء تبون من حضور الرئيس الأوكراني للقمة العربية في جدة.

لكن الغياب الأبرز وغير المعلن عنه سابقا، كان للرئيس الإماراتي محمد بن زايد، إذ أعلنت وكالة الأنباء الرسمية "وام" أن شقيقه، نائب رئيس الدولة منصور بن زايد سيترأس الوفد الإماراتي لجدة.

 

نداء "زيلينسكي" النبيل!

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي تمت دعوته لحضور القمة، فوجه ما أسماه بـ"النداء النبيل" للقادة العرب للمساعدة في حماية شعبه بمن فيهم المجتمع المسلم في أوكرانيا.

وقال مخاطبا الزعماء العرب: "اقترحنا صيغة للسلام لإنهاء الحرب، وأدعوكم للانضمام لتنفيذها".

وشدد الرئيس الأوكراني على أن بلاده "تقوم بكل شيء من أجل تأمين استمرارية اتفاق الحبوب" من الموانئ الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وأكد أن "بلاده لم تختر الحرب ولم تهاجم دولة أخرى، إلا أنها لن تخضع لأي مستعمر".

ولفت الرئيس الأوكراني أن "بلاده ترحب بالاستثمارات العربية"، وأعرب عن أمله "أن يعود السياح العرب لرؤية بلادنا خالية من الاحتلال الروسي".
 

رسالة "بوتين"

في المقابل قال الروسي فلاديمير بوتين، في رسالة مكتوبة، إن بلاده تولي اهتماما كبيرا لتطوير العلاقات الودية والشراكة البناءة مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

جاء ذلك في رسالة بعثها بوتين للمشاركين في القمة العربية المنعقدة في مدينة جدة السعودية، ونشر نصها على موقع الرئاسة الروسية "الكرملين" الالكتروني.

وأضاف أن "بلاده مهتمة بتطوير العلاقات الودية مع الدول العربية، من أجل مواجهة التهديدات والتحديات الحديثة بشكل فعال".

وأكد أن "بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الودية وتعاون الشراكة البناءة مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لاسيما في إطار الحوار مع جامعة الدول العربية، من أجل الاستجابة للتهديدات والتحديات التي تواجه الإنسانية الحديثة، بشكل فعال".