"هل اعتقدتم أن قتل 146 فلسطينيًا في الضفة الغربية معظمهم ليسوا مسلحين، سيكون مقبولاً بخنوع؟ أو أن قتل ما يقرب من 30 شخصًا في شهر واحد سيمر بهدوء؟" هكذا بدأ الصحفي اليساري الإسرائيلي "جدعون ليفي" مقاله لصحيفة "هآرتس" العربية، الذي لام فيه القادة الإسرائيليون العسكريون لإشعالهم موجة عنف جديدة عمدًا.


وتابع: "هل اعتقدتم أن سكان مخيم شعفاط الذين يتعرضون لسوء المعاملة كل يوم من الشرطة وشرطة حرس الحدود الذين يقتحمون منازلهم في عمليات غريبة من المداهمات الضريبية إلى الاعتقالات الليلية وتدمير ممتلكاتهم وكرامتهم سيمطرون المعتدين بالأرز؟  وهل هذا الشخص الذي قُتل جده على يد مستوطن وقتل صديقه البالغ من العمر 17 عامًا على يد شرطة حرس الحدود لم يكن ليرتكب أي اعتداء"؟

 

وأضاف: "وماذا كان يفكر قادة عملية الخميس المجنونة في مخيم جنين للاجئين؟ ما هو الهدف من العملية، باستثناء استعراض القوة؟ هل كانت لقمع الإرهاب؟  لقد أشعلت النيران فقط".
ويرى "ليفي" أن القادة العسكريون كان يعلمون أنهم إذا داهموا مركز المخيم فسيؤدي ذلك إلى إراقة دماء. 
ربما اعتقد القادة العسكريون أنهم كانوا يحبطون هجمات إرهابية، لكنهم غذوا موجة جديدة من الهجمات، وكانوا يعرفون ذلك. 
وشدد "ليفي" على أن إسرائيل هي التي بدأت، وأنه لا توجد طريقة أخرى لوصف سلسلة الأحداث. 

يعيش في مخيم جنين اليوم عشرات المسلحين الشباب المستعدين للتضحية بأرواحهم. وقتل القليل منهم لا يقلل من عزيمة البقية. والتعذيب المستمر على شكل شخص يُقتل كل يوم تقريبًا في الأشهر القليلة الماضية في جميع أنحاء الضفة الغربية كان يجب أن يؤدي أيضًا إلى حادثتي نيفي يعقوب وسلوان.

وأكد "ليفي"، أنه لا يمكن تجاهل الحقيقة الواضحة المتمثلة في أن كلا الهجومين كانا في مستوطنات وأن جميع حوادث العنف حدثت في الأراضي المحتلة، وجميعهم غير قانونيين بنفس القدر وفقًا للقانون الدولي، حتى لو كانت إسرائيل قد اخترعت عالم المفاهيم الخاص بها.

وفي ختام مقاله، لفت إلى أن ما يأتي بعد ذلك هو أيضا في أيدي إسرائيل، ربما تكون الانتفاضة ثالثة غير محتملة، لكن أي عملية انتقامية إسرائيلية أخرى ستصب الزيت على ألسنة اللهب. وأي عقاب جماعي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع، حتى لو أشبع الرغبة في الانتقام.

 

https://www.haaretz.com/opinion/2023-01-29/ty-article/.premium/what-where-you-thinking/00000185-f9d7-dfd4-add5-fbf708930000