بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، وبعد 30 يومًا صامها المسلم وقامها إيمانًا واحتسابًا، يأتي عيد الفطر المبارك، ويحمل معه الفرح والنور، والبشر والسرور.

وترتبط بالأعياد عمومًا بعض السنن والآداب المرعية، التي ينبغي على المسلم المحافظة عليها، ابتغاء للأجر، وإحياء للسُنّة، وشكرًا للنعمة، ومن ذلك:

 

أولاً ـ قبل العيد

1 - تحري هلال يوم العيد؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم): "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" وفي هذا إحياء لعبادة التفكر، وإيقاظ الشعور لدى المسلم، وربطه بالظواهر الكونية في هذا الكون.

 

2 - إظهار الفرحة والبهجة أن أعاننا الله على أداء فريضة الصيام؛ لقوله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} (يونس: 58)، ولقوله (صلى الله عليه وسلم): "للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه" (رواه البخاري)، وما ترديد صيحة "الله أكبر ولله الحمد" شعار المسلم يوم العيد - إلا للتعبير عن هذه الفرحة، فهو شعار ووسام شرف المسلم؛ فقد عاش في سعادة، ونال الحُسنى وزيادة، وصارت حياته في عيد.

 

3 - التعجيل في إخراج صدقة الفطر قبل صلاة العيد، فعن ابن عمر (رضى الله عنهما) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمر بزكاة الفطر أن تُؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة" (رواه أحمد والشيخان).

 

4 - احرص على إحياء ليلة العيد بالذكر وتلاوة القرآن وقيام الليل، فقد روى معاذ بن جبل (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من أحيا ليلتي العيدين محتسبًا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب" (رواه ابن ماجة).

 

ثانيًا ـ يوم العيد

5 - يُستحب أن تغتسل وتتطيب وتستاك وتلبس أجود ما تجد؛ فقد روى أن عبد الله بن عمر كان يغتسل قبل أن يغدو إلى المصلَى. (أخرجه مالك والبيهقي)، وقال الحسن بن على: "أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نتطيب بأجودَ ما نجد، وأن نلبس أجود ما نجد" (أخرجه الطبراني في الكبير والحاكم).

 

6 - يستحب الفطر قبل الذهاب إلى المصلى على تمرات وترًا؛ فعن أنسٍ قال: "كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا كان يوم الفطر، لم يخرج حتى يأكل تمرات، يأكلهن إفرادًا" وفى لفظ "وترًا" (رواه البخاري وأحمد).

 

7 - الذهاب إلى المصلى ماشيًا بسكينة ووقار، وغض بصر مع التكبير، فقد كان (صلى الله عليه وسلم) يخرج إلى المصلى ماشيًا ويكبّر، ويقول: "زيِّنوا أعيادكم بالتكبير"، وقال الإمام أحمد: "كان ابن عمر يكبِّر في العيدين جميعًا".

 

8 - من السنة أن يخرج المسلم إلى صلاة العيد من طريق، ويرجع من طريق أخرى؛ وحكمة ذلك أن يشهد له الطريقان، ولإظهار شعائر الإسلام، وإظهار أن المسلمين إخوة وأمة واحدة، ولتخفيف الزحام، وإشاعة البهجة، وإغاظة الأعداء.

 

9 - على المسلمين في هذا اليوم أن يتواصلوا، وأن يهنئ بعضهم بعضًا قائلاً: «تقبّل الله منا ومنكم» (رواه الحافظ وإسناده حسن).

 

10 - يستحب التبكير بعد صلاة الصبح إلى المصلى إلا الإمام، فإنه يتأخر إلى وقت الصلاة؛ لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر فيبدأ بالصلاة. (رواه مسلم).

 

11 - على المسلمين ألا ينسوا إخوانهم المضطهدين في كل مكان، فيخصونهم بالدعاء أن يكشف الله عنهم الكرب، ويزيل الغم، وينصرهم على أعدائهم.

 

12 - يستحب في يوم العيد التوسعة على الأهل في المطعم والمشرب والملبس، من غير إسراف أو تبذير، يقول تعالى: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} (الأعراف: 32) ويقول تعالى: {قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} (الأعراف: 31).

 

13 - بادر - أخي المسلم - إلى إنهاء الخلافات، وإزالة الخصومات يوم العيد، ولتتسع صدور بعضنا لبعض، وليغفر أحدنا لأخيه زلته، وليقيله من عثرته، فهذا يوم تغافر لا يوم تعاتب.

 

ثالثًا ـ بعد العيد

14 - ترشيد مشاهدة التلفاز، والاكتفاء بالبرامج المفيدة، مع توجيه الأبناء لاختيار ما يناسب مرحلتهم العمرية، بما لا يصطدم مع القيم المختارة لهم.

 

15 - حافظ على العهد بينك وبين الله باستدامة طاعته، فـ «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» (رواه البخاري).

 

16 - احضر حلقات العلم ومجالس الذكر وتلاوة القرآن في المسجد، وتعلم كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم).

 

17 - أقبل على الله بالفرائض والنوافل من صلاة وزكاة وصوم وحج وتلاوة قرآن ولو جزء واحد يوميًا وذكر وصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى ينشرح صدرك، ويثبت الإيمان في قلبك.

 

18 - خصص وقتًا يوميًا للثقافة الشرعية والعامة، واحرص على متابعة أخبار إخوانك المسلمين في كل مكان.

 

19 - جدِّد التوبة كلما زلت قدمك، وضعفت نفسك، وتمكن منك الشيطان، واحذر أن تعود إلى الذنب نفسه مرات ومرات وإلا كنت كالمستهزئ بربه.

 

20 - تذكر الموت وما بعده، فهو سبيل إلى استجلاب الخوف منه سبحانه، ومن ثم الاستقامة على الطاعات.