استعرض موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، خمسة دروس من زلزال سوريا وتركيا على الشرق الأوسط وضعها بالاعتبار.

وأشار الموقع في تقرير كتبه "غسان كحلوت" و"سانسوم ميلتون" إلى الدمار الذي أحدثته الزلازل في تركيا وسوريا يثير الحاجة الملحة للاستثمار في التأهب لحالات الطوارئ في جميع أنحاء المنطقة.

وقال التقرير: "بعد أسبوعين من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، تجاوز عدد الضحايا الآن 44 ألفًا (يتجاوز عدد الضحايا اليوم أكثر من 51 ألفًا)، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية بالفعل".

وأضاف: "تفاقمت حالة الطوارئ المعقدة في هذه المنطقة بسبب قضايا مثل عودة اللاجئين السوريين من المناطق المتضررة في تركيا، وإعادة تهجير النازحين بالفعل".

ومع خطر وقوع كارثة إنسانية تلوح في الأفق، هناك حاجة لفهم حجم هذا الفشل وتخطيط وتعبئة جهود ما بعد الكارثة بشكل أفضل في المنطقة. وإدراكًا لحجم هذا التحدي، يعطينا "ميدل إيست آي" خمس توصيات استشرافية حول كيفية الاستجابة بفعالية لمهام الإغاثة والإنعاش في المناطق المتضررة، ولا سيما شمال غرب سوريا.

أولاً، هناك حاجة ملحة إلى دبلوماسية إنسانية إقليمية ودولية منسقة لإزالة العقبات التي تعترض وصول المساعدات الإنسانية.

وأوضح التقرير أنه منذ وقوع الزلزال، أدت العديد من المعوقات إلى تأخير ومنع إيصال المساعدات المنقذة للحياة في الوقت المناسب إلى المجتمعات المتضررة، لا سيما في شمال غرب سوريا؛ حيث منعت بعض الجماعات المتمردة وصول المساعدات إلى المحتاجين، في حين أن بعض المساعدات الدولية التي كانت تمر عبر الحكومة في دمشق تُباع في الشوارع.

ثانيًا، من الضروري أن تأخذ الجهات المانحة والوكالات المستجيبة للأزمة الوقت الكافي لزيارة شمال غرب سوريا والاستماع بصدق إلى الأفراد والمجتمعات المتضررة. وسيشمل ذلك الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفا التي تأثرت بشكل غير متناسب بالأزمة - ولا سيما الفقراء والمشردين داخليًا.

ومع ذلك، مع تسليم حزم الاستجابة للطوارئ أخيرًا، لا يلتفت المسؤولون إلى بعض احتياجات وأولويات السكان المحليين. وأحد هذه الاحتياجات هو القضية المتمثلة في الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص في منطقة عانى فيها الملايين من 12 عامًا من الحرب وحالات النزوح المتعددة والصعوبات الاقتصادية الشديدة.

 

 دروس من الماضي

 ثالثًا، في استجابة سوريا للزلزال، دعا التقرير إلى تعلم الدرس بسياقات أخرى؛ حيث ضربت الكارثة منطقة نزاع.

وتتضمن بعض الدروس الرئيسة أهمية الاستعداد والتخطيط للعمل بسرعة وحسم، وتدريب المجتمعات المحلية في المناطق المعرضة للمخاطر عندما لا يكون رجال الإنقاذ الرسميين موجودين، وإجراء تدريبات على ما يجب القيام به أثناء الزلازل.

 بدأ المحللون أيضًا في لفت الانتباه بشكل أكبر إلى كيفية الاستفادة من دروس الماضي داخل المناطق المتضررة لتحسين الاستجابة لحالات الطوارئ في الكوارث المستقبلية.

 في تركيا، يدعو الخبراء إلى إجراء تحقيقات رسمية في الأخطاء التي حدثت ولماذا لم تطبق قوانين البناء بعد زلزال إزميت / جولجوك عام 1999.

في سوريا، كان الاهتمام مركزًا بشكل أساسي على ما كان يجب على المجتمع الدولي والقوى المحلية فعله وما ينبغي القيام به في الحالات المستقبلية، مثل التنسيق الأفضل لإيصال المساعدات.

رابعًا، عندما تبدأ السلطات المعنية في التفكير في إعادة الإعمار، هناك ضرورة لدمج التكنولوجيا المرنة - للزلازل والمخاطر الأخرى - في جهود إعادة البناء للاستعداد بشكل أفضل للكوارث المستقبلية، لا سيما في سوريا.

ولفت الموقع إلى أنه وفقًا للتقديرات الحالية، فإن الإطار الزمني للتعافي في سوريا هو من 5 إلى 10 سنوات، وبالنسبة لتركيا من 2 إلى 3 سنوات.

 

مساعدة طويلة الأمد

 في حين أن الزلازل طبيعية وحتمية في منطقة نشطة زلزاليًا، فإن الكوارث ناتجة من صنع الإنسان إلى حد كبير. يمكن الحد من المعاناة والدمار أو التخفيف من حدته إلى حد كبير من خلال ممارسات البناء المرنة.

مع تأخر الزلازل في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان والأردن، فإن الدمار في تركيا وسوريا هو أيضًا دعوة قاتمة للاستيقاظ على الحاجة الأوسع للاستثمار في التأهب لحالات الطوارئ في جميع أنحاء المنطقة.

وختم التقرير لافتًا إلى أنه "هناك حاجة ملحة لتعبئة مساعدات الإغاثة قصيرة الأجل، وأيضًا المساعدة الإقليمية والدولية لدعم شمال غرب سوريا على المدى المتوسط ​​والطويل".

وتابع: "وفي الأسابيع والأشهر المقبلة، هناك حاجة لإنقاذ الأرواح ولدعم سبل العيش وتوليد القدرات المحلية من أجل الصمود في مواجهة الصدمات المستقبلية".

لمطالعة التقرير من مصدره الأصلي ( اضغط هنا )