ظهر الشيخ أبو اسحاق الحويني في آخر محاضرة له وكان يبدو عليه أثر الانهاك والتعب في كلامه يقول: "دعوت الله قديمًا أن أموت واقفًا وأن أناضل عن ديني".
وأضاف الحويني في مقطع الفيديو: "أتمنى أن أموت وافقا.. .. لا أريد أن أموت وأنا نائم.. حريص إني أعلِّم حتى أموت".
وعلق نجله الأكبر حاتم الحويني قائلا: ".. فاللهمّ أطل في عمر أبي وبلّغه رضاك؛ فإنا نشهد أنّه يحبّك ويحبّ رسولك ﷺ ونحسبه وأنت حسيبه من الصالحين.".
وألمت بالحويني وعكة صحية مطلع الشهر الجاري وزاره عدد من العلماء المصريين والعرب بالدوحة حيث يقيم ونجليه حاتم وهيثم وممن زاره د. رمضان خميس، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر وقطر وقال "في زيارة لشيخنا الجليل فضيلة الشيخ أبي إسحق الحويني حفظه الله صحبة العلماء الكرام، سعدنا فيها بالسماع منه لبعض آرائه ونصائحه، أدام الله في حياتنا العلماء الربانيين ونفعنا بهم وبآثارهم".
وكان الحويني قد تواجد خلال الدرس، وهو يجلس على كرسي متحرك. وذلك بعدما تعرض لعملية بتر بسبب جرح تعرض له في أثناء تأديته لفريضة الحج وإصابته بالقدم السكري، وذلك في 2012، ثم ابتلي بالفشل الكلوي قبل أن يرحل إلى قطر..
ومن آخر أنشطة العلامه المحدث أبو اسحاق الحويني استماعه لقارئ صغير (عمر علي) من مصر أطلق عليه القارئ ( أبا حفص) بعد سماعه تلاوة قرانية خاشعة منه .
أما آخر فتاواه عبر منصته على "فيسبوك" (الشيخ أبو إسحاق الحويني)، فكانت تلمح للديانة الابراهيمية التي دشنت مجمعها في أبوظبي ب3 مبان وقال في فتاواة "قال تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)﴾ آل عمران.
️القول في تأويل قوله : مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)
قال أبو جعفر: وهذا تكذيبٌ من الله عز وجل دعوَى الذين جادلوا في إبراهيم وملته من اليهـ.ود والنصـ.ـارى، وادَّعوا أنه كان على ملتهم = وتبرئة لهم منه، وأنهم لدينه مخالفون = وقضاءٌ منه عز وجل لأهل الإسلام ولأمة محمد صلى الله عليه وسلم أنهم هم أهل دينه، وعلى منهاجه وشرائعه، دون سائر أهل الملل والأديان غيرهم.. تفسير الطبري".
نشأة وعلم
والشيخ (أبو اسحاق) هو حجازي محمد يوسف شريف ولد في شهر يونيو 1951، ولقب "الحويني" نسبة إلى قرية حوين بمحافظة كفر الشيخ التي ولد وتربى فيها.
وتخرج الالشيخ من كلية الألسن قسم اللغة الأسبانية- جامعة عين شمس.
وتتلمذ الشيخ أولا على يد خاله الشيخ عبد الحي زيان وأخذ عليه القرآن، ثم عبد الفتاح الجزار وأخذ عليه اللغة العربية.
وعلى يد الشيخ محمد نجيب المطيعي أخذ علم أصول الفقه وأصول علم الحديث، ودرس عليه ما تيسر من «صحيح البخاري»، و«المجموع للنووي»، و«الأشباه والنظائر» للسيوطي، و«إحياء علوم الدين» للغزالي.
كما تتلمذ على يد المحدث محمد ناصر الدين الألباني وتأثر بكتبه، حيث رحل إليه مرتان الأولى: في شهر الله المحرم «سنة 1407هـ»، والثانية: في شهر ذي الحجة سنة «1410هـ».
كما جلس الشيخ في الجامع الأزهر لجماعة من أساتذة العلوم الشرعية المختلفة، ومنهم؛ الدكتور موسى شاهين لاشين رئيسًا لقسم الحديث، في كلية أصول الدين، جامعة الأزهر آنذاك.
وحضر للشيخ عبد العزيز بن باز دروسه بالجامع الكبير، والمسجد الذي كان بجوار بيته بمدينة جدة، وحضر مع الشيخ محمد بن صالح العثيمين دروسه بالمسجد الحرام.
وحضر للشيخ عبد الله بن قاعود شرح كتاب «البرهان في أصول الفقه»، للإمام الجويني.
وتأثر بالشيخ عبد الله بن جبرين وألتقى به الشيخ في جمع كبير، ألقى الشيخ ابن جبرين محاضرة، ثم تلاه الشيخ، وألقى بعده محاضرة، فأثنى عليه الشيخ ابن جبرين ثناء عاطرًا، حتى استحيى الشيخ من الحضور، وهو يسمع هذا الثناء؛ إذ وصفه الشيخ ابن جبرين "بمُحَدِّث مصر".
وعبر منصته على فيسبوك قالوا إن من مشائخه؛ الشيخ عبد الحميد كشك والذي تعلم منه عاطفته نحو دينه، والشيخ محمد جميل غازي،) وقد أخذ عنه نُبذًا كثيرة من التفسير وأصوله، والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، والدكتور عبد الفتاح الحلو، وتعلم منه أصول التحقيق.
وتعلم الشيخ من الشيخ العلامة المحقق سيد أحمد صقر الذي حقق إعجاز القرآن للباقلاني، وتأويل الحديث لابن قتيبة، والصاحبي لابن فارس، والموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري للآمدي، ومناقب الشافعي، للبيهقي، وغيرها.
وكذا الشيخ الكبير( -سيد سابق -رحمه الله-)، وقد بدأ الشيخ بدراسة الفقه في أول طريقه على كتابه المشهور «فقه السنة»، فهو أول كتاب درسه في الفقه.
وتعلق الشيخ بكتب علماء العصر ولم يدركهم: العلامة المحدث (عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني -رحمه الله-)، والعلامة المحدث (أحمد بن محمد شاكر -رحمه الله-،).