مع اقتراب قمة الأمم المتحدة للمناخ (رقم ٢٧) والمقرر أن تستضيفها مدينة شرم الشيخ، يستمر احتجاج المصريين على إزالة الأشجار والحدائق في أحيائهم بدون أي آلية لمشاركة الأهالي في القرار، وهو ما حدث في أحياء وميدادين كثيرة وفي مناطق شهيرة بأشجارها المعمرة لاسيما بحي مصر الجديدة.

وفي منصة (شكاوى حي مصر الجديدة) سجلت جنيان رمسيس شكوى من استمرار قطع الأشجار وأنه لا صحة لإدعاء اللواء ايهاب الشرشابي مسؤول الحدائق الذي قال: "مافيش أشجار هتتقطع إلا علشان توسعة الطرق".
 

أين الأشجار؟

وأضافت "جنيان" أنه "بعد قطع الاشجار علشان توسعة الطرق، خرج إلينا سيادة النائب طارق شكري وسيادة النائب عمرو السنباطي بوعود برّاقة بزرع آلاف من الأشجار الجديدة. فأين هي هذه الاشجار؟ فهل وعودكم دي كانت لمجرد الدعاية؟".

ودحضت المواطنة ادعاءاتهم "الف شكر بجد على مجهوداتكم اللي ماشفنهاش".

أما فوزي علي (Fawzy Ali‎‏)، على فيسبوك وهو من حي مصر الجديدة فأشار إلى مأساة ميدان الحجاز أشهر ميادين الحي التي كانت مضرب الأمثال في الأشجار والحدائق الغناء والمميزة والتي تجولت لمحاور وكباري

وقال: "عندما أمر بميدان الحجاز في مصر الجديدة، تصطدم عيناي بهياكل طوب أحمر هي قبور للجمال. الميدان تنازل للكباري إجباريا، فتمادى التعدي، وساد فساد هجوم محلات الشوارع مخترقا الخصوصية وحقوق السكان، مانعا امتداد البصر والتقاط الأنفاس، واصلا القبح والتلوث ببقية أفرع الميدان".
 

وأضاف "المحافظ ورئيس الحي يزرعون محلات دون استئذان أو رؤية نسانية أو جمالية أبدلوا ملامح مصر الجديدة وخريطتها لملء خزائن الدولة وقبول الرضا الرسمي.. نحن الشعب دافعو الضرائب من المنبع يتم التعدي على حقوقنا، واستقطاع منافذ راحتنا وأماننا..".

وأوضح أن "أحد أسباب تزايد بشاعة الجرائم هو محلات شوارع تنادي العواطلية للاستمتاع باختراق حياة وهدوء أرقى الأحياء. أشجار شوارعنا بترت، سرقوا أكسجين وجمال شوارعنا للاستثمار والتجارة بمحلات هي فتنة لمن لا يملكون نفقات ارتيادها، سواء طبقة عاملة أو طلبة مدارس".
 


أشجار هليوبوليس

الباحث التاريخي ميشيل حنا قال: "هناك أكثر من 40 شجرة تعترض أعمال المشروع، أشجار مغروسة هنا منذ الستينات وما قبلها، وتخطت أعمارها الخمسين عاما. . تتنوع أنواع الأشجار بين البونسيانا والفيكس، إضافة إلى نخيل البلح والنخيل الملوكي، وهناك أيضا نحو 20 شجرة من نوع المشطورة، وهي شجرة نادرة جدا في مصر ولا يوجد منها سوى في حديقة النباتات بأسوان، وسيمثل قطعها خسارة هائلة".

وأوضح أنه ".. عند إنشاء كوبري الجلاء في شارع العروبة في الثمانينات، تم نقل جميع الأشجار التي اعترضت مسار الكوبري من مكانها إلى ميدان الحجاز، وتم الحفاظ عليها جميعا دون قطع شجرة واحدة".

وقال إن "عملية نقل الأشجار ليست بالعملية الصعبة ولا المكلفة، بل إن التكلفة الحقيقية تتمثل في تربية الشجرة ورعايتها إلى تصل إلى عمر وحجم الأشجار المهددة بالقطع حاليا، والتي تمثل خسارة لا يمكن تعويضها.".

ومن جانبها، عملت مبادرة مصر الجديدة على إيصال هذه المعلومات للجهات الحكومية والسلطات التنفيذية لإنقاذ هذه الثروة الخضراء، وعلى عرض أنسب الحلول التقنيّة لنقل هذه الأشجار، وهو  ما لقيته حكومة السيسي بالتجاهل.