قرّر تحالف "أوبك+"، أمس الأربعاء، تخفيض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل، عقب اجتماع التحالف لأول مرة بشكلٍ مباشر منذ مارس 2020 بالعاصمة النمساوية فيينا.

ويعتبر هذا الخفض هو الأكبر منذ جائحة كورونا، والثاني على التوالي لـ"أوبك+" بعد أن خفّض التحالف الإنتاج بشكل رمزي بـ100 ألف برميل يوميًا باجتماع سبتمبر الماضي.

وسيكون لهذا القرار أبعادًا سياسية واقتصادية كبيرة، نجملها فيما يلي:

 

ارتفاع أسعار النفط

وسيعمل قرار خفض الإنتاج على الحد من الإمدادات في سوق تعاني شحًا بالفعل، على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة وغيرها من الدول لضخ المزيد من الإنتاج.

وكانت أولى نتائج هذا الخفض، الذي يعتبر الأكبر منذ جائحة كوفيد-19، هي ارتفاع أسعار النفط بصورة ملحوظة، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1% عند 87 دولارًا للبرميل، بعد أن قفزت بنسبة 9%، تقريبًا خلال الجلستين السابقتين. أما خام القياس برنت فزاد بنحو 1% قرب 94 دولارًا.

كما سيرفع الخفض بهذا الحجم مستوى القلق بشأن توقعات الطلب على الطاقة، وسيؤدي إلى زيادة أسعار البنزين في بعض الدول المستوردة للنفط.

 

بايدن يتهم "أوبك+" بالانحياز لروسيا

وألقى قرار "أوبك+" خيبة أمل كبيرة على الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي لم يتوقع – حسب بيان صادر من البيت الأبيض – أن يكون الخفض بهذا الشكل الكبير. وقال البيان: "من الواضح أن "أوبك+" تنحاز لروسيا"، مضيفًا أن الرئيس بايدن "يشعر بخيبة أمل من القرار "القصير النظر".

وجاء في البيان الذي وقعه مستشار الأمن القومي جايك سوليفان وكبير المستشارين الاقتصاديين بريان ديس أن خفض الانتاج سيضر بالدول "التي تعاني أصلًا" من ارتفاع الأسعار بينما "يتعامل الاقتصاد العالمي مع استمرار التأثير السلبي" للهجوم الروسي على أوكرانيا.

وتابع البيان أن بايدن سيأمر بخفض احتياطي النفط الأمريكي الإستراتيجي، ومن المقرر طرح 10 ملايين برميل في السوق الشهر المقبل في محاولة للحد من ارتفاع الأسعار.

وكان محللو "سيتي جروب" قالوا في مذكرة: "إذا ارتفعت أسعار النفط بفعل تخفيضات كبيرة في الإنتاج، فمن المرجح أن يثير ذلك غضب إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن قبل انتخابات التجديد النصفي الأمريكية". وأضافوا "قد يكون هناك مزيد من ردود الفعل السياسية من جانب الولايات المتحدة، بما في ذلك سحب إضافي من المخزونات الاستراتيجية"، وفقًا لـ"فرانس 24".

وتعاني الاحتياطيات الأمريكية من النفاد بسرعة بعد عمليات السحب القياسية التي أمرت بها الإدارة بدءًا من مارس، ووصلت الاحتياطيات الآن عند أدنى مستوى لها منذ يوليو 1984 وليس من الواضح متى تخطط الإدارة لإعادة تعبئتها.

وتراجعت مخزونات النفط الخام الأمريكية بنحو 1.8 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 30 سبتمبر، وفقًا لمصادر السوق نقلًا عن أرقام معهد البترول الأمريكي الثلاثاء الماضي.

 

حتى لا يهبط السعر لـ50 دولارًا للبرميل

وأعرب مستشار الطاقة في Hawk Energy، خالد العوضي، عن ارتياحه لقرار "أوبك+"، وقال إن هناك حاجة لخلق توازن بين الطلب والعرض، مضيفا أن أوبك بلس تعمل على تصحيح الخلل الموجود في الأسعار بعد هبوطها بقوة.

وتابع: "لولا قرار أوبك بلس اليوم لكان من الممكن أن نرى أسعار النفط تتداول قرب مستوى 50 دولارا للبرميل.. وهذا غير مقبول في ظل تضخم مرتفع واحتمال ركود اقتصادي في العالم"، وفقًا لـ"العربية".

 

موازنة السوق بين العرض والطلب

وأثنى رئيس مركز كوروم للدراسات الاستراتيجية طارق الرفاعي، على قرار "أوبك+" اليوم، وقال إنه "إيجابي" وسط محاولة موازنة بين العرض والطلب.

وأضاف الرفاعي أن التباطؤ الاقتصادي في الصين والدول الأخرى المتقدمة يشير إلى هبوط الطلب على النفط، لذلك فإن القرار سينعكس على دعم أسعار النفط.

 

دعم لروسيا قبل حظر صادراتها من النفط

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن هذه الخطوة قد تعطي دعمًا لروسيا قبل حظر الاتحاد الأوروبي لمعظم صادراته من نفطها في وقت لاحق من هذا العام، ومحاولة مجموعة الدول السبع لكبح جماح أسعار النفط.