قال الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، إن المرابطين والمرابطات بالأقصى على الوعد والعهد، رغم البطش والقمع والتهديد، مشددا على الموقف الشرعي الثابت الذي لا مجال للتنازل عنه ولا للتفاوض حوله بالقرار الإلهي الرباني بإسلامية هذه الديار.

وقال، في "ملتقى علماء الأمة لنصرة الأقصى المبارك ومواجهة العدوان الصهيوني"، "الاحتلال يريد من تصرفاته العدوانة كسر إرادة شعبنا، وتفريغ المسلمين من البلدة القديمة بالقدس عامة، ومن المسجد الأقصى خاصة ليخلو للمستوطنين اقتحام الأقصى".

الملتقى نظمته "هيئة علماء فلسطين" وضم 15 من علماء الأمة الإسلامية، ردا على تصاعد الهجمات الصهيونية التي تستهدف المسجد الأقصى والمعتكفين فيه والمصلين في رحابه، 

وأضاف خلاله خطيب الأقصى: "لا يجرؤ أي مقتحم على اقتحام الأقصى إلا بالحراسة المشددة، وهذا يعني أن الحكومة اليمنية المتطرفة هي المسؤولة عن المس بحرمة الأقصى وهي المسوؤلة أيضا عن أي توتر يحصل في القدس المحتلة".

 

ماذا قدمنا للأقصى؟

فيما قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس"كلنا سوف نسأل في الآخرة أمام الله؛ ماذا قدمنا للأقصى ؟وما الصفحات التي سنكتبها بمداد أقلامنا ودمائنا وأرواحنا..؟".
 

إعادة الحق المسلوب
وقال د. على القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في مداخلته: "لقد استنفد العرب والفلسطينيون وجربوا كل قضايا السلام والسلم والتعاون والتطبيع وأدى كل ذلك إلى مزيد من عنصرية الحكومة الحالية وغيرها وإلى مزيد من الاحتلال والمستوطنات".
ووجه رسالته إلى أمتنا الإسلامية والعلماء بالذات أن "يحرضوا الأمة فعلا تحريضا حقيقيا على إعادة الحق المسلوب لقبلتنا الأولى".
واعتبر "داغي" أن "تحرير فلسطين كل فلسطين فريضة شرعية والأمة آثمة كل بقدرها إذا لم تساهم في هذا التحرير، وفقا لفتوى الأزهر الشريف منذ 1948 وكل المجامع الفقهية مجمعة على هذا القرار".

قضية الأمة
ومن جانبه، أكد د.همام سعيد (رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين) أن "قضية فلسطين هي قضية الأمة كلها فالأمة كلها قريبة بنفس القرب من فلسطين.. من كان في إندونيسيا ومن كان في موريتانيا ومن كان في فلسطين فكلهم في القرب سواء باتجاه فلسطين وهذه المسؤولية متعلقة بذمة الأمة فهي مسؤولية جماعية وليست مسؤولية فردية..".
وأضاف: "نحن فئتان فئة قادرة على المواجهة كما هو الحال في فلسطين والمسجد الأقصى المبارك في هذه العمليات المباركة ولكن من خارج فلسطين فعليه أن يعمل على إقامة القادرين في داخل فلسطين وهذا باب من أبواب الجهاد".
وطالب وزارة الأوقاف في الأردن أن "تعلن فتح باب المسجد الأقصى للمعتكفين في جميع أيام شهر رمضان وليس فقط في العشر الأواخر من الشهر الكريم بل الاعتكاف في بيت المقدس في العام كله لأنه رباط جهادي في سبيل الله..".
 

القدس أمانة
ومن جانبه، أشار سلطان الهاشمي أستاذ الفقه الإسلامي جامعة قطر، إلى أن "القدس أمانة في يد هذا الجيل كله من المسلمين وأبنائهم ولابد أن يتحملوا هذه الأمانة لكي يسلموها للجيل القادم ".
وأضاف "بعد أن أصبح المجتمع الدولي عاجزا عن حماية المصلين والمسجد الأقصى من اعتداء الصهاينة فإني أدعوهم من هذا المنبر الإسلامي لتشكيل قوة إسلامية من الدول الإسلامية تحمي المسلمين والمصلين والمقدسات الإسلامية من اعتداء الصهاينة..".
وللمطبعين قال: "إذا كانت بعض الدول قد طبعت فإن الاعتداءات الأخيرة على المسجد الأقصى تنقض كل هذه الاتفاقيات  وتجعلها في مهب الريح إن كان عندهم دين وخوف من الله ورسوله والدار والآخرة..".

 

دور العلماء
وقال نواف التكروري، رئيس هيئة علماء فلسطين "أيها العلماء تقدموا الصفوف وحرضوا كلا على بابه، قولوا لأهل المال: لا خير في مال لا ينفق لإنقاذ الأسرى، وقولوا لأهل الجاه والسلطان: لا خير في جاه ولا سلطان لا يبذل دفاعا عن مسرى حبيبنا صلى الله عليه وسلم ، قولوا للشباب: لا خير في قوتكم إن لم تبحثوا عن سبل ووسائل تذيقون بها العدو وبال أمره وأنتم أصحاب قدرات وإمكانيات".
وأضاف "لقد وضع الشيخ سلمان العودة فرج الله عنه خلال ساعات مائة وخمسين طريقة للمساهمة في نصرة الأقصى واليوم نجد طرق أخرى وكثيرة .. أيها العلماء افضحوا المطبعين وبينوا سوء فعلتهم لأنهم صاروا مع اليهود شركاء في جرائهمهم".
 

لن تُحرر القدس إلا بأجنحة الأمة
ومن جانب مواز، قال الدكتور محمد الصغير أمين عام الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، مستشار وزير الأوقاف السابق في مصر: "مسؤولية منع تدنيس المقدس، وفك أسر المسرى المشرف، وهي مسؤولية كل فرد من أفراد الأمة، بموجب ما له من سهم أو نصيب في هذا الميراث الشريف، فإن كان الواجب على الفلسطينيين الرباط والمواجهة، فإن الواجب على الأمة الدعم والمساندة، بكل وسائل الدعم الممكن ماديا وعلميا وإعلاميا، ولا نغفل سلاح الدعاء، فإن دعاء السحر سهام القدر."

واعتبر أن الاقتحام الأخير للمسجد الأقصى، ومنع الاعتكاف فيه واعتقال المعتكفين، أسقط حجة المطبعين الذين ادعوا زورا أن تطبيعهم لصالح الفلسطينيين، فلم يحققوا مصلحة واحدة، حتى من باب التغطية على إفكهم وما كانوا يفترون، بل رأيناهم يتبادلون التهاني مع قادة الاحتلال بأعياد الفصح ورمضان، ولو كان عند القوم بقية من كرامة أو إيمان، لتمعرت وجوههم لتدنيس المسجد الأقصى والاعتداء على الحرمات، حتى بيانات الشجب نالها الحجب، وما ظهر منها جاء خجولا يعبر عن قلق أو يعرب عن أسف، ولو كان التعامل مع المسجد الأقصى من منظور تاريخي أو حضاري، أو باعتباره أحد المعالم الأثرية، لتحركت له ضباع الأرض ومنظمات حقوق الأحجار والآثار!".

وعبر الشيخ "الصغير"  عن رؤيته أن "المعركة في جولتها الأخيرة، وأن العالم على أبواب مرحلة جديدة، والطبيعة الدينية للمعركة لن تراوح الميدان، أو تغيب عن الساحة، فإن كان القوم يعتقدون أن دولتهم لا يزيد عمرها عن ثمانين سنة، وهو ما يؤكده التاريخ، وبدأ يتردد بوضوح على ألسنة قادتهم ورموزهم، فإننا أيضا على وعد بتجديد جديد، يأتي لأمتنا على رأس كل مئة سنة، قد أظلنا أوانها".

وشارك في الملتقى، الذي تم عبر تطبيق الزووم zoom على الرابط التالي: https://us06web.zoom.us/j/88591439631...، الشيخ فضل مراد - أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بكلية الشريعة جامعة قطر، والشيخ عبد الله لام - رئيس جماعة عباد الرحمن في السنغال، ود. يوسف السند -المستشار الشرعي والتربوي لهيئة علماء فلسطين، والشيخ داود عمران ملاسا - المفتي العام لبلاد يوروبا ومدير المركز الإسلامي للبحوث والتنمية، والشيخ إسحاق طالب - جنوب أفريقيا، ود. موسى عبد اللاوي - عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والدكتور عبد الحق حماد - ممثل وزارة الإعلام الأفغانية، والدكتور آصف لقمان قاضي - مسؤول العلاقات الخارجية في الجماعة الإسلامية في باكستان، ود. سامي الساعدي - أمين عام هيئة علماء ليبيا، والشيخ محمد الحسن الددو "رئيس مركز تكوين العلماء موريتانيا.