يترقب قطاع كبير من المواطنين ارتفاع أسعار الذهب خلال الأيام القادمة، خاصة بعد ورود أنباء قوية عن اتجاه حكومة الانقلاب لتعويم الجنيه مرة أخرى خلال الأيام القليلة القادمة، ما يشير إلى انخفاض كبير محتمل في قيمة الجنيه، وارتفاع ضخم في قيمة الذهب.

وحسب عبد النبي عبد المطلب، كبير المستشارين السابق لوزير التجارة والصناعة، فإن "هذه التخفيضات تسببت في ضرر للعملة الوطنية أكثر من نفعها، بما في ذلك ارتفاع أسعار السلع بشكل كبير، وقد تسبب هذا في معاناة لا توصف لعشرات الملايين من المستهلكين".

وسجل سعر الذهب عيار 24 اليوم الجمعة 16 ديسمبر في مصر 1885 جنيهًا لـ جرام الذهب، فيما سجل عيار 21 مبلغ 1650 جنيهًا، وعيار 18 سجل 1414 جنيها.

 

سعر الذهب تحدده السوق السوداء

ووفقًا لموقع "ميدل إيست آي" فإن المواطنين يتجهون لتخزين أكبر قدر ممكن من الذهب في محاولة لحماية مدخراتهم، في ظل استمرار خسارة الجنيه قيمته مقابل العملات الأجنبية، موضحًا أن التهافت على شراء الذهب أدى إلى ارتفاع سعره في السوق المحلية بشكل حاد ما دفع المتخصصين إلى التحذير من أن يتحوّل ذلك إلى فقاعة في أسعار الذهب.

وقال الخبير الاقتصادي ونائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام، ممدوح الولي، "إن الذهب يُسعّر الآن حسب سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء وليس وفقًا للسوق الرسمية، مشيرًا إلى أن "المضاربة مرتفعةٌ للغاية ما يثير الشكوك بشأن سعر هذا المعدن والسلع الأخرى في المستقبل".

 

أسباب الارتفاع

ودفع ارتفاع وتفاوت سعر الذهب، المنصات الرقمية المخصصة لتداوله عبر الإنترنت في مصر، إلى وقف نشر حركة الأسعار لعدم استقرار السوق المحلية.

وتباينت آراء المعنيين والخبراء حول أسباب الارتفاع الهائل في أسعار الذهب محليا على الرغم من استقرار سعره عالميًا.

وأوضح رفيق عباسي، رئيس غرفة الذهب باتحاد الصناعات، أن "تسعيرة الذهب مرتبطة بالبورصة العالمية، إضافة إلى سعر الدولار بالسوق المحلي"، وفقًا لـ"BBC"..

وأضاف عباسي أن "أسعار البورصة مستقرة لكن عدم استقرار سعر الدولار في السوق المصري، أدى إلى ارتفاعات غير مسبوقة بسعر الذهب".

وفي مداخلة تلفزيونية، اعتبر رئيس شعبة الذهب، هاني ميلاد، أن "أحد أسباب جنون أسعار الذهب هذه الفترة هي لجوء التجار إلى شرائه بشراهة وتصديره إلى الخارج لتوفير سيولة دولارية تمكنهم من استيراد السلع التي يرغبون فيها".

وتابع ميلاد، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج «صالة التحرير» المذاع عبر قناة «صدى البلد»، هناك تذبذب في أسعار الذهب بعد الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب أسعار صرف الجنيه مقابل الدولار والذي يؤثر على سعر الذهب في السوق المحلية، وفقًا لـ"المصري اليوم".

وأضاف أن ارتفاع نسبة الطلبات مقابل المعروضات؛ أحد أسباب ارتفاع سعر الذهب أيضًا، لافتًا إلى أن رفع سعر الفائدة بالبنك الفيدرالي الأمريكي يجعل أصحاب الذهب يقومون ببيع المعدن الأصفر والاستفادة منه بعد وضع قيمته المالية في البنوك؛ والاستفادة بالفائدة المرتفعة؛ الأمر الذي يُساهم في انخفاض سعره عالميًا.

وناشد من يوجد لديه ذهب بالحفاظ عليه وعدم بيعه، لافتًا إلى أن اقتناء الذهب كمدخر يحتفظ بقيمته، ومن الوارد أن يرتفع سعر الذهب مجددًا، وهو أمر قد يحدث عند ارتفاع سعره عالميًا، مشيرًا إلى أن الذهب محليًا محكوم بالسعر الداخلي.

وأكد أن عدم سهولة الاستيراد والتصدير جعل سعر الذهب محكوم بالسوق المحلي، وعمليات العرض والطلب في الادخار أو البيع.

ويُسارع بعض المواطنين إلى تحويل الأوراق النقدية التي في أيديهم، سواءً في المنازل أو في حساباتهم المصرفية، إلى أصول أكثر أمانًا مثل العقارات والسيارات والذهب. ووفقًا لموقع "ميدل إيست آي"، فإن مهندس الحاسوب محمد فؤاد، كان يملك حوالي 120 ألف جنيه مصري في حسابه المصرفي، لكنه قام قبل بضعة أسابيع بسحب الأموال واشترى بها مصوغًا بدلًا من ذلك: "لقد وجدت أن هذه هي الطريقة الوحيدة بالنسبة لي لحماية مدخراتي بينما يستمر الجنيه في فقدان قيمته ويستمر سعر الذهب في الارتفاع".

 

الاندفاع نحو الشراء 

تسبب ارتفاع أسعار الذهب في معاناة كبيرة لبعض المواطنين، خاصة الشباب المقبلين على الزواج، حيث يعد المصوغ من المتطلبات الأساسية للخطبة والزواج في مصر. وقد أعلن صاغة الذهب عن ارتفاع حاد في الطلب على الذهب، وأرجعوا ارتفاع السعر إلى هذا الطلب المتزايد.

وعلى حد قول إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب في اتحاد الصناعات المصرية، فإن هذا الطلب يقترن بتعليق استيراد الذهب على خلفية أزمة العملة الأجنبية" مشيرًا إلى أن "الأسعار الحالية أعلى بكثير من القيمة الحقيقية للذهب".

ومع ذلك، فإن الاندفاع نحو الذهب لا يخلو من المخاطر. وقد نبّه أحد أعضاء شعبة المشغولات الذهبية، سعيد إمبابي، قبل أيام إلى ما وصفه بـ"التلاعب" في سوق الذهب، وأن هناك مضاربات في السوق بهدف رفع سعر الذهب.

لهذا السبب، ينصح الاقتصاديون المستهلكين بعدم شراء الذهب في الوقت الحاضر ذلك أنه "من الأفضل لأصحاب المدخرات تجنب شراء الذهب الآن حتى تنتهي الموجة السعرية المرتفعة الحالية"، مضيفًا أن "هناك عدم وضوح بشأن سياسات تسعير الذهب في السوق المحلية بينما لا يظهر التجار أي التزام بسعر الصرف الرسمي للدولار الأمريكي".