تحتاج دول العالم إلى تجاوز الأزمات الاقتصادية التي عصفت باقتصاداتها خلال العام عام 2022، والذي شمل الغزو الروسي لأوكرانيا، وارتفاع أسعار الغاز والقمح والبترول، والتأثير السلبي لجائحة كورونا لمناطق العالم، والتي أغلقت الحدود، وشلت سلاسل الإمداد، وعصفت بالتجارة، وأوجعت قطاع التجزئة، وخفضت إنفاق الدول والمستهلكين.

 

تجنب آثار الأزمات في العام الجديد

ورصدت صحيفة "التايمز" آفاق بعض الاقتصادات الكبرى في العالم، وأسباب الأمل في تجنب آثار أزمات عام يغادرنا وآخر مقبل.

ومع تداعيات تفشي جائحة كورونا، وارتفاع التضخم وأسعار المعيشة، خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بما مجموعه 1.5 نقطة مئوية في آذار 2020 إلى نطاق من 0 % إلى 0.25 % واستأنف سياسة التيسير الكمي على نطاق واسع، وأعلن شراء 700 مليار دولار أمريكي من الأوراق المالية على مدى أشهر.

ومع دخول عام 2023 تكون احتمالات الركود شبه مؤكدة.

ورفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مما يقرب من الصفر إلى ما بين 4.25% و4.5% وهو أعلى مستوى في 15 عامًا، بعد سبع زيادات متتالية.

وتراجع مؤشر أسعار المستهلك في البلاد إلى 7.1% على أساس سنوي في نوفمبر الماضي، منخفضًا عن ذروته 9.1% في حزيران، لكنه لا يزال أكثر من ثلاثة أضعاف هدف صانعي السياسة.

في حين يتوقع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي نموًا سنويًا بنسبة 0.5 % فقط في عام 2023 وقد اتهموا بأنهم ربما يتسببون في حدوث انكماش مستمر.

 

3 أسباب تجعل 2023 أصعب اقتصاديًا

وهناك ثلاثة أسباب تجعل عام 2023 أصعب بشكل ملحوظ مقارنة بعام 2022، وهي:

الأول - هو أنه من المرجح أن تصبح الأسواق الأوروبية أكثر احتياجًا إلى الغاز بشكل ملحوظ بعد أن تضاءل تدفق الغاز الروسي.

والثاني - أنه من المتوقع أن يزيد الطلب الصيني على الغاز الطبيعي المسال بفضل تفكيك استراتيجية "صفر كوفيد" في ذلك البلد.

والثالث - فإن التوقعات الاقتصادية العالمية لعام 2023 ضعيفة، إذ يشير المتنبئون إلى أن نمو إجمالي الناتج المحلي الإجمالي قد يتباطأ إلى أقل من 1.2 %، وفقًا لـ "إندبندنت".

 

كيف نواجه التقلبات الاقتصادية في 2023؟

تشير أغلب توقعات المحللين والخبراء الاقتصاديين، إلى أن الأفراد سيواجهون في عام 2023 أزمات اقتصادية متلاحقة، تأثرًا بالأزمات الممتدة من عام 2022، ما سيتسبب في خسارة الكثيرين حول العالم لوظائفهم، ورغم ذلك هناك 5 حلول مثالية لمواجهة تلك التداعيات.

 

مدخرات الطوارئ

ووجدت دراسة استقصائية حديثة أن بناء مدخرات الطوارئ هو الحل المالي الأمثل لمواجهة عام 2023.

وبحسب الدراسة التي أجرتها شركة (Personal Capital) هناك 31% من الأشخاص يرغبون في زيادة مدخراتهم في حالات الطوارئ، وقدموا ذلك على أية أهداف أخرى مثل شراء سيارة، فيما قال 9% إنهم يريدون الادخار لشراء منزل وقال 8% إنهم يريدون توفير المال لإقامة حفل زفاف، وفقًا لـ"العين الإخبارية".

وقال تقرير نشرته شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية إن تخصيص مدخرات للنفقات غير المتوقعة مثل الفواتير الطبية أو إصلاح السيارات يمكن أن يساعد الناس على تجنب الديون، وأيضًا الالتزام بالأهداف طويلة الأجل مثل مدخرات التقاعد.

ومن جانبها، قالت خبيرة التمويل الشخصي سوز أورمان إن عدم امتلاك صندوق طوارئ قد يكون أحد أكبر الأخطاء المالية التي يمكن أن ترتكبها.

وتظهر الاستطلاعات باستمرار أن الأفراد سيواجهون صعوبة في الحصول على الأموال لتغطية النفقات غير المتوقعة التي تتراوح بين 400 دولار إلى ألف دولار.

 

تقليل الفواتير الشهرية

يمكن العثور على فرص توفير كبيرة من خلال إعادة تقييم نفقاتك اليومية، ويوصي أحد الخبراء الأشخاص باتباع نهج "التخلص من السموم في ميزانيات أسرهم".

ويقول التقرير: "خذ فاتورة الإنترنت والهاتف والكابلات المجمعة، على سبيل المثال. اسأل مقدم الخدمة الخاص بك عما إذا كانت هناك فرصة للحصول على حزمة أو سعر أفضل، تحقق أيضًا من الخيارات الأخرى المتاحة من خلال الشركات الأخرى".

 

إعادة تقييم عادات بطاقة الائتمان

وجدت دراسة متخصصة أجريت مؤخرًا أن الأسعار كانت أعلى في موسم العطلات، مما دفع المستهلكين الذين لجأوا إلى بطاقات الائتمان لتحمل مبالغ أكبر من الديون.

 

بيع الأشياء غير الضرورية

عندما يزدحم منزلك أو عملك بأشياء مستعملة غير ضرورية ولا تصلح للاستخدام مرة أخرى، فمن الأفضل أن تقوم ببيعها لأشخاص بحاجه لهذه الاشياء بسعر أقل من السوق وبطريقة ضرورية؛ فيستفيد صاحب الأشياء المستعملة التي لا يحتاجها بالمال، وفي الوقت نفسه يكون قد وفّر منتجًا جيدًا لشخص يحتاجه بثمن مناسب، وفقًا لموقع "انتج".

ومن الأشياء التي يمكننا بيعها: الموبيليا غير الضرورية في المنزل؛ فمن الممكن أن نقوم بتجديدها قليلًا ثم نبيعها لشخص يحتاج هذه الموبيليا بسعر مناسب، وهكذا في مثل هذه الأشياء: ملابس، أحذية، جهاز كمبيوتر، لابتوب، غسالة، ثلاجة، بوتاجاز، مروحة، ستائر، مفروشات، أدوات المطبخ، لوحات.. وهكذا.

 

البحث عن عمل إضافي

أما التوصية الخامسة والأخيرة، فهي "البحث عن عمل إضافي وجانبي"، حيث يجب على الشخص ألا يكتفي ببيع المقتنيات الزائدة لديه، وإنما عليه أيضًا أن يبيع ما لديه من مهارات، حيث يمكن للشخص أن يعرض خدماته على الإنترنت حتى يتمكن من جني أموال إضافية.