ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعًا كبيرًا؛ إذ وصل سعر كيلو اللحمة البلدي من 220 - 250 جنيهًا حسب المنطقة التي يباع فيها.

ووفقًا لأسعار شعبة القصابين في الغرفة التجارية بالقاهرة، فقد سجل سعر الكبدة بين 200 - 220 جنيهًا للكيلو، وسجل سعر كيلو اللحم المفروم العادي 200 - 220 جنيهًا للكيلو.

بينما تراوح البتلو من 200 و210 جنيهات للكيلو، وسجلت اللحوم الكندوز 200 - 220 جنيهًا، بينما سجل سعر كيلو الضأن بين 190 و210 جنيهات، فيما سجل سعر كيلو اللحم الجملي 150 و170 جنيهًا للكيلو.

وقال محمد العربي، نائب رئيس شعبة القصابين بتجارية القاهرة، إن أسعار اللحوم الحمراء البلدية للمستهلكين تصل إلى 180 جنيها للكيلو في الأقاليم، و220 جنيهًا للقطعيات الجيدة، وتصل في بعض المناطق الراقية إلى 230 جنيها للكيلو، بحسب "القاهرة 24".

وسجلت أسعار اللحوم من 190 – 200 جنيه، الشهر الماضي، وارتفعت بشكل كبير بعد التعويم نهاية 2022، بعد ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل مبالغ فيه.

ولم تقتصر الزيادة على اللحوم البلدي الحمراء فقط، بل شملت أسعار الدجاج والبط والرومي. لم تفلح حملة المقاطعة الشعبية لشراء الدجاج، التي انطلقت 10 يناير الجاري، مستهدفة إجبار التجار على خفض الأسعار. يؤكد منتجو الدواجن أن الأسعار ارتفعت إلى 75 جنيها للكيلو في المتوسط، متأثرة بندرة العرض، من المزارع التي تعطلت دورات الإنتاج بها منذ 3 أشهر، لعدم قدرة المنتجين على توفير الأعلاف، واستمرار ارتفاع أسعار الدولار، المسيطر على قدرة التجار في تدبير الكميات الكافية للمنتجين، وتحمل زيادة سعره في البنوك، وفقًا لـ"العربي الجديد".

 

وكان من أسباب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق ما يلي:

ارتفاع أسعار الأعلاف

وأرجع أحمد رجب، مربي مواشي، سبب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء إلى الاعتماد بشكل أساسي على الأعلاف عالية التكلفة، والتي ارتفع سعرها إلى 500 جنيه للطن الواحد تزامنا مع ارتفاع أسعار الدولار، والتي أدت لارتفاع أسعار اللحوم الحية حيث وصل سعر العجل البقري البلدي وزن 250 كيلو إلى 20 ألف جنيه، والعجل الجاموسي وزن 250 كيلو إلى 18 ألف جنيه، مع استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية التي أدت إلى ارتفاع تكلفة استيراد اللحوم من الخارج.

وأكد رجب أن سعر بيع كيلو اللحوم أقل من تكلفته الحقيقية، وجميع الجزارين يتحملون خسائر كبيرة بسبب فرق الأسعار بين التربية والبيع، متوقعًا ارتفاع أسعار اللحوم مع دخول شهر رمضان الكريم في نهاية مارس القادم، وفقًا لـ"المصري اليوم" .

 

استيراد 40% من اللحوم

وأوضح حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب الفلاحين، أن مصر تستورد 40% من اللحوم الحمراء من الخارج، يقول: «إنتاجنا من اللحوم الحمراء يغطي أقل من60% من احتياجاتنا، ونعاني من عجز في انتاج اللحوم الحمراء يزيد عن 40% يتم استيراده من الخارج»، وهذا بالطبع يتم استيراده بالدولار، وبأسعار تفوق الأسعار المتعارف عليها في مصر، ما يشكل زيادة كبيرة في الأسعار.

 

كثرة الإقبال على شراء اللحوم الحمراء

ومن أهم أسباب ارتفاع أسعار اللحوم البلدي في الأسواق، كثرة الإقبال على شرائها مع قلة المعروض، وفقًا لـ أبوصدام، مع انخفاض درجات حرارة المناخ وحاجة المستهلكين إلى اللحوم كمصدر أساسي للبروتين في ظل زيادة عدد السكان لأكثر من 105 ملايين نسمة، والذي لا يقابلها زيادة في إعداد المواشي والتي لا تزيد عن 8 ملايين رأس ماشية تقريبًا بجانب نحو 2 مليون و900 ألف رأس من الأغنام والماعز والجمال، وفقًا لـ"المصري اليوم".

وأكد أبوصدام أن ارتفاع أسعار الدواجن ووصول كيلو الفراخ البيضاء إلى أكثر من 70 جنيهًا أدى إلى اقبال المواطنين على شراء اللحوم الحمراء كبديل أفضل عن لحوم الدواجن، في ظل تزامن فصل الشتاء وارتفاع أسعار أغلب المنتجات الغذائية.

 

ارتفاع أسعار اللحوم المستوردة

كما ارتفعت أسعار اللحوم المستوردة، على خلفية ارتفاع أسعار اللحوم البلدية الحمراء، ونقص المعروض منها بالأسواق، بجانب انخفاض سعر الجنيه وارتفاع الدولار.

قال سمير سويلم، أحد كبار مستوردي اللحوم في مصر، إن تذبذبات سعر الصرف منذ أكتوبر الماضي وحتى الآن، أدت إلى عدم استقرار أسعار اللحوم المستوردة، وزيادتها بنفس نسبة ارتفاعات الدولار، الأمر الذى أدى إلى عدم قدرة الشركات على تسعير منتجاتها، وفقًا لـ"جريدة البورصة".

وأشار إلى أن نسبة الارتفاعات في أسعار اللحوم المجمدة تتراوح بين 20 - 25% خلال شهر فقط، ليرتفع سعر الكيلو البرازيلي إلى 150 جنيهًا لتاجر الجملة مقابل 120 جنيهًا، بينما الهندي 130 جنيها مقابل 110 جنيهات للكيلو.

وتابع: “الغرامات التي أصبحت تقع على عاتق المستورد مؤخرًا بسبب تكدس البضائع تتراوح بين 15 ـ 20 جنيهًا للكيلو.. الأمر الذى يضع المستورد أمام خسائر فادحة، وقد يتحمل المواطن جزءًا منها بعد الإفراج عنها”.

 

اضطراب اجتماعي وسياسي

ويترتب على أزمة الغذاء وارتفاع تكاليف المعيشة وخصوصًا المواد الغذائية حدوث حالة من الاضطراب الاجتماعي والسياسي التي سيشهدها العالم وبخاصة الدول الناشئة، حتى عام 2025، وفق ما تنبأ به خبراء من صندوق النقد والبنك الدوليين يشاركون في أعمال منتدى "دافوس" المنعقد حاليًا في سويسرا

وتأتي مصر على قائمة الدول الناشئة التي تعاني تدهور أحوالها المالية والمعيشة، وأصبح الجنيه العملة الأسوأ أداءً في العالم، مع تراجعه المستمر أمام الدولار، ما يدفع إلى ارتفاع أسعار كافة السلع، باستمرار ولأجل غير مسمى.

واستوردت مصر العام الماضي سلعا بنحو 100 مليار دولار، مع توقع لصندوق النقد أن ترتفع إلى 105 مليارات دولار، عام 2026، بينما الصادرات سترتفع من 43 مليار دولار إلى 55.1 مليار دولار.

ويقدر الاستهلاك الشهري في مصر من اللحوم المستوردة المجمدة بنحو 18 ألف طن ما بين برازيلية وهندية، لكن الاستهلاك في شهر رمضان وحده يصل إلى 24 ألف طن تقريبًا.

وبلغ مُعدل استهلاك مصر من اللحوم الحمراء 900 ألف طن خلال العام 2020 موزعة ما بين 430 ألف طن مستوردة و470 ألف طن منتجة محليًا، وفق تقرير صادر عن قطاع الثروة الحيوانية التابع لوزارة الزراعة.