سجل المنتخب المغربي إنجازا تاريخيا وأصبح أول فريق عربي وإفريقي يبلغ المربع الذهبي لكأس العالم ليكتب منتخب أسود الأطلس التاريخ مجددا، بعد الفوز على منتخب البرتغال بهدف دون رد في لقاء أقيم على ملعب "الثمامة" في إطار منافسات دور الثمانية بكأس العالم (فيفا قطر 2022)، بعدما أحرز هدف الفوز يوسف النصيري مهاجم إشبيلية الإسباني الذي أحرز هدف الحسم في الدقيقة 42.

والتقى المنتخبان المغربي والبرتغالي مرتان من قبل في كأس العالم وانتهت الأولى بفوز المغرب 3- 1 بدور المجموعات لمونديال 1986 ثم فازت البرتغال 1 -صفر في مونديال 2018.

وأصبح المنتخب المغربي المنتخب الثالث الذي يضمن مقعدًا في المربع الذهبي بتأهل منتخبي كرواتيا والأرجنتين أمس الجمعة على حساب البرازيل وهولندا على الترتيب.

 

ترابط عربي وهدف واحد

ومنذ إعلان تأهل المغرب لدور الـ 16 لكأس العالم قطر 2022 ليكون الممثل الوحيد للعرب في هذا الدور توحد الجمهور المغربي والعربي والإفريقي، والتفوا حول منتخب "أسود الأطلس"، مبهورين بأداء نجوم المنتخب وبطولتهم خلال ما قدموه في دور المجموعات، والتي كان أهمها الفوز على منتخب بلجيكا المصنف الثاني عالميا، وأحد الفرق المرشحة للظفر باللقب.

 

جدار المغرب القوي

كتب المنتخب المغربي التاريخ  لتثبت الأرقام والإحصائيات أن وصوله إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم قطر 2022، لم يكن بضربة حظ، أو وليد الصدفة، وإنما بفضل المستوى القوي الذي قدمه لاعبو " أسود الأطلس "، والأداء الجيد الذي أظهروه في جميع مبارياتهم خلال دور المجموعات والدور الـ16،  ودور الـ 8، حيث يتصدر قائمة أقوى خطوط الدفاع في المونديال بعد أن استقبلت شباكه هدفا واحدا خلال خمس مباريات قوية لعبها حتى الآن.

وتفوق دفاع المنتخب المغربي على المنتخبات الكبرى، ووقف سدا منيعا أمام أشهر المهاجمين في العالم، بعد أن حرم لاعبي كرواتيا وبلجيكا وإسبانيا من التسجيل.

 

منتخب المغرب الأعلى قيمة تسويقية بين العرب

يضم المنتخب المغربي بين صفوفه العديد من اللاعبين الأوربيين والذين يلعبون في فرق عالمية كبرى،  لذا يتصدر "أسود الأطلس" قائمة أقوى المنتخبات العربية من حيث القيمة السوقية،حيث يضم على رأس كتيبة اللاعبين الظهير الأيمن لباريس سان جيرمان الفرنسي، أشرف حكيمي، الذي يعد أغلى لاعب عربي حاليا مشارك في كأس العالم وتبلغ قيمته 65 مليون يورو، ونجم تشلسي الإنجليزي حكيم زياش.

وتبلغ القيمة السوقية للمنتخب المغربي لكرة القدم 241.1 مليون يورو، ليكون بذلك الأعلى بين المنتخبات العربية المشاركة في كأس العالم في قطر 2022.

وعلى الرغم من تصدره الفرق العربية إلا أن المنتخب المغربي يبقى الأقل قيمة سوقية بين المنتخبات المتأهلة للربع النهائي، فقيمة المنتخب الإنجليزي تقدر ب1.2 مليار يورو، والبرازيلي ب1.14 مليار أورو، متقدما على المنتخب الفرنسي الذي تبلغ قيمته السوقية 1.03 مليار يورو.

 

هؤلاء النجوم فضلوا المغرب على منتخبات العالم

ومثل منتخب المغرب، لاعبين ترعرعوا في بقاع مختلفة من حول العالم، ولكنهم توحدوا باتفاقهم على تلبية نداء الوطن، وارتداء القميص العربي معبرين عن ولائهم لمجتمعهم وثقافتهم العربية والإسلامية.

بدءا من حارس المرمى المتألق ياسين بونو ولد في مدينة مونتريال الكندية، ونجم المنتخب حكيم زياش ولد في درونتن الهولندية، ورمانة خط الوسط عز الدين أوناحي ولد في الدار البيضاء، وزميله سليم أملاح ولد في هواتراغ البلجيكية، وأشرف حكيمي ولد في العاصمة الإسبانية مدريد، لكن جميعهم تركوا ذكرياتهم وبداياتهم، وعادوا للمغرب لتمثيل "المنتخب".

نجم البطولة سفيان أمرابط عاش نفس تجربة زياش، ومثل ناشئي هولندا، قبل أن يحول إلى الولاء المغربي في منتخب الشباب، بدعم من شقيقه الأكبر نور الدين، الذي اختار نفس الاتجاه.

أما صاحب الهدف التاريخي في مرمى بلجيكا، عبد الحميد صابري، فقد مثل المنتخب الألماني للشباب، وخاض 5 مباريات، لكنه قرر الابتعاد عن "المانشافت"، والعودة لتمثيل منتخب بلاده المغرب.

وفي بلجيكا، منح منتخب "الشياطين الحمر" فرصة ذهبية لأنس الزاروري وبلال الخنوس، للعب مع الكبار، ولكنهما فضلا تمثيل المغرب "مع الكبار".

وبالنسبة للظهير المتألق نصير مزراوي، الذي ولد في مدينة ليدردورب الهولندية، فكانت الأنظار عليه ليكون الظهير الأيمن المنتظر لمنتخب الطواحين، لكنه فضل تمثيل المغرب حتى في المنتخبات السنية، ولم يرتد القميص البرتقالي قط.

وأخيرا الحارس المتألق ياسين بونو، الذي رفض تمثيل منتخب كندا، بالرغم من محاولات مدرب المنتخب وقتها بينيتو فلورو، ولكن رفضه كان قاطعا.. "سأمثل المغرب".

هؤلاء النجوم الذين رسموا الفرحة خلال مونديال 2022، جميعهم لبوا نداء الوطن، وأسعدوا الملايين، بالرغم من الفرص التي أتيحت لهم للعب مع منتخبات أخرى، بعضها أكثر خبرة ومهارة من المنتخب المغربي، ولكنها لا تمتلك دفئ القميص المغربي.