انتشر خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير داخل مدارس مصر ما يُعرف باسم "لعبة الموت" أو تحدي "كتم الأنفاس" المنتشرة على "تيك توك"، ما دفع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني والمجلس القومي للطفولة والأمومة من التحذير من خطورة هذه اللعبة على حياة الطلبة.
لعبة الموت داخل مدارس مصر
ورصدت وزارة التربية والتعليم، قيام بعض الطلاب في عدد من المدارس التابعة لإدارات تعليمية مختلفة بممارسة لعبة خطرة يحاولون خلالها تطبيق لعبة على الإنترنت، وخلال خطوات اللعبة تحدث حالة من الإغماء وتعرض حياة الطالب للخطر"، وفقًا لوزارة التربية والتعليم.
ما هو تحدي "لعبة الموت"؟
تداولت العديد من الفضائيات والصحف المصرية مقاطع فيديو، لما أطلق عليه البعض "لعبة الموت" أو "كتم الأنفاس"، وشارك في هذه المقاطع طلاب وطالبات، محذرين من خطورته الشديدة لما له من آثار صحية وخيمة قد تصل إلى الوفاة بسبب نقص الأكسجين.
وظهر هذا التحدي عبر تطبيق (تيك توك) عام 2019 في إطار ما يسمى تحديات الموت، التي تستهدف الأطفال والمراهقين للمشاركة في تحديات مهددة للحياة.
وحذفت إدارة (تيك توك) التحدي من منصتها باعتباره يخالف سياساتها، بيد أنه ظهر حديثًا في مصر بطريقة تبدي المشاركين فيه وهم يقومون بأداء تمثيلي لمحاكاة التحدي.
وتعتمد فكرة تحدي (كتم الأنفاس) على التنفس بسرعة كبيرة ثم كتم النفس أطول مدة ممكنة في حين يقوم شخص آخر بالضغط على منطقة الصدر وتحديدًا القلب.
وفي سبتمبر الماضي، ذكر موقع مجلة (وومن هيلث) الأمريكية أن تحديات الاختناق أو الموت موجودة منذ عام 2008 على الأقل، لكن جولات جديدة ظهرت على تيك توك مرة أخرى عام 2021، وفقًا لـ"الجزيرة".
حالة وفاة بسبب "كتم الأنفاس"
تقدمت النائبة، إيناس عبد الحليم، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى وزير التربية والتعليم ووزير الاتصالات، بشأن انشار صور ومقاطع فيديو لطلاب بالمرحلتين الإعدادية والثانوية يقومون بتقليد تحدي كتم الأنفاس المنتشر على تطبيق «تيك توك».
وقالت النائبة إن هناك حالات وفاة قد شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي "تيك توك" للعديد من الحالات التي راح ضحية تحدي "الموت".
ومن أشهر الذين راحوا ضحية تحدي الموت، حسب قولها، شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، والذي لقى مصرعه اختناقًا خلال مشاركته في تحدي كتم الأنفاس على تطبيق تيك توك، وذلك بعد أن أغلق على نفسه باب غرفته، واستخدم هاتفه لتصوير التحدي وهو يقوم به، ولكن انتبه له أحد من أسرته وهو فاقد للوعي، وتم نقله على الفور إلى المستشفى لكنه فارق الحياة.
مخاطر كتم الأنفاس
وحذر أستاذ الطب النفسي الدكتور محمود الوصيفي على فيسبوك من خطورة مشاركة المراهقين في هذه التحديات، ووصفها بأنها بمثابة “تجربة للموت”.
وأوضح الوصيفي أن خطورة تحدي (كتم الأنفاس) تكمن في أنه يسبب عدم تدفق طبيعي للدم بحيث لا يصل إلى المخ مما يُعرض المشارك فيه إلى الإغماء أو الإصابة بالاختناق حتى إنه قد يدخل في حالة غيبوبة وربما الموت.
وطالب خلال المنشور بتشديد الرقابة من أولياء الأمور وإدارات المدارس والأندية الرياضية لمنع المشاركة في هذا التحدي الخطير، فضلًا عن تطبيق الرقابة الإلكترونية ومعاقبة الترويج لمثل هذه الأفكار، وفقًا لـ"الجزيرة".
وقالت أستاذة الفسيولوجيا الإكلينيكية للجهاز العصبي بطب القصر العيني هالة الحبشي -تعليقا على التحدي المتداول- إلى أن المشاركة فيه تؤدي إلى حالة "إغماء" قد تصل لموت الشخص مباشرة نتيجة موت خلايا المخ.
وأشارت خلال تصريح متلفز إلى أن نقص وتوقف الأكسجين عن المخ لفترة طويلة يعمل على تقليل الإدراك واضطراب في كهرباء المخ، مما يؤدي إلى إغماءه بسيطة وتشنجات نتيجة الضغط على عضلة الأكسجين.
أحد حروب الجيل الخامس
وحذر المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، شادي زلطة، من شيوع مثل هذه الألعاب بين الطلاب في المدارس، مؤكدًا أن تحدي (كتم الأنفاس) يدخل ضمن “حروب الجيل الخامس ودخول ثقافات مغايرة لهويتنا تستهدف بعض الشرائح العمرية الصغيرة التي لا تدرك خطورة ما تقوم به وتغامر بحياتها”.
وأوضح أن الوزارة أصدرت بيانًا إلى مختلف الإدارات التعليمية بهدف تشديد الرقابة على أنشطة الطلاب خلال فترات الراحة ورصد أي أنشطة غريبة قد تهدد حياة الطلاب.
10 نصائح من الأزهر لتحصين الأبناء ضد مخاطر التطبيقات الإلكترونية
وقال المجلس القومي للطفولة والأمومة، أولياء الأمور بمتابعة أطفالهم وتعريفهم بمخاطر مثل تلك الألعاب على التطبيقات والمواقع الإلكترونية، ورفع وعيهم بعدم محاكاة أي فيديوهات أو مشاهد يتلقونها عبر الإنترنت، وبناء الثقة بينهم لحمايتهم من مخاطر تلك الألعاب القاتلة حماية لأطفالهم، وتعريفهم بأن محاكاة تلك الألعاب تؤدي إلى مشاكل وأضرار صحية قد تؤدي إلى الوفاة، وفقًا لـ"العقارية".
والأزهر الشريف بدوره لم يقف مكتوف الأيدي أمام تلك الظواهر التي باتت تمثل تهدي حقيقي على حياة النشء الجديد، ووفقًا لـ"فيتو" فقد قدم مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية مجموعة من النصائح لأولياء الأمور من أجل حماية أبنائهم من خطر تلك التطبيقات والتي جاءت كالتالي:
1- متابعة الأبناء بصفة مستمرة وعلى مدار الساعة.
2- مراقبة تطبيقات الهاتف بالنسبة للأبناء، وعدم ترك الهواتف بين أيديهم لفترات طويلة.
3- شغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة والأنشطة الرياضية المختلفة.
4- التأكيد على أهمية الوقت بالنسبة للشباب.
5- مشاركة الأبناء في جميع جوانب حياتهم مع توجيه النصح وتقديم القدوة الصالحة لهم.
6- تنمية مهارات الأبناء، وتوظيف هذه المهارات فيما ينفعهم والاستفادة من إبداعاتهم.
7- التشجيع الدائم للشباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء، ومنح الأبناء مساحة لتحقيق الذات وتعزيز القدرات وكسب الثقة.
8- تدريب الأبناء على تحديد أهدافهم، واختيار الأفضل لرسم مستقبلهم، والحث على المشاركة الفاعلة والواقعية في محيط الأسرة والمجتمع.
9 - تخير الرفقة الصالحة للأبناء ومتابعتهم في الدراسة من خلال التواصل المستمر مع المعلمين وإدارة المدرسة.
10- التنبيه على مخاطر استخدام الآلات الحادة التي يمكن أن تصيب الإنسان بأي ضرر جسدي، له وللآخرين، وصونه عن كل ما يؤذيه؛ وذلك لما روي عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ: مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ: مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَالْمُهَاجِرُ: مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ» (رواه أحمد).