اقتحم وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير ومجموعة من المستوطنين، صباح اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، متسللا كاللص حيث إن الاقتحام لم يتجاوز الـ 13 دقيقة ثم فر هاربا هو ومن معه خوفا من بطش الفلسطينيين
اقتحام مفاجئ
لم يجرؤ الوزير الصهيوني على تحديد موعد اقتحامه لباحات الأقصى، خوفا من اندلاع هبة فلسطينية جديدة، وخوفا على حياته، فبن غفير الذي أعلن قبل يومين أنه سيقوم بالاقتحام الأول للمسجد الأقصى بعد توليه منصبه في الحكومة الصهيونية، ولكن وسائل إعلام عبرية نشرت أمس الاثنين أن بن غفير قرر تأجيل الاقتحام بضعة أسابيع، لكن من الواضح أن هذا الإعلان كان مجرد تضليل، وخوف من بطش الفلسطينين الذين لن يسمحوا بذلك.
وسمح له جهاز الأمن العام (الشباك) بذلك الاقتحام، إثر تقديرات بأنه لن تكون هناك ردود فعل فلسطينية غاضبة قد تفجر مواجهة مسلحة مع قطاع غزة.
الفصائل الفلسطينية تتوعد بن غفير.. سواعدنا جاهزة للرد
وبعد تسلل الوزير سرا لباحات المسجد الأقصى، أصدرت الفصائل الفلسطينية في غزة بيانا اعتبرت فيه أن اقتحام بن غفير للأقصى تصعيد خطير واستفزاز للشعب الفلسطيني، وأنه ينذر أيضا بحرب دينية في المنطقة.
وأضافت الفصائل "ندعو أهلنا في الضفة المحتلة لتصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني دفاعا عن الأقصى… وندعو السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال".
وقال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أن جريمة اقتحام بن غفير المسجد الأقصى استمرار لعدوان الاحتلال على المقدسات الإسلامية وحربه على القدس المحتلة.
وأكد قاسم في بيان صحفي أن المسجد الأقصى كان وسيبقى فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، ولا يمكن لأي قوة أو شخص فاشي تغيير هذه الحقيقة، مشددا على أن الشعب الفلسطيني سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى وقتاله من أجل تطهيره من الاحتلال.
بينما صرح الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي إن اقتحام الوزير الصهيوني للأقصى هو عدوان على الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين جميعاً.
وأكد سلمي في بيان صحفي أن حكومة الاحتلال المتطرفة تتحمل مسؤولية دفع الأوضاع نحو الانفجار والمواجهة، وأن الشعب الفلسطيني المقاوم لن يستسلم ولن يتهاون في حماية مقدساته.
ومن جهتها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن الوزير إيتمار بن غفير يصب الزيت على النار، ويتحدى إرادة الشعب الفلسطيني باقتحامه المسجد الأقصى صباح اليوم.
وأكدت الجبهة في بيان صحفي، أن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يلتزموا الصمت إزاء هذه الجرائم، وأن الكلمة الأخيرة ستكون للشعب الفلسطيني وسواعده المقاوِمة.
ردود الفعل الفلسطينية
من جانبه وصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية زيارة بن غفير بأنها تستهدف "جعل المسجد الأقصى معبدا يهوديا"، داعيا الفلسطينيين إلى التصدي لمثل هذه الاقتحامات.
كما عقب مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين على اقتحام وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير المسجد الأقصى قائلا: إن المسجد الأقصى يشكل جزءا من عقيدة كل مسلم وحضارة كل عربي والمساس به يدفع بالأمور إلى حافة المخاطر، مشددا على أن الاقتحام يحمل طابعا رسميا وأنه تم بموافقة الحكومة "الإسرائيلية " ورئيسها.
كما نددت الرئاسة الفلسطينية باقتحام وزير الأمن القومي الصهيوني بن غفير المسجد الأقصى معتبرته تحديا للفلسطينيين وإن استمرار الاستفزازات سيؤدي لتفجر الأوضاع.
ومن جهتها نددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالاقتحام، ووصفته بـ"الاستفزاز غير المسبوق".
بينما قالت محافَظة القدس في بيان-إن اقتحام بن غفير المسجد الأقصى تطور خطير يتحمل عواقبه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأضافت أن على العالم أجمع لجم من وصفته بالمتغطرس المأفون هو ورئيسه، قبل أن تؤدي أفعاله الهوجاء إلى تفجير المنطقة بشكل كامل.
الموقف العربي
أما عن ردود الفعل العربية،فقد قالت الخارجية المصرية عن أسفها لاقتحام مسؤول "إسرائيلي" رسمي المسجد الأقصى وأكدت رفضها لأي إجراءات أحادية مخالفة للقانون الدولي.
بينما دانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات إقدام وزير الأمن القومي الصهيوني على اقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال، محملة الخارجية في بيان الكيان الصهيوني كامل المسؤولية عن التبعات الخطيرة لاقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، قائلة إن قيام أحد وزراء الحكومة الصهيونية باقتحام الأقصى وانتهاك حرمته خطوة استفزازية مُدانة.
من جهتها دانت قطر بشدة اقتحام وزير الأمن القومي الصهيوني باحات المسجد الأقصى واعتبرت انتهاكا سافرا للقانون الدولي، محذرة في بيان لوزارة خارجيتها من السياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة "الإسرائيلية" في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وسمت الكويت اقتحام الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال الصهيوني باحات المسجد الأقصى استفزازا لمشاعر المسلمين وانتهاكا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.