قالت صحيفة الغارديان البريطانية في افتتاحيتها، إن شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر وأمازون، شكلت عالمنا، ولكن العالم جاء دوره ليؤثر فيها بعد أن كانت هي صاحبة التأثير.
وتحت عنوان "انفجار فقاعة شركات التكنولوجيا الكبرى"، كتبت الغارديان أنه في مواجهة الانكماش العالمي، والاقتصاد الأمريكي الذي يبدو أنه يتجه نحو الركود، وارتفاع أسعار الفائدة في جميع أنحاء الغرب، فإن شركات التكنولوجيا الكبيرة في ورطة كبيرة.
ولفتت الصحيفة إلى شركة "ميتا" مالكة فيسبوك وإنستغرام وواتساب، والتي قررت تسريح 11 ألف موظف، أو أكثر من 13 في المئة من موظفيها.
وذكّرت الافتتاحية بتخلص مالك "تويتر" الجديد، إيلون ماسك، من نصف القوى العاملة، في حين قامت شركة سناب تشات في آب/ أغسطس الماضي، بتخفيض عدد موظفيها بنسبة 20 في المئة، كما أعلنت أمازون عن تجميد التوظيف.
وتقول الصحيفة إنه قد يؤدي الجمع بين ارتفاع أسعار الفائدة وتراجع الاقتصاد إلى تراجع كبير لشركات التكنولوجيا.
وترى أن العقد الماضي منح وادي السيليكون المال ثم جاء الوباء، الذي دفع مليارات المستهلكين إلى الشراء عبر الإنترنت.
وتحذر الغارديان من أن هذا الازدهار يشهد تراجعا كبيرا الآن، وأن "فقاعة شركات التكنولوجيا قد انفجرت".
خسائر فادحة
وكان أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم قد تعرض لانتكاسة كبرى تجاوزت خسائره فيها الـ174 مليار دولار أمريكي خلال الأشهر الستة الماضية، بسبب شركات التكنولوجيا الأمريكية.
وسجل الصندوق السيادي للثروة في النرويج، خسارة قياسية بلغت 1.68 تريليون كرونة نرويجية (174 مليار دولار) في النصف الأول من 2022.
وبلغ العائد على الاستثمار للصندوق البالغ قيمته 1.3 تريليون دولار ، سالب 14.4 في المئة (-14%) للفترة من كانون الثاني/ يناير إلى نهاية حزيران/ يونيو الماضي.
وتسبب انخفاض قيمة حيازاته من أسهم التكنولوجيا بنسبة 28 بالمئة، في تسجيل هذه الخسائر الكبيرة التي لم يعرفها الصندوق منذ تأسيسه قبل 26 عاما.
وفي تموز/ يوليو وآب/ أغسطس، بدأ يتعافى الصندوق من بعض الخسائر مع تحول الأسواق إلى المنطقة الإيجابية.
وقال الرئيس التنفيذي للبنك الذي يتولى إدارة الصندوق، نيكولاي تانجين، في بيان، إن "السوق في تلك الفترة اتسمت بأسعار فائدة متزايدة وتضخم مرتفع وحرب في أوروبا".
وجاءت أكبر خسارة في محفظة الصندوق للأسهم من "ميتا بلاتفورمس" المالكة لـ"فيسبوك" حيث تراجعت قيمة استثمارات الصندوق بمقدار 38 مليار كرونا، تليها "أمازون" بهبوط قدره 35 مليار كرونا، ثم "أبل" بخسارة 30 مليار كرونا.
ويستثمر الصندوق السيادي للثروة، الذي تأسس في عام 1996، إيرادات من قطاع النفط والغاز في النرويج ويملك حصصا في أكثر من 9300 شركة حول العالم.
وأكبر خسارة من حيث النسبة المئوية سجلها الصندوق كانت في عام 2008، عندما تسببت الأزمة المالية العالمية في هبوط قيمته بنسبة 23 في المئة للعام بكامله، رغم أن حجم الصندوق كان أصغر بشكل كبير في ذلك الوقت وبلغ مجمل الخسارة آنذاك 633 مليار كرونا.
والعام 2021، حقق الصندوق السيادي النرويجي الأكبر في العالم، عائداً يقدر بنحو 177 مليار دولار، وهو ثاني أكبر عائد سنوي في تاريخ الصندوق.
وحينها، سجل قطاع التكنولوجيا أعلى حصة في العائدات بقيمة 435 مليار كرونا (48.55 مليار دولار)، تلاها قطاع المالية.
وخلال النصف الأول لعام 2021، فقد حقق الصندوق عائدا على الاستثمار بـ990 مليار كرونا نرويجية (111 مليار دولار).
وفي نيسان/ أبريل 2021، طالبت وزارة المالية النرويجية صندوق الثروة النرويجي بتقليص حجم مؤشر شركاته العالمي المرجعي بين 25% و30% من أجل تحسين متابعة الشركات، وذلك أساسا عن طريق حذف أسهم صغيرة.