حذر خبراء مصريون من أن تستغل إثيوبيا الحرب وانشغال السودان ومصر بها وتنهي الملء الرابع للسد والذي قد يبدأ خلال أسابيع مع بدء موسم الفيضان.

ويضيف الخبراء أن سقوط الأمطار سيبدأ تدريجيا في الأول من مايو المقبل وستتدفق كميات من المياه عند السد تصل لحوالي 10 مليون م3 ثم تزيد إلى 60 مليون م3 فى يونيو وبعدها يبدأ موسم الفيضان الرئيسي من يوليو حتى أكتوبر المقبل ووقتها سيتضح موقف إثيوبيا وسيتحدد معها كمية الملء الرابع مع معرفة حجم التعلية في الممر الأوسط للسد.

 

أضرار على مصر والسودان

وأكد أن هناك أضرارا ستكون على مصر والسودان مواجهتها في حالة الإصرار الإثيوبي على الملء الرابع دون تنسيق، ويمكن حصر هذه الأضرار في 20 بندا، مضيفن أن أضرار التخزين الرابع تتنوع بين مائية وسياسية وقانونية وبيئية.

و أوضحوا أن من بين تلك الأضرار فرض سياسة الأمر الواقع، والهيمنة الإثيوبية على أنهار دولية، وحريتها في تحديد كميات التخزين والتشغيل خلال السنوات القادمة دون أي تنسيق مع أي دولة، فضلا عن إمكانية إثيوبيا بناء المشروعات المائية المستقبلية لديها بنفس أسلوب سد النهضة.

وذكروا أن أضرار الملء الرابع تتضمن إمكانية اتباع دول المنابع الأخرى لنفس النهج الإثيوبى عند إقامة مشروعات مائية على روافد نهر النيل، ووجود خسارة مائية تعادل إجمالي ما تم تخزينه خلال السنوات الثلاث السابقة، وهي 17 مليار متر مكعب، ونقص هذه الكمية من خزان السد العالي، مؤكدا أن من الأضرار أيضا نقصا في إنتاج كهرباء السد العالي نتيجة انخفاض منسوب بحيرة ناصر، وفقد حوالي 10% من المياه المخزنة على الأقل كبخر وتسريب تحت سطح الأرض.

 

ارتباك السياسة الزراعية

وكشف الخبراء أن الأضرار الأخرى الناجمة عن الملء الرابع تشمل ارتباك السياسة الزراعية المصرية لعدم المعرفة بدقة كمية التخزين الرابع، وتخفيض مساحات زراعة الأرز وقصب السكر والموز في مصر، موضحين أن وزن سدي النهضة الرئيسي والسرج يشكل وزناً جديداً على المنطقة بحوالي 150 مليون طن، بالإضافة إلى حوالي 30 -35 مليار طن وهو وزن إجمالي المياه التي تخزن هذا الصيف مما ينشط الفوالق والتشققات وإمكانية حدوث زلازل بالمنطقة.

يذكر أنه قبل أسابيع قليلة كانت إثيوبيا قد أعلنت مجددا أنها انتهت من بناء 90% من السد، وسط تصاعد الأزمة مع دولتي المصب مصر والسودان بسبب عدم التوافق على الملء والتشغيل، واتخاذ أديس أبابا قرارا أحاديا منفردا بالتصرف دون مشورة أو تنسيق مع الدولتين.